استعدادات مكثفة حول العالم لاستقبال السائحين الصينيين
غادر فوج سياحي من 24 سائحا صينيا مطار بودونغ الدولي ببلدية شانغهاي شرقي الصين في تمام الساعة 10:40 صباح يوم السادس من فبراير، متجهين إلى جزيرة بوكيت التايلاندية، في أول رحلة سياحية خارجية من مطار بودونغ بعد استئناف الصين رحلات الأفواج السياحية إلى الخارج.
وكانت الصين قد استأنفت في 6 فبراير الجاري رحلات المجموعات السياحية لمواطنيها إلى 20 دولة، إضافة إلى منطقتي هونغ كونغ وماكاو الإداريتين الخاصتين.
ومن أجل ضمان إجراءات خروج سلسة للمجموعات السياحية، نفذت سلطات التفتيش الحدودي لمطار شانغهاي سياسات وتدابير الإدارة الوطنية للهجرة لتحسين الكفاءة. كما تواصلت بنشاط مع شركات الطيران ووكالات السفر للتأكد من أعداد المجموعات السياحية الخارجية بشكل مسبق. هذا إضافة إلى تحسين إجراءات الخروج، وزيادة عدد عناصر الخدمات لمساعدة الركاب على تحديد قنوات التفتيش الجماعي وتقليص وقت الانتظار. كما راقب سلطات المطار حركة الركاب في الوقت الفعلي لتعديل عدد قنوات التفتيش وفقا لتدفق الركاب، بما يضمن مرورا آمنا وسريعا.
وأظهرت بيانات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن الصين كانت واحدة من المستهلكين الرئيسيين لخدمات السياحة الخارجية قبل تفشي الوباء. وسيكون لتعديل سياسات الوقاية من الوباء في الصين تأثير إيجابي على صناعة السياحة الصينية والعالمية.
تطلع دولي
قالت سفارة سويسرا لدى الصين في مقابلة خاصة مع موقع “شبكة الصين” الإخباري، إن سويسرا واحدة من ثلاث دول أوروبية ضمن دول العشرين، ولهذا تجذب حسابات السفارة وهيئة السياحة على مواقع التواصل اهتماما واسعا.
وفي وقت مبكر من 11 يناير الماضي، أعلنت سويسرا عدم الخضوع الإلزامي لاختبار كورونا للمسافرين القادمين من الصين. كما تتطلع البلاد إلى عودة السائحين الصينيين، حيث تعمل سفارة الدولة لدى الصين على رفع كفاءة إنهاء تأشيرات السفر، والاستعداد لانتعاش حركة السياحة.
“Swisstainable” للسياحة المستدامة، بمشاركة نحو 1500 منظمة سويسرية معنية بقطاع السياحة تتطلع إلى توفير الخدمات للسوق الصينية المتعافية في أقرب وقت. وتتوقع السفارة السويسرية لدى الصين أن تستقبل البلاد في المرحلة الأولية الأفراد ورجال الأعمال، حيث تعد سويسرا وجهة مثالية لهاتين الفئتين.
وتظل جبال الألب واحدة من الوجهات السياحية الطبيعية الرئيسية في سويسرا، مع وجود العديد من منتجعات التزلج التي تستقبل أعدادا كبيرة من السائحين الصينيين. كما أصبح في إمكان الزوار الصينيين استخدام “بطاقة مواصلات سويسرا” للتنقل في جميع أرجاء البلاد بواسطة المواصلات العامة.
وعلى جانب آخر، يتطلع مفوض شؤون السياحة بالسفارة الكمبودية لدى الصين، دينغ يي تشن، إلى عودة السائحين الصينيين لبلاده، وقال “زاد عدد الزوار الصينيين للبلاد خلال عطلة عيد الربيع الصيني، وهي بداية جيدة”. مضيفا أن استئناف الصين لرحلات المجموعات السياحية إلى الخارج يوفر فرصا جديدة للوجهات السياحية الرئيسية مثل كمبوديا.
وأكد دينغ أن بلاده نفذت بشكل مطرد برامج تسهيل السفر منذ إعلان البلاد فتح الأجواء أمام حركة السفر في عام 2022، ورفعت القيود المتعلقة بالوباء. مشيرا إلى بلاده ترحب بالمستثمرين والسائحين الصينيين وغيرهم من السائحين الدوليين بود وحماسة، دون أي قيود متعلقة بالوباء.
ومع تزايد إقبال الصينيين على السفر إلى الخارج، تتطلع العديد من دول العالم إلى عودة الصينيين إلى سوق السياحة الدولية.
وفي مطار سوفارنابومي بالعاصمة التايلاندية بانكوك، رحب نائب رئيس الوزراء وزير الصحة التايلاندي برفقة وزراء النقل والسياحة والرياضة بالدفعة الأولى من السائحين الصينيين، وقدموا لهم الزهور والهدايا التذكارية.
وفي جزر المالديف، نظم مطار فيلانا الدولي حفلا خاصا للترحيب بأول رحلة مباشرة من الصين إلى جزر المالديف بعد تعديل سياسات الوقاية من الوباء في الصين.
الرحلات السياحية
وعبر حسابه الشخصي على مواقع التواصل كتب تشنغ نان، الموظف بشركة “العطلات العالمية” لخدمات السفر، في 26 يناير الماضي، باللغتين الصينية والتايلاندية “بعد توقف امتد لثلاثة سنوات وشهر و23 يوما، عدت أخيرا إلى العمل!”. ولخصت هذه الكلمات القليلة فرحة العاملين في مجال السياحة بتايلاند لاستئناف استقبال الأفواج السياحية الدولية.
ومن جانبه أوضح تشن تشن، الموظف بوكالة إكسبو بارك الدولية لخدمات السياحة والسفر، أنه متحمس لعودة رحلات المجموعات السياحية الدولية، حيث سيتباهى بهذه الوظيفة بعد ثلاث سنوات من البطالة.
وقال تشانغ نان، نائب رئيس شركة كانغهوي غروب الصينية للسياحة، في مقابلة خاصة مع موقع “شبكة الصين” الإخباري إنه منذ ديسمبر الماضي، تم إصدار العديد من السياسات الداعمة للسياحة، وتعاملت شركته مع استفسارات العملاء بشأن تأشيرات السفر لعدد من الدول. مشيرا إلى أنه بعد إصدار وزارة الثقافة والسياحة خطة المشروع التجريبي لاستئناف سياحة المجموعات، كانت تايلاند وجزر المالديف وبالي من أكثر الوجهات السياحية شعبية لدى الصينيين.
وذكر تشانغ هاي بنغ، المدير العام لشركة “العطلات العالمية” لخدمات السفر إن الرحلات السياحية الخارجية ستشهد إقبالا متزايدا خلال الفترة القادمة، حيث تلقت الشركة المزيد من استفسارات العملاء، وعاد نحو 80% من العاملين في القطاع السياحي لوظائفهم.
وقالت وانغ شياو ياو، مسؤولة التسويق في شركة فنادق شباب بكين، إن موقع الشركة شهد إقبالا ملحوظا من قبل العملاء، خاصة المتعلقة بالتأشيرات واستفسارات السفر إلى الخارج.
وتركز شركة “الرومانسية” لخدمات السفر بالعاصمة بكين على روسيا كوجهة سياحية، وقال المدير العام للشركة تشانغ هواين في مقابلة خاصة مع موقع “شبكة الصين” الإخباري، إنه بعد مجموعة من الاستعدادات أصبحت المقاصد السياحية في روسيا جاهزة لاستقبال السائحين الصينيين في أي وقت. مضيفا أن شركته أطلقت حملة إعلانية للسياحة في روسيا منذ1 8 يناير الماضي، وتلقت بالفعل عددا كبيرا من الاستفسارات. معبرا عن تفاؤله بشأن آفاق السفر إلى الخارج.
وقال مدير العلاقات العامة لشركة “تشونغ شين” لخدمات السفر، لي مينغ ران، إن شركته تواصلت مع مقدمي خدمات السياحة في روسيا بهدف التنسيق. ويرى أنه مع انتعاش رحلات الطيران سيتعافى سوق السياحة الدولية بشكل أكبر، ويتوقع أن يشهد قفزة خلال عطلة عيد العمال والعطلة الصيفية هذا العام.
ومن جانبه أكد فو هانغ ليانغ، مدير وكالة حديقة ثعبان البحر للسفر في مصر، إن السياحة واحدة من الصناعات الأساسية في مصر، والسوق الصينية أحد أهم الأسواق. مضيفا أن استئناف رحلات السفر الجماعي خبر مهم بالنسبة لشركته، والعودة الوشيكة للسائحين الصينيين تمنح بصيص أمل لأولئك المنخرطون في هذه الصناعة.
السفر الدولي
بعد تعديل سياسات السفر الدولي، سيعود السائحون الصينيون إلى سوق السياحة الدولية. ويخطط تشونغ، طالب الدراسات العليا في بكين، للسفر إلى تايلاند ولاوس مع أصدقائه أواخر فبراير الجاري، وقال “رغبت في السفر، لكن لم أتمكن من ذلك بسبب الوباء، والآن وبعد إلغاء القيود أخيرا، أشعر بسعادة غامرة”.
ودرست لي تسي يانغ، البالغة من العمر 24 سنة، اللغة اللاوية في الجامعة وتعمل الآن في مجال الإعلام التعليمي. وكانت لي قد درست في لاوس لستة أشهر خلال الفترة الجامعية، وبالنظر إلى ضغط الدراسة وبدء تفشي الوباء، لم تتمكن من زيارة أماكن كثيرة في لاوس، وقالت “أشعر بالندم، لكن عندما علمت باستئناف السفر إلى الخارج، كنت متحمسة للغاية، وشاركت الخبر مع زملائي”. وتتوقع لي زيارة لاوس مجددا، حيث تخطط للسفر مع والدتها في أبريل المقبل لقضاء عيد سونغكران التقليدي هناك.