“بوكينج”: 90% من السياح في الإمارات يفضلون السياحة المستدامة
تطلق منصة “بوكينج” Booking بحثاً جديداً يتضمن بيانات تمّ جمعها من أكثر من 33 ألف مسافر في 35 دولة ومنطقة، ويسلط الضوء على إشكال يقع فيه المسافرون؛ إذ من المحتمل أنهم يشعرون بأنهم مجبرون على الاختيار بين خفض التكاليف وأن يكونوا أكثر وعياً بشأن اتخاذ قرارات سفر أكثر استدامة.
لا يزال السفر بشكل أكثر استدامة يشكل أولوية لدى المسافرين من الإمارات العربية المتحدة، إذ أشار 77% منهم إلى أن الناس بحاجة إلى التحرك الآن، واتخاذ قرارات تدعم الاستدامة للحفاظ على كوكب الأرض للأجيال القادمة.
لا تزال الأخبار تمثل عاملاً رئيسياً مؤثراً بالنسبة إلى 66% من المسافرين، الذين يقولون إن أجندة الأخبار بشأن تغير المناخ شجعتهم على أن يكونوا أكثر استدامة، ومع ذلك فإن الأخبار أيضاً تعكس حال الناس الذين يشعرون بالارتباك عندما يفكرون بمزيد من الوعي حول متى وأين وكيف يسافرون؟.
يعتقد ما يقارب ثلث المسافرين من الإمارات (33%) أن البيئة ستزداد سوءاً خلال الأشهر الستة القادمة، فيما يعتقد 44 % منهم أن أزمة تكاليف المعيشة ستزداد سوءاً أيضاً، مما يجعلهم غير متأكدين بشأن ما يجب وضعه في الأولوية أثناء عملهم في التوفيق بين ما هو مهم بالنسبة إليهم ومتطلبات الحياة اليومية.
لقد تغيرت الأجواء الاقتصادية بشكل كبير منذ العام الماضي، وأصبح الناس اليوم يفكرون بشكل متزايد بتكاليف المعيشة وأزمة المناخ. يقول 90 % من المسافرين في الإمارات إنهم يريدون السفر بشكل أكثر استدامة خلال الأشهر الـ 12 المقبلة. ومع ارتفاع معدل التضخم، فإن ما يقارب نصف المسافرين يعتقدون أنه يجب عليهم الاختيار ما بين الاستدامة وترشيد الإنفاق؛ حيث يقول 46% منهم، إن خيارات السفر الأكثر استدامة مكلفة للغاية. وبالنسبة إلى هؤلاء المشاركين، قد يبدو جمع الاستدامة والسفر معاً أمراًَ غير مُلح، مقارنةً بالقلق الذي يشعرون به بشأن الفواتير. في المقلب الآخر، ومع عودة أجواء السفر إلى طبيعتها والتركيز الشديد على الخيارات الواعية، فإن 54% من المسافرين اليوم على استعداد لدفع المزيد مقابل خيارات السفر التي تحمل شهادة استدامة؛ حيث إنهم لا يمانعون زيادة الإنفاق إذا كانوا مطمئنين بأنهم يحدثون تأثيراً.
نظراً لأن عدداً متزايداً من المسافرين لديهم مخاوف اقتصادية، فإنهم يبحثون عن خيارات سفر أكثر استدامة وغنية بالمكافآت، مما يسلط الضوء على المفاضلة السائدة بين اتخاذ خيارات واعية وتوفير المال والحاجة إلى التحفيز. يريد ما يقارب نصف المسافرين (50%) يفضلون خصومات وحوافز اقتصادية، من أجل اختيار خيارات صديقة للبيئة، بينما يشير 40% إلى أنهم سوف يتشجعون للسفر بشكل أكثر استدامة إذا حصلوا على مكافآت على شكل نقاط، عند اتخاذ قرارات تدعم الاستدامة، والتي يمكنهم استخدامها في الحصول على ميزات إضافية مجانية أو خصومات، من خلال مواقع حجوزات السفر عبر الإنترنت.
إنّ التكلفة ليست العقبة الوحيدة أمام السفر بشكل أكثر استدامة.
فالحواجز التي تحول دون السفر بشكل أكثر استدامة تبدو أعلى من أي وقت مضى، وتتراوح من البيانات المحدودة إلى النقص الملحوظ في الخيارات، وقد شهدت تحولات واضحة في الأشهر الـ 12 الماضية. يعتقد حوالي 46% من المسافرين في الإمارات أنه لا تتوفر خيارات كافية للسفر المستدام، فيما يشير 79% منهم إلى أنهم يريدون من شركات السفر توفير خيارات سفر أكثر استدامة. على الرغم من نواياهم الحسنة، فإن 42% من المسافرين لا يعرفون أين يمكنهم العثور على خيارات السفر الأكثر استدامة. على سبيل المثال، يبحث 78% عن تجارب أصيلة تمثل الثقافة المحلية، ولكن في تناقض صارخ، لا يعرف 42% منهم كيف أو أين يجدون هذه الجولات والأنشطة التي تعود بالفائدة على المجتمع المحلي.
على الرغم من الحواجز الحالية والأوضاع الاقتصادية الضاغطة، من الواضح أن هناك رغبة كبيرة في إيجاد حلول؛ حيث يؤكد أغلبية المسافرين (90%) في الإمارات أن السفر بشكل أكثر استدامة مهم بالنسبة إليهم. يقول المسافرون إنهم يحولون النوايا إلى أفعال من خلال اتّخاذ خطوات صغيرة ولكنّها فعّالة في المنزل وأثناء السفر، وذلك بهدف المساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة. ومن الأمور المشجعة اليوم أن 55% من المسافرين يستخدمون أكياس تسوق يمكن إعادة استخدامها، و46% يعيدون تدوير النفايات، و50% يحملون معهم عبوات مياه قابلة لإعادة التعبئة.
أكثر من ثلاثة أرباع المسافرين (78%) يقولون، إنهم يطفئون المصابيح والأجهزة الكهربائية في أماكن الإقامة عندما يكونون في الخارج، في حين 36% يعيدون تدوير النفايات أثناء سفرهم. ومن المهم ذكره هو أن المسافرين أصبحوا يتجهون لاتخاذ قرارات واعية أثناء الإجازة تتجاوز هذه العادات اليومية البسيطة. بالنسبة لوسائل النقل، يخطط 38% من المسافرين اليوم لرؤية المعالم السياحية بشكل يتيح لهم التنقل سيراً على الأقدام أو بالدراجة أو بوسائل النقل العام، في حين أن 36% منهم يسافرون خارج موسم الذروة لمحاولة تجنُّب الازدحام. هناك أيضاً إجماع بين المسافرين على اتّباع شعار «الشراء محلياً» أثناء الإجازة؛ حيث يفضّل 48% من المسافرين شراء احتياجاتهم من المتاجر الصغيرة والمستقلة.
لا شك أنه أصبح المسافرون مستهلكين أكثر مسؤولية، بدءاً باختيار مكان إقامتهم، ووصولاً إلى خيارات النقل. يشير ثلثا المسافرين (65%) إلى رغبتهم في ترك الأماكن التي يزورونها بشكل أفضل مما كانت عليه عند وصولهم. وبالتالي، يعتمد المسافرون اليوم بشكل متزايد نهجاً متجدداً للسفر، ويبحثون عن إجازات تتيح لهم تحقيق الحد الأقصى من التأثير الإيجابي، مع السعي في الوقت نفسه للحصول على ضمانات موثوقة عند حجز مختلَف مراحل تجربة السفر.
على سبيل المثال، يمكن للمسافرين الآن تصفية نتائج البحث عن السيارات المستأجرة بسهولة للعثور بسرعة على السيارات الكهربائية بالكامل والسيارات الهجينة في 111 دولة لرحلتهم القادمة. أو يمكنهم الاختيار من بين أكثر من 500000 خيار مستدام لإقامتهم التالية، بغض النظر عن نوع الإقامة التي يبحثون عنها. يشير 74% من المسافرين إلى أنهم سيشعرون برضا أكبر عند الإقامة، إذا تبيّن لهم أن مكان الإقامة حاصل على شهادة أو شارة خاصة بالاستدامة، فيما يشير 70% منهم إلى رغبتهم في تصفية الخيارات لعرض الأماكن التي تحمل شهادة استدامة في المرة القادمة التي يحجزون فيها.
واستجابة لرغبات المسافرين، يجب على قطاع السفر التكيف بما يلائم التوقعات المتغيرة لهؤلاء المستهلكين الأكثر وعياً بهدف تلبية متطلبات حوالي الثلث (38%)، الذين يبحثون دائماً عن العلامات التجارية التي تعزز الاستدامة، بالإضافة إلى متطلبات 72% من المسافرين الذين يرغبون في معرفة المزيد عن سبب اعتبار خيارات محددة أكثر استدامة، مثل الإضاءة بالمصابيح الثنائية الباعثة للضوء (LED) الصديقة للبيئة والمراحيض الموفّرة للماء، وذلك للحصول على إقامة أكثر استدامة. مع ذلك، يشير مسافر من بين كل أربعة مسافرين (35%) اليوم إلى عدم ثقته بأن خيارات السفر المستدام التي تحمل شارة هي أكثر استدامة من غيرها في الواقع، لذا يجب على قطاع السفر اتخاذ خطوات كبيرة لتعزيز ثقة المستهلكين.