[ الصفحة الأولى ]كتّاب وآراء

دكتورة ميرنا القاضي: ميني إيجيبت بارك.. رحلة مصغرة تعبر تاريخ مصر بأكمله

في قلب مدينة الغردقة، بعيدًا عن صخب المدن وضجيج الحياة اليومية، تقع “ميني إيجيبت بارك” كواحة تاريخية تنبض بسحر الماضي وعظمة الحاضر. هذا المكان ليس مجرد وجهة سياحية، بل هو نافذة صغيرة تفتح على مصر بأسرها، رحلة تأخذك من أقصى شمالها إلى جنوبها، حيث تتلاحم حضارات تمتد لآلاف السنين في مساحة مصغرة ساحرة.

البداية: خطوة نحو العجائب

عندما تخطو داخل “ميني إيجيبت بارك”، يتبدد الشعور بأنك في عصرنا الحالي. تفوح في الأجواء رائحة التاريخ، بينما تنتشر أمامك نماذج مصغرة رائعة تعكس جمال أشهر معالم مصر. تتنقل بين الإسكندرية والقاهرة، الأقصر وأسوان، وكأنك تسافر عبر الزمان والجغرافيا بخطواتك فقط.

الإسكندرية: بوابة المعرفة

تبدأ الجولة من شمال مصر، حيث تستقبلك مكتبة الإسكندرية بنموذج دقيق يمجد الحضارة والمعرفة. يمكنك تأمل تفاصيل تصميمها المبتكر، الذي يعكس عظمة هذه المدينة التاريخية. بالقرب منها تجد قلعة قايتباي، بشموخها الذي يحكي حكايات البحر الأبيض المتوسط وصراعاته عبر الزمن.

القاهرة: عاصمة الحياة

من الإسكندرية تنتقل إلى قلب مصر، القاهرة. هنا، ينتصب برج القاهرة شامخًا وسط المساحات الخضراء، وكأنه يرحب بك في العاصمة. بالقرب منه، ميدان التحرير ينبض بالحياة، بينما يظهر في الخلفية مبنى ماسبيرو، رمز الإعلام المصري، ليذكرك بعصر التلفزيون الذهبي.

أهرامات الجيزة وأبو الهول: عظمة الحضارة القديمة

لحظة وصولك إلى أهرامات الجيزة وأبو الهول، تشعر وكأنك أمام الأصل. التفاصيل الدقيقة تأخذك إلى سفح التاريخ، حيث تقف الأهرامات الثلاث شامخة وسط الرمال الذهبية، وتحرسها نظرة أبو الهول الغامضة. هذا المشهد يجعلك تتخيل كيف كان الفراعنة يبنون هذه المعجزات بعبقريتهم الفريدة.

الأقصر وأسوان: رحلة إلى قلب التاريخ

وأنت تتوجه جنوبًا، تصل إلى معابد الأقصر المهيبة، حيث تنحني الأعمدة المزينة بالنقوش لتحكي قصص الآلهة والملوك. هنا تشعر وكأنك تستمع إلى همسات الفراعنة وهم يروون أمجادهم.

أما في أسوان، تجد نموذج السد العالي، شهادة على الإرادة المصرية الحديثة. يقف شامخًا بجانب نموذج معبد أبو سمبل، الذي يبهرك بتفاصيل واجهته الضخمة ومناظره المنحوتة بدقة تُعيدك إلى عهد الملك رمسيس الثاني.

العبور من الشمال إلى الجنوب: حكاية مصر كاملة

ما يميز “ميني إيجيبت بارك” هو أنك تنتقل عبر الزمن والجغرافيا في وقت قصير، تشعر وكأنك زرت كل مدينة بنفسك. النماذج ليست مجرد نسخ مصغرة، بل هي أعمال فنية دقيقة تحكي كل منها قصة فريدة عن مكانها وزمانها.

تجربة تفاعلية فريدة

“ميني إيجيبت بارك” ليست مكانًا تقف فيه متأملًا فقط، بل هي تجربة تفاعلية تجعلك تشعر بأنك جزء من الحكاية. يمكنك التقاط الصور بجانب الأهرامات، السير بين أعمدة معابد الكرنك، أو الوقوف على جسر السد العالي وكأنك تشارك في بناءه.

ختام الرحلة: ذكريات لا تُنسى

عندما تغادر “ميني إيجيبت بارك”، تحمل معك أكثر من صور تذكارية. تحمل قصصًا عن مصر القديمة والحديثة، وإحساسًا بالفخر بعظمة هذا البلد. هذه الحديقة ليست مجرد مكان، بل هي تجربة تخلد في الذاكرة، وتجعل كل من يزورها سفيرًا لجمال وتاريخ مصر.

مواعيد الزيارة:

المتحف مفتوح يوميًا من الساعة 10 صباحًا حتى 7 مساءً، وهو وجهة مثالية لجميع أفراد العائلة، سواء كنت من عشاق التاريخ أو تبحث عن مكان يجمع بين الترفيه والتعليم.

استعد لخوض تجربة لن تنساها، حيث يقف الماضي والحاضر جنبًا إلى جنب في لوحة مصغرة تُبرز روعة مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى