السيد الدمرداش يكتب: الكتابة لا تفيد
كان الشيخ علي يوسف أحد الجورنالجية الذين يجيدون التنقل عبر حروف الكلمة، يخطب ود النخبة وينهي مقاله مدافعاً عن العامة من الشعب، فلا تستطيع أن تحدد أين موقفه من الإعراب، رغم المساحة من الحرية للنقد في زمنه، وكانت الأقلام سياط علي جسد حكومة عاش زمانها، والكتابة أحيانا لا تفيد.
عندما تتوقف الكلمات عن التأثير في عصر السلطان برقوق، الذي أوكل المهمة لطبقة من “البصاصين” فكثرت الشائعات، وعمت الفوضى،وتوقف” المنادي” في الشوارع والحارات عن القيام بمهامه وعندما سألوه قال ” النداء لا يفيد ” ما بين الكتابة والنداء فواصل وهوامش وطبقات من الأصوات الشاذة عزفت علي لحن الصمت لقوى مؤثرة، والعزوف يحمل معاني كثيرة وتبقي الكلمات متحجرة وأحيانا ” متحجبة ” في زمن السوقة والدهماء.
التاريخ له سجلات وأيضا له مزابل ومناشف يعيش عليها أرزقية الكلمات ومتسولي الأرزاق والفرق شاسع بين العطاء والتصدق، ويوضح هذا ” الإذلال ” فإذا كانت توقفت الكتابة عن التأثير خرجت طبقة المتسولين الي الشارع تستجدي المارة ، وتطلب المغفرة وهنا تصبح كل الأشياء مباحه ويصبح كله عند العرب ” صابون “.
الكلمة شرف وأمانة وللكلمة قدسية إن صدقت النوايا، وتتحول الحروف الي عظات وتتبدل الأحوال.