الليلة الأخيرة في المونديال..موقعة فرنسا أمام الأرجنتين
تتعلق قلوب عشاق الساحرة المستديرة، في كل أنحاء العالم، الليلة، وتحديدا في الخامسة مساء، وصوب استاد “لوسيل”، لمتابعة لقاء المنتخب الفرنسي، حامل اللقب، ومنتخب الأرجنتين، بقيادة المعجزة الكروية “ميسي”، من أجل حصد لقب كأس العالم، 2022، المقامة بقطر، ليسدل الستار على هوية البطل الجديد للمونديال.
وتسعى الأرجنتين لحصد لقب المونديال لأول مرة منذ 36 عاما من الغياب، لكنها تصطدم بكتيبة من النجوم في فرنسا على رأسها كيليان مبابي، وبالفعل وسيكون ليونيل سكالوني المدير الفني لراقصي التانجو، في حيرة من أمره للحد من خطورة نجم سان جيرمان في مباراة اليوم.
وفي الوقت نفسه، يطمح منتخب الديوك الفرنسية، بقيادة مديره الفني ديديه ديشامب، في إحباط مخطط ميسي، ورفاقه، من أجل الحفاظ على اللقب، للمرة الثانية على التوالي.
وتعد مباراة اليوم، رقم 13 في تاريخ مواجهات المنتخبين، إذ حققت الأرجنتين 6 انتصارات حتى الآن مقابل 3 هزائم و3 تعادلات، وسجلت فرنسا 11 هدفا وتلقت 15 هدفا.
وتقابل الطرفان 3 مرات في كأس العالم، وفازت الأرجنتين بهدف في نسخة 1930، ثم انتصرت 2-1 على الديوك في نسخة 1978، قبل فوز فرنسا 4-3 في نسخة 2018.
وتقابل الفريقان في 9 مباريات ودية، بواقع انتصارين لفرنسا في 1971 و1986 بنتيجة 4-3 و2-0، وفوز الأرجنتين في 1971 و1974 و2007 و2009 بنتيجة 2-0 و1-0 و1-0 و2-0.
وتعادل الطرفان في 1965 دون أهداف، وتكررت نفس النتيجة في 1972 و1977.
وستكون هذه هي المرة الـ11 التي تجرى فيها المباراة النهائية لكأس العالم بين ممثلين لقاراتي أوروبا وأمريكا الجنوبية خلال النسخ الـ22 في المونديال، والثالثة في الألفية الجديدة.
وخلال المواجهات العشر الماضية، حققت منتخبات أمريكا الجنوبية اللقب على حساب منتخبات القارة العجوز في 7 مناسبات، بواقع 5 ألقاب لمنتخب البرازيل ولقبين للأرجنتين.
في المقابل، حققت منتخبات أوروبا لقب المونديال 3 مرات على حساب منتخبات أمريكا الجنوبية في النهائي، بواقع لقبين لألمانيا ولقب وحيد لفرنسا.
وبدأت اللقاءات الأوروبية ـ الأمريكية الجنوبية في نهائي المونديال عام 1958 بالسويد، حينما فاز منتخب البرازيل بقيادة بيليه (5-2) على أصحاب الأرض.
وفي النسخة التالية في تشيلي عام 1962، احتفظ منتخب البرازيل بالبطولة، عقب فوزه (3-1) على تشيكوسلوفاكيا في النهائي، ليكرر منتخب (السامبا) الإنجاز ذاته عام 1970بالمكسيك، الذي شهد فوزه (4-1) على إيطاليا في النهائي.
وحقق منتخب الأرجنتين لقبه الأول في المونديال، حينما استضاف البطولة على ملاعبه عام 1978، عندما تغلب (3-1) على هولندا بعد التمديد في النهائي، ثم عاد منتخب (راقصو التانجو) للفوز بالبطولة من جديد عام 1986 بالمكسيك، إثر فوزه (3-2) على ألمانيا الغربية في النهائي.
ووضعت منتخبات أوروبا حدا لتفوق منتخبات أمريكا الجنوبية عليها للمرة الأولى، في نسخة المسابقة عام 1990 بإيطاليا، التي شهدت تتويج ألمانيا بكأس العالم عقب فوزها (1-0) على الأرجنتين في النهائي.
وفي النسخة التالية بالولايات المتحدة عام 1994، عاد التفوق الأمريكي الجنوبي بفضل تتويج البرازيل باللقب عقب فوزها على إيطاليا في النهائي بركلات الترجيح، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل بدون أهداف.
وعادت منتخبات أوروبا للفوز مرة أخرى في نسخة عام 1998 بفرنسا، حينما حقق منتخب (الديوك) اللقب، عقب الفوز (3-0) على البرازيل في النهائي.
وفي نسخة 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، أحرزت منتخبات أمريكا الجنوبية آخر ألقابها بكأس العالم، عن طريق منتخب البرازيل، الذي فاز (2-0) على فرنسا في النهائي.
وفي آخر مواجهة بين منتخبات أوروبا وأمريكا الجنوبية، حصل منتخب ألمانيا على البطولة عام 2014 في البرازيل ، بعد الفوز (1-0) على الأرجنتين في النهائي بعد اللجوء للوقت الإضافي.
وعلى هامش مواجهة الليلة بين فرنسا والأرجنتين، توجد معركة شخصية بين نجم الديوك كيليان مبابي وأسطورة راقصي التانجو ليونيل ميسي، اللذان ينشطان في نفس النادي (باريس سان جيرمان)، لكن سيكونا أشد خصمين في الملعب.
يتطلع ليونيل ميسي إلى الفوز بكأس العالم الأخيرة له مع الأرجنتين، بحسب ما صرح في وقت سابق، خصوصا أنه وصل من قبل إلى النهائي مع راقصي التانجو في نسخة مونديال 2014 بالبرازيل، لكنه خسر اللقب لحساب المانشافت الألماني بهدف قاتل سجله ماريو جوتزه.
وزادت تصريحات ميسي بأن النسخة الحالية من المونديال هي الأخيرة له، تزيد من الروح القتالية لديه ولدى زملائه داخل المستطيل الأخضر، حيث يقاتل الجميع بكل قوة من أجل الفوز ومواصلة المشوار حتى نهايته، أملًا في أن يختم ميسي مسيرته الدولية وهو يحمل كأس العالم.
ويملك ميسي تاريخًا كبيرًا مع الأرجنتين، فقد خاض 5 مباريات مع المنتخب الأولمبي، سجل خلالها هدفين، وحصد الميدالية الذهبية في الأولمبياد.
أما مع المنتخب الأول، فلعب “البرغوث” 170 مباراة، سجل خلالها 95 هدفًا، وصنع 54 آخرين، وحصد لقبا وحيدا في كوبا أمريكا 2021.
في المقابل، يبحث مبابي عن إنجاز فريد من نوعه بتحقيق كأس العالم للمرة الثانية على التوالي، وهو لم يكمل عامه الـ24 ليدخل بذلك عالم الأرقام القياسية من أوسع أبوابه ويكتب تاريخًا كبيرًا.
كيليان مبابي لعب مع منتخب فرنسا 65 مباراة، سجل خلالها 33 هدفًا، وصنع 24 لزملائه وتوج بمونديال روسيا 2018.
كما لعب مبابي مع منتخب فرنسا للناشئين تحت 17 عامًا مباراتين، ولعب 11 مباراة مع منتخب الشباب تحت 19 عامًا سجل خلالها 7 أهداف وفاز معهم ببطولة أوروبا عام 2016.