الاكتئاب.. الأسباب والأعراض وطرق العلاج.. ومن أكثرعرضة للإصابة.. الرجل أم المرأة ؟
تنتشر حالات الاكتئاب بين كثير من البشر دون أن يعلموا ما حقيقة هذه الحالة التي قد تؤدي في حالة تأزمها إلى الوفاة، حيث يعتبر الاكتئاب وفقا للأطباء هو اضطراب المزاج الذي يسبب شعورا متواصلًا بالحزن وفقدان المتعة والشعور بالذنب، ونقص تقدير الذات، وقد يصاحب مرض الإكتئاب مجموعة من الأعراض الجسدية مثل التغير في الشهية، وغيرها.
ويسبب الاكتئاب الاهتمام بالأمور المعتادة، ونقص التركيز وعدم الأهمية حيث يؤثر مرض الإكتئاب على المشاعر، والتفكير، والتصرفات مما يسبب كثيرًا من المشكلات العاطفية والجسدية، والتي بدورها تؤثر في أداء الأنشطة اليومية، وقد يصل الأمر إلى الشعور باليأس من الحياة، والتفكير في الانتحار، وربما الإقدام عليه في الحالات المتقدمة.
أنواع الاكتئاب
يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، تتعدد أنواع الاكتئاب، ومنها اضطراب الاكتئاب الجزئي والاكتئاب الموسمي والاكتئاب الذهاني، واكتئاب ما بعد الولادة، وأخطرهم الاكتئاب ثنائي القطب لكن يختلف اضطراب ثنائي القطب عن الاكتئاب، ولكن يتم ذكره ضمن أنواع الاكتئاب لأن المصاب بثنائي القطب يواجه نوبات من الاكتئاب الشديد تتناوب مع نوبات ابتهاج عالية.
الأسباب التي تؤدي للإصابة بالاكتئاب
وفي سياق متصل، يقول الدكتور جمال فرويز، إن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب ومنها وجود التاريخ العائلي، وربما بسبب نوع الشخصية، كأن يكون الشخص كثير القلق، أو يعاني قلة الثقة بالنفس، أو يكثر من لوم ذاته.
ومن الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض الاكتئاب هو الإصابة بالأمراض الخطيرة، مثل السرطان والإدمان على المخدرات، والكحول، وكذلك بسبب صعوبات الحياة المستمرة، مثل ضغوط العمل، والوحدة لفترة طويلة، والتعرض للعنف.
أعراض الإصابة بالاكتئاب
ويتابع فرويز، أن أعراض الاكتئاب التي تظهر تختلف من شخص لآخر، حيث لا يعاني جميع المصابين بالاكتئاب بنفس الأعراض، حيث تختلف أعراضه من شخص لآخر بحسب حدة المرض، ومدة الإصابة به، وبحسب مرحلة المرض، ومن هذه الأعراض الأعراض النفسية مثل الحزن المستمر، وضعف الثقة بالنفس، والشعور بالدونية واليأس، والإحساس بالذنب والقلق، والتوتر.والشعور بالنقص، أو انعدام الرغبة، أو المتعة بالنشاطات التي كانت تثير الرغبة والمتعة، مع وجود صعوبات في التركيز، أو اتخاذ القرارات، كذلك التفكير بالموت، أو الانتحار.
” أيضا للاكتئاب أعراض جسدية مثل صعوبة النوم ليلًا، مع الاستيقاظ باكرا، أو النوم الزائد والشعور بالخمول، وانعدام النشاط، وانخفاض الشهية ونقصان الوزن، أو زيادة الشهية وزيادة الوزن، مع الشعور بالصداع، وآلام العضلات بلا سبب واضح، والتحرك ببطء، مع وجود اضطراب الأمعاء مثل الإصابة بالإمساك.
ويكمل فرويز، أن من أعراض الاكتئاب ما يظهر في وجود أعراض اجتماعية، مثل الميل للانعزالية، وعدم الاهتمام بالواجبات بالعمل، أو المدرسة أو العمل، مع الابتعاد عن الأهل، والأصدقاء المقربين، وتعاطي المهدئات، لكن يجب معرفة أنه توجد بعض الحالات يصاحبها أعراض مشابهة لأعراض الاكتئاب، مثل وجود مشكلات في الغدة الدرقية، أو ورم في الدماغ، أو نقص الفيتامينات، مثل فيتامين د، لذلك يجب التحقق من الحالة الصحية قبل تشخيص الاكتئاب.
الفرق بين الحزن والاكتئاب
ويرى الدكتور جمال فرويز أنه يجب التفرقة بن الحزن والاكتئاب، حيث إنه من الطبيعي أن يصاب الإنسان بالحزن عند حدوث خسائر في الحياة، خاصة إذا كان يصعب على الشخص تحملها، مثل وفاة شخص عزيز عليه ، أو خسارة الوظيفة، أو انتهاء العلاقات، وقد يصل به الحال أنه يعتقد أنه قد أصيب بالاكتئاب، لكن يجب معرفة أن الشعور بالحزن ليس كالاكتئاب، فالحزن أمر طبيعي، ويختلف من شخص إلى آخر، ويشبه الاكتئاب في بعض خصائصه، مثل العبوس، والعزلة، ولكنهما يختلفان في كثير من الأمورومنها أن الشعور بالحزن قد يكون مؤقتا ، ولا يزال الشخص قادرا على الاستمتاع بالأمور الأخرى، والتطلع إلى المستقبل لكن في حالة الاكتئاب يستمر الشعور بالحزن، ولا يستطيع الشخص الاستمتاع، ولا التفكير في المستقبل بإيجابية، وفي حالة الحزن نجد أنه لا يزال الشخص محتفظًا بثقته بنفسه لكن في حالة الاكتئاب يشعر الشخص بالدونية وهذا يعتبر أمرا شائعا في حالة الإصابة بمرض الاكتئاب .
لاتترك نفسك بدون طبيب
ويضيف الدكتور جمال فرزيز، أنه عند مواجهة أعراض الاكتئاب لأغلب الوقت، ولعدة أيام متواصلة، لأكثر من أسبوعين، فيجب على المريض الذهاب للطبيب، خاصة إذا كان سوء المزاج يؤثر في الحياة اليومية، والعلاقات مع الآخرين، وعندما يصل الأمر إلى التفكير بالانتحار، أو إيذاء النفس.
طرق للتغلب على الإكتئاب
في سياق متصل، يقول الدكتور إبراهيم مجدي إستشاري الطب النفسي، أن من طرق علاج الاكتئاب هو العلاج النفسي متبوعة بكثير من الإرشادات، ويعتبر العلاج النفسي بداية جيدة في الحالات البسيطة من المرض، حيث يعتبر العلاج النفسي له دور في علاج الاكتئاب من خلال العلاج المعرفي السلوكي، والعلاج بحل المشكلات، وكذلك من خلال العلاج المشترك الذي يضم العلاج النفسي، والدوائي معا ، وهو الأفضل في معظم الحالات، وهذه الطريقة الأخيرة هي الأفضل في العلاج .
” لكن يجب أيضا اتباع كثير من الإرشادات للتعامل مع الاكتئاب، مثل الحرص على ممارسة النشاط البدني، وتوزيع الوقت بين الأهل والأصدقاء، وطلب المساعدة منهم، وتجنب العزلة، وفي حالة القدرة على القراءة والتعلم، فعلى المريض أن يفعل ذلك أكثر حتى يبتعد عن الاكتئاب، وأن ينمي ذلك من خلال التدوين والكتابة، لأنهما يساعدان على تفريغ المشاعر، والشعور بالتحسن.
ويكمل، أن من أفضل طرق التغلب على الاكتئاب، هي تعلم تقنيات الاسترخاء، والتعامل مع الضغوط، مثل التأمل، واسترخاء العضلات، واليوجا، مع عد تحميل الشخص أي ضغوط ولذلك يجب تبسيط المهام اليومية، ووضع أهداف قابلة للتحقيق لتجنب الإصابة بالإحباط، مع ضرورة تنظيم الوقت، وإعداد قائمة الإنجازات اليومية ومواعيدها، مع التأكيد على ضرورة تجنب اتخاذ القرارات المهمة عند الشعور بالاكتئاب.
ومن المفاهيم الخاطئة عند الإصابة بالاكتئاب، إقبال بعض المرضى لاستخدام المكملات الغذائية، مثل زيت أوميجا-٣، يساعد على الشفاء من الاكتئاب.
النساء تصاب بالاكتئاب أكثر من الرجال
وفي سياق متصل يقول الدكتور إبراهيم مجدي، إن حالات الاكتئاب ترتفع إلى الضعف بين النساء مقارنة بالرجال، وذلك لوجود عدد كبير من النساء قد يصبن باكتئاب ما بعد الولادة، مما يزيد نسبة انتشار المرض لديهن، هذا بالإضافة إلى اختلاف الأدوار الاجتماعية بين الجنسين، بما يتيح للرجال فرصا أكثر للسيطرة على الأعراض من خلال الانخراط في الحياة اليومية.##
هل مريض الاكتئاب لا يشفى مدى الحياة
وينفي الدكتور إبراهيم مجدي، مقولة أن مريض الاكتئاب يستمر علاجه مدى الحياة، وهذه مقولة خاطئة لأن العلاج يستمر لبضعة أشهر، وقد يستمر لفترة عام، أو عامين في حالات نوبات الاكتئاب، ولكن قد تتكرر نوبات الاكتئاب لدى البعض خلال عمر المريض، وذلك لفترات معينة يشفى بعدها المريض في فترات قد تزيد أو تقل على عامين كاملين.
ولكن في حالة علاج الاكتئاب المقاوم للعلاج لا يتحسن الاكتئاب في بعض الأحيان، حتى مع العلاج، لأن الاكتئاب المقاوم للعلاج، لا تكفي معه طرق العلاج التقليدية، مما يتطلب تدخل متخصص في تشخيص وعلاج الحالات المرضية العقلية، حيث تتراوح أعراض الاكتئاب المقاوم للعلاج من خفيفة إلى شديدة، وقد تتطلب تجربة طرق علاجية مختلفة لتحديد أيها أكثر فعالية.
وربما تأخر هذا النوع من العلاج نظرا لأن المريض والطبيب لم يتوصلا إلى الجرعة الصحيحة، أو الدواء أو مجموعة الأدوية الصحيحة المناسبة للحالة، مما يتطلب مزيدا أيضا من الوقت لكي يظهر مفعول العلاج وربما يتم الاحتياج لتغيير نوع الدواء أو إضافة نوع آخر جديد من أدوية مضادات الاكتئاب، مع ضرورة إجراء الفحوص الوراثية لأنها تقدم مؤشرات دلالية للعلاج.
لكن في كل الأحوال يجب إيجاد طرق أفضل للتكيف مع تحديات الحياة و التعامل مع أي صدمة والتكيف معها، مع إدارة العلاقات بطريقة أكثر صحية، مع ضرورة تقليل تأثيرات الضغط على حياة كل فرد
ويكمل، لكن للحصول على أقصى استفادة من علاج الاكتئاب، يجب الالتزام بخطة العلاج ومتابعتها والصبر عليها لأنها تحتاج فترات طويلة، وحتى في حالة التحسن يجب التوقف عن تناول العلاج وجلسات العلاج مع التحكم في التوتر خاصة أن المشكلات الاجتماعية والمالية وظروف العمل غير المريحة وغيرها من المشكلات الأخرى المختلفة أنها تساهم في التوتر الذي يفاقم بدوره من حدة الاكتئاب، مع الحصول على قسط وافر من النوم، حيث يؤدي سوء النوم إلى تفاقم الاكتئاب مما يؤثر على المزاجية ومستوى الطاقة والقدرة على التركيز والصمود في وجه التوتر، مع البحث عن طرق لتحسين عادات النوم أو اطلب النصيحة من الطبيب أو اختصاصي الصحة العقلية.
ومن الأفضل أن لا يتم الإقبال على استخدام علاج يحقق فاعلية جزئية في تخفيف الاكتئاب أو علاج ناجح، ولكنه يسبب آثارًا جانبية يصعب تحملها، لذلك لابد من وجود تعاون مع الطبيب أو اختصاصي آخر من اختصاصيي الصحة العقلية لإيجاد أفضل علاج ممكن، حتى إن كان سيأخذ ذلك المزيد من الوقت والجهد لتجربة طرق جديدة.
محاربة الاكتئاب بدون أدوية
ويؤكد الدكتور إبراهيم مجدي، أنه قد خلصت دراسة حديثة إلى أن محاربة الاكتئاب الذي يعد من أخطر الأمراض النفسية التي يعاني منها عدد كبير من الأشخاص، أو التخفيف منه، بات ممكنا بطرق سهلة، ومن دون الحاجة للجوء إلى الأدوية، أو تكاليف العلاج الباهظة، وذلك من خلال اتباع 10 طرق للتغلب على الاكتئاب، وزيادة الشعور بالسعادة والرضى.
والتي من أهمها ممارسة التمارين الرياضة من أكثر الطرق الناجعة للتغلب على الاكتئاب، حيث إن ممارسة الرياضة تولد موجة من الخلايا العصبية الجديدة في منطقة الدماغ المسؤولة عن المشاعر، لأنها تنمي الثقة بالنفس، إلى جانب تعزيز روح المنافسة والنجاح، مما يؤدي إلى الشعور بالسعادة.
أو من خلال ممارسة الأعمال اليدوية مثل الحياكة والتطريز التي من خلالها من خلال إلهاء الأشخاص عن الآلام النفسية التي قد يشعرون بها لأنها تعد من الطرق التي تؤدي إلى تخفيف القلق، كما أن الزراعة والجلوس في أحضان المناطق الطبيعية تؤدي إلى انخفاض رغبة الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب بنسبة 20 في المائة عن إيذاء أنفسهم، كما يعتبر الذهاب للعمل مشيا، وتحضير وجبات الطعام من الوسائل التي تبقي العقل مشغولا عن التفكير في أمور أخرى، مما يجعلها من الوسائل التي تساعد في القضاء، أو على الأقل السيطرة على القلق والاكتئاب.