تحذير طبي شديد اللهجة من عمليات البوتوكس الرخيص

طالب أطباء التجميل حول العالم بتكثيف الرقابة على مراكز وعيادات التجميل، والتركيز على نوعية المواد المستخدمة في الجراحات وجودتها، تماشيا مع الظروف المالية الصعبة التي تدفع البعض للبحث عن عمليات أقل سعرا بصرف النظر عن جودة المواد المستخدمة بها.
ودفعت الأزمة الاقتصادية في لبنان الكثير من عيادات التجميل لاستخدام مواد قليلة الجودة بأقل تكلفة، الأمر الذي ساهم في انتشار حالات عديدة من التشوهات الجلدية وصولا إلى العدوى الفيروسية.
ورغم الأزمة الخانقة التي تلف البلاد، لا يزال اهتمام المرأة اللبنانية بجمالها يعتبر من الأولويات، خصوصا لدى العائلات المقتدرة ماديا نوعا ما، بينما، وبحسب أطباء التجميل، تتعرض الكثيرات لمخاطر هن في غنى عنها.
وباتت ظاهرة الحقن التجميلية الحديثة، مثل “البوتوكس” و”الفيلرز” و”الميزوثيرابي” وغيرها، الخيار الأسرع والأفضل عند المرأة، هربا من هاجس الشيخوخة الذي يطارد النساء بالتوازي مع الأزمة الاقتصادية.
رئيس قسم جراحة تجميل الوجه والعين في المركز الطبي بالجامعة الأمريكية في بيروت رمزي علم الدين، قال إن لبنان يشهد ازديادا ملحوظا في انتشار المواد “الأرخص والأردأ” المستخدمة في جراحات التجميل.
الالتهابات الجرثومية
وقال علم الدين إن “المضاعفات المحتملة بسبب استخدام (البوتوكس) والحشوات الرخيصة، منها الالتهابات الجرثومية وظهور الندبات وصولا إلى التشوه”.
وأضاف: “غالبا ما تصنع مثل هذه المنتجات الرخيصة والمقلدة في منشآت غير نظامية، وقد تحتوي على شوائب ومواد خطرة تؤدي إلى التهابات ومضاعفات خطيرة، كما تسبب تفاعلات في الجهاز المناعي قد تتطلب علاجات طويلة الأمد، وفي بعض الأحيان جراحة ترميمية”.
وشدد علم الدين على ضرورة مراجعة أصحاب الاختصاص، وإعطاء الأولوية للسلامة على حساب الكلفة في حال إجراء جراحات تجميلية أو إضافة حشوات للوجه.
وأشار جراح التجميل إلى ارتفاع نسبة المضاعفات بشكل لافت جدا في لبنان، خصوصا بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية، لأن “الناس لم تعد قادرة على دفع التكاليف”.
وحذر علم الدين من استخدام “البوتوكس” مجهول المصدر وغير المطابق للمواصفات العالمية، حيث “يحتوي على بعض الشوائب التي تتسبب بردة فعل وحساسية مفرطة لدى البعض، وانتفاخ في الوجه يحتاج غالبا إلى جرعات من الكورتيزون لعلاجه”.
وتابع: “ينطبق الأمر نفسه على مادة الفيلر التي بدأنا نلاحظ كذلك في بعض الحالات تجمعها في الوجه”، مشددا على ضرورة “استخدام منتجات عالية الجودة ومراقبة من المنظمات الصحية المعنية”.