السيد الدمرداش يكتب: أفريقيا والفرص الضائعة

أفريقيا ، تعمل القوى الاستعمارية علي خلق بيئة حاضنة للاستعمار في دول أفريقيا من جديد، ربما لم تتوقف بعد إنسحابها العسكري، محاولاتها في التدخل المباشر في الشأن الافريقي، في ظل إستقرار تحقق سياسي واقتصادي واجتماعي، لم يتوقف.
خطط التنمية الاستعمارية ربما زادت الحاجة الي تحقيق الاستقرار داخل قارة أفريقيا الي ضياع فرص التنمية المتكاملة في دول القارة وخلق تعاون مشترك وتنمية تقوم علي الشراكة في ظل أطماع الاستعمار الغربي باشكاله المختلفة، تضاعفت التحديات والصعوبات أمام عناصر التنمية في ظل صراعات تشهدها دول أوروبا، وامريكا في مواجهة القطب الروسي، رغم الجهود المبذولة من دول القارة في محاولة للتواصل الإ ان نفوذ أوروبا في أفريقيا واضح تماما ويفسد كل محاولات التواصل الافريقي – الافريقي.
الشواهد كثيرة وواضحة للعيان- مازالت أبسط قواعد التنمية الإجتماعية الشعبية تواجه تعقيدات كبرى، تأشيرات السفر، خطوط الطيران، الاستثمار السياحي والعقاري والزراعي المشترك لم يتقدم قيد “إنمله ” رغم الاتفاقيات والبروتوكولات التي وقعت، ما زالت حبراً علي ورق، النوايا حسنه والتنفيذ صفر.
السياحة جزء من منظومة إجتماعية دولية، مازالت أفريقيا لم تعرف طريقاً للتواصل من خلالها، بل أن أوروبا هي الملاذ والمآوى، والسكينة لمن يرغب في التعليم أو العلاج أو السياحة أو الشوبنج لاثرياء دول القارة الأفريقية، ربما هناك إنفراجة في بعض الملفات، لكنها شعارات الميديا التي لا تسمن ولا تغني من عطش التنمية الأفريقية، محاولات رجال الأعمال تواجه صعوبات جمة، بل أن بعضهم يفضل الاستثمار في الصين التي غزت أفريقيا إقتصاديا دون محاولة الاحتكاك ببعض دول القارة، ما زالت شعوب أفريقيا لا تذكر عن مصر سوى الزعيم جمال عبد الناصر.
ومازالت التنمية السياحية الإفريقية محاولات لمنظمات المجتمع المدني ربما بدعم من الدولة لكنها فعاليات سنوية، السياحة في أفريقيا لست علي خطط الشباب الافريقي وربما العربي, قارة نجح الاستعمار الغربي في السيطرة على عقولها ومقدراتها، بدون إدراك لأي مقاومة لهذا.
شركات السياحة المصرية لا تملك أيضا خططا واهدافا قوية سوى بعض المحاولات الفردية في ظل غياب تام لدور الاتحاد المصري للغرف السياحية خلال تاريخه الطويل المهني، لا أحد يدرك ذلك، هناك إشكالية تاريخية قبل الفتوحات الاسلامية وبعدها، حاولت البحث عن ذلك دون جدوي – وكأن القارة السمراء ليست علي خريطة لغة “الضاد” رغم أن عدداً من الدول تتحدثها الا ان البنية الثقافية ترفضها.
صديقا لي مغامراً ” د. سعيد دراز ” رجل اعمال من خلفية ثقافية ووطنية، أستطاع أن يقاوم صعوبات وتحديات كبيرة للاستثمار في أفريقيا، ساعده في ذلك قراءاته للمشهد السياسي والاقتصادي، نجح في ظل التحديات والصعوبات التي تواجه خطط التنمية بشكل عام، كانت الارادة قوية وكان الحلم كبيراً في الاستثمار في أفريقيا، ربما لأسباب تتعلق بالبنية الثقافية التي شكلت ثقافته المهنيه.
عدة مشروعات قامت علي البنية الاجتماعية في مجال التعليم والصحة، كانت بداياته، أمتدت الزراعة والذهب، وأيضا إمتدت في عدة دول مثل غانا ونيجيريا ودول آخرى يعمل على الاستثمار بها، السياحة جزء من منظومة إجتماعية متكاملة تحتاج إلي جهود كبيرة وإستراتيجيات تقوم بها جمعيات رجال الأعمال في مصر لخلق تواصل مهني يساهم في نمو السياحة بين مصر وأفريقيا، برعاية الحكومة المصرية.
تستطيع السياحة المصرية أن تحقق رقماً كبيراً في تنمية حركة السياحة الوافدة من أفريقيا وتيسير إجراءات السفر بشكل عام، في ظني أن أي جهود مبذولة تساهم في تخفيف السيطرة الاستعمارية علي موارد طبيعية داخل القارة كما تساهم في التصدي للنفوذ الأوروبي في القارة السمراء.