“ميتا” أرادت الاستحواذ على “بيربليكسيتي” قبل الاستثمار في “Scale AI”

كشف تقرير أن شركة ميتا، مالكة مواقع التواصل الاجتماعي، رغبت في الاستحواذ على شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة بيربليكسيتي (Perplexity)، قبل أن تقرر في نهاية المطاف الاستثمار في شركة “Scale AI”.
وأجرت “ميتا” مناقشات مع “بيربليكسيتي” المتخصصة في مجال البحث بالذكاء الاصطناعي، حول استحواذ محتمل قبل المضي قدمًا في استثمار بمليارات الدولارات في “Scale AI”، وفقًا لما نقله تقرير لوكالة بلومبرغ عن مصادر مطلعة على الأمر.
وقالت المصادر إن الشركتين لم تتوصلا إلى اتفاق وقررتا عدم متابعة الصفقة، وأغلقت “بيربليكسيتي” مؤخرًا جولة تمويل جديدة رفعت تقييم الشركة إلى 14 مليار دولار.
وأضافت المصادر أن “ميتا” حاولت أيضًا تعيين الرئيس التنفيذي لـ”بيربليكسيتي”، أرافيند سرينيفاس، للانضمام إلى فريق “الذكاء الاصطناعي الفائق” الجديد الذي شكلته “ميتا”، والذي يركز على تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر تقدمًا.
وتسلط محادثات “ميتا” مع “بيربليكسيتي”، التي لم يُعلن عنها سابقًا، الضوء على استعداد الرئيس التنفيذي لميتا، مارك زوكربيرغ، لاستخدام الصفقات والتعيينات الكبيرة لمواكبة سباق الذكاء الاصطناعي.
وجرت هذه المحادثات قبل أن تغلق “ميتا” صفقة لاستثمار بقيمة 14.3 مليار دولار في شركة “Scale AI”، مما منحها حصة 49% في الشركة الناشئة المتخصصة في تصنيف البيانات.
لماذا توجهت ميتا لبيربلكسيتي؟
تأسست “بيربلكسيتي” في عام 2022، وبرزت كواحدة من أبرز الشركات الناشئة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لإعادة تشكيل خدمات الإنترنت الأساسية.
وتُنافس “بيربلكسيتي” شركة غوغل -التابعة لشركة ألفابت- من خلال تقديم أداة ذكاء اصطناعي تُلخص نتائج البحث، وتُدرج مصادر لإجاباتها، وتساعد المستخدمين على تحسين استفساراتهم للحصول على أفضل النتائج. وتُطور الشركة الناشئة أيضًا متصفح ويب مُدعمًا بالذكاء الاصطناعي.
ونظرًا لخيبة أمل زوكربيرغ من وتيرة تطوير الذكاء الاصطناعي في “ميتا”، فإنه يبذل جهودًا مُكثفة لاستقطاب أفضل المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي من جميع أنحاء الصناعة من خلال عروض مالية مغرية.
ونجحت “ميتا” في توظيف ألكسندر وانغ، الرئيس التنفيذي السابق لشركة “Scale AI”، بالإضافة إلى كبار الباحثين من “غوغل ديب مايند” و”Sesame AI Inc”.
ومع ذلك، ليس الجميع مُتحمسًا للانضمام إلى “ميتا”. فقد صرح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “OpenAI”، في بودكاست قبل أيام، أن “ميتا” تواصلت مع بعض موظفيه مقدمة عروضًا لعقود بقيمة 100 مليون دولار وحزم تعويضات أكبر، لكنهم رفضوا الانضمام إلى الشركة.
أجرت “ميتا” أيضًا محادثات مع نات فريدمان، الرئيس التنفيذي السابق لـ “GitHub”، لضمه إلى الفريق الجديد، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.
وقال أحد المصادر إن الشركة تعمل أيضًا على توظيف دانيال غروس، الرئيس التنفيذي لشركة “Safe Superintelligence”، وهو مختبر أبحاث أسسه كبير العلماء السابق في “OpenAI”، إيليا سوتسكيفر.
وحاولت شركات تكنولوجيا كبرى أخرى، بما في ذلك “غوغل” و”أمازون”، ترسيخ مكانتها كدعامة أساسية في منظومة الذكاء الاصطناعي من خلال توفير الرقائق الإلكترونية وموارد الحوسبة السحابية لشركات الذكاء الاصطناعي الناشئة، أما “ميتا”، فلم تسلك هذا المسار حتى الآن.