[ الصفحة الأولى ]تقارير وحوارات

الهامي الزيات: نعيش عصر التكتلات السياحية عالميا

السيد الدمرداش

يجب تنوع الاستثمار السياحي المصري من خلال رؤي تتسم مع المتغيرات الدولية

حذرنا من الممارسات الخاطئة التى أثرت  علي السياحة المصرية

في مصر قامات سياحية كبيرة وعظيمة ورجالاً حققوا نجاحات، تحملوا مشقة خلق كوادر بشرية وكيانات تدفع بقطاع السياحة المصرية الي الامام ، أحدهم “ الريس ” كما يطلقون عليه في القطاع السياحي المصري.

إلهامي الزيات أحد رموز صناعة السياحة المصرية، خرجت من مدرسته أجيالاً كثيرة ساهمت في بناء كيانات سياحية متكاملة، بوابة “أخبار السياحة” ناقشت معه بعض الموضوعات المتعلقة بمصر سياحياً في هذا الحوار يكشف عن استراتيجيات متكاملة الأهداف تتماشي والمتغيرات الدولية.

<< حرق الاسعار وجع في قلب صناعة السياحة المصرية، ما أسبابها وعلاجها ؟

> نحذر من ممارسات خاطئة علي السياحة المصرية منذ ثلاثون عاما مضت وقبل أن نتحدث عن حرق الأسعار لابد أن نستعرض التحديات التي تواجه صناعة السياحة المصرية وفي رأي أن ارتفاع أسعار تذاكر الطيران وازدواجية الضرائب المفروضة والرسوم عليها،  وعدم قدرة مصر للطيران علي تغطية كل الأسواق المصدرة للسياحة الي مصر يجعل المقصد السياحي المصري في إشكالية كبيرة.

ثانيا:  عدم التعامل مع المتغيرات الدولية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية والسياسية،  وثالثا: هناك تحديات دولية تؤثر علي قرار السفر وبالتالي عندما نتناول قضية حرق الأسعار في المنتجعات السياحية في المدن والمناطق السياحية الشاطئية لابد أن نعترف أن المعروض لا يتناسب وحجم الطلب وبالتالي نحن أمام اشكالية كبيرة وهي الاستثمار السياحي المصري والرؤية المستقبلية لصاحب القرار ويجعلنا نتطرق الي دور الدولة في تنمية الاستثمار بدون رؤيه شاملة وخطط تنموية متنوعة، وهناك واقعة قديمة، في عام ٢٠٠٠ تحدثت إلى الراحل الدكتور ممدوح البلتاجي وزير السياحة  وقتئذ عن ضرورة وضع مخطط مشروط لبناء منشآت سياحية متكاملة،  وخلق رؤية واضحة للحد من انتشار الفنادق،  والمنتجعات السياحية بدون تنوع لطبيعة الاستثمار السياحي المصري ، وكان رده أن القيادة السياسية في مصر تري عكس ذلك والحديث عن هذا الملف لن يتقبله الرئيس الراحل مبارك ، لذلك قررت الحكومة المصرية وقتها التنمية السياحية وعملت علي انشاء هذه المدن السياحية بدون وضع اي اعتبارات لظروف السوق ورغباته والعرض والطلب وهذا سبب رئيسي لعمليات حرق الأسعار بالإضافة الي أسباب مهنية أخري ومنها تغيير خريطة التكتلات السياحية واندماج العلامات التجارية،  وظهور شركات كبيرة في الأسواق الدولية تستطيع التحكم في الأسواق المصدرة للسياحة والسفر وفي المقصد السياحي في اي دولة في العالم ولابد أن نعترف بأن هناك خللاً كبيراً في الأسواق الدولية المصدرة للسياحة بسبب المتغيرات الدولية والاقتصادية التي يعيشها العالم وهذا يؤثر على صناعة السياحة المصرية.

ودعني أقول لك إن حرق الاسعار يؤثر بالطبع علي جودة المنتج السياحي بالاضافة الي هروب العمالة المصرية المدربة بسبب فترات الانحسار الطويلة التي تعرضت لها السياحة المصرية، بعد عام ٢٠١١ وحتي عام ٢٠١٩ ثم ظهور وباء كورونا الذي قضي علي شركات كبيرة سواء في السياحة أو الطيران في العالم وعاشت السياحة المصرية فترات عصيبة خلال تلك السنوات ، وفي رأي أن المعالجات بدأت بسياسات التسعيرة التي وضعت حد ادني لأسعار الليالي الفندقية كما هو معروف للجميع ويجب أن تتسم المعالجات بالواقع التي تفرضه الظروف الراهنة التي تواجه صناعة السفر في العالم والتحديات الدولية والاقتصادية والسياسية المعاصرة، ولابد أن تعمل مصر علي التنوع في الاستثمار والترويج وتخلق آليات جديدة لتوسيع قاعدة الاستفادة، والتنوع للمنتج السياحي المصري، ومنها دراسة تخفيف الأعباء المالية والضريبية والرسوم في قطاعات الطيران، والتنمية المتوازنة،  وخلق كيانات تسويقية في الأسواق المصدرة للسياحة، العمل علي تدريب العاملين في قطاع السياحة المصري، وتنوع المنتجات السياحية وخلق رسالة اتصالية وترويجية تتناسب ورغبات الجمهور المستهلك.

التكتلات السياحية

<< يحذر البعض من التكتلات السياحية،  واندماج العلامات التجارية فما حقيقة الخوف من ذلك ؟.

<< نعيش عصر التكتلات في كافة المجالات بالعالم، ولا يجب أن تخشي ذلك فهذة ظاهرة طبيعية وعالمية، وليست في قطاع السياحة المصري فقط ولابد من التعامل معها فالمتغيرات الدولية فرضت ذلك هناك أسباب أدت إلي ظهور هذه التكتلات في العالم ويجب أن نعلم هناك متغير بسبب تلك الأحداث الأخيرة الدولية ساهمت في تشكيل خريطة جديدة للسياحة العالمية، فهناك شركات طيران عملاقة خرجت من الأسواق وشركات سياحية أيضا،  وظهرت هذة التكتلات لمواجهة التحديات التي تواجه صناعة السياحة في العالم ومصر جزء من هذة المنظومة الدولية ويجب التعامل مع الواقع.

 

> تتحدث عن المتغيرات الدولية وتأثيرها على صناعة السياحة المصرية فهل لا تخشي علي صناعة السياحة المصرية من هذة المتغيرات الدولية؟.

>> لا يجب أن يقلق أحداً علي السياحة المصرية وما نراه من تنمية في مصر في بعض المناطق مثل العلميين ودخول شركات كبيرة السوق يجعلنا لا نقلق بشرط التعامل مع واقع هذة المتغيرات بشكل مهني،  والتعامل معه فالسياحة والسفر في العالم صناعة ضخمة،  ولن تتوقف، لكن أطالب بالتنسيق والتعاون وخلق تنمية سياحية متكاملة تساهم في التنوع وخلق منتجات سياحية جديدة.

>>السياحة الصحية،  والاستشفائية، والعلاجية في مصر لم تجد تشجيعاً يتناسب وإمكانيات مصر فما سبب ذلك ؟

<< اتفق معك فما زالت هذة المنتجات السياحية رغم المقومات الكبيرة في مصر لا تجد اهتماماً كبيراً وهذا يحتاج الي رؤية من الدولة لتطويرها واضحة المعالم لتنميتها،  ويجب التفرقة بين السياحة الصحية والاستشفائية،  والعلاجية والتعامل مع كل منتج علي حده، وهذا يتطلب تشريعات وقوانين تواكب المتغيرات وتنظم العمل بها وتشجع علي تنوع الاستثمار فيها، وخطط ترويجية جديدة لتوسيع قاعدة الاستفادة والتنوع لهذا المنتج السياحي.

مستقبل السياحة

<< كيف تقرا ملف مستقبل السياحة المصرية؟.

>> في تصوري الشخصي أن السياحة المصرية تواجهه تحديات كبيرة وتحتاج الي تضافر الجهود والتنسيق وسياحة المؤتمرات تحديداً تستطيع النهوض بقطاع السياحة المصرية لما تملكه مصر من مقومات وخبرات في هذا المجال، ولما تحققه سياحة المؤتمرات من فرص كبيرة، بالاضافة الي اهتمام الدولة بهذا القطاع نظرا لأهميته الاقتصادية كأحد مصادر الدخل القومي، وفي تصوري أن الجهود المبذولة يجب أن تتركز في عناصر محددة خلال المرحلة الحالية مثل الترويج للسياحة والتسويق لمنتجات سياحية جديدة كما ذكرنا وتنمية بعض المنتجات السياحية واستكمال جهود التدريب التي بذلت من قبل وخلق استقرار داخل القطاع الخاص وإزالة بعض المعوقات والمشكلات التي تواجه الاستثمار والمستثمرين وتخفيف الأعباء المالية المفروضة مثل الرسوم والضرائب وغير ذلك من أعباء مالية ترهق القطاع السياحي المصري.

الوعي السياحي
>> التوعية وتصحيح المفاهيم الخاطئة ومواجهة الظواهر السلبية في هذا القطاع مازالت الجهود المبذولة لا تتناسب وحجم المتغيرات فما تفسيرك ؟.

<< مثل هذة الملفات تحتاج إلي دعم من الحكومة للجهود المبذولة لتحقيق طفرة كبيرة لصناعة السياحة،  واهمها خلق أجيال حاضنة للسياحة المصرية تتناسب ودور هذة الصناعة في تنمية الدخل القومي، ويجب أن تكون هناك برامج توعوية للسياحة منتظمة تساهم فى احداث متغير لدي العقل الجمعي المصري، ونشر ثقافة قضاء الاجازة يساهم في تنمية الوعي لدى المصريين ويعمل علي تنشيط السياحة الداخلية وهذا يحقق فوائد كبيرة ويعظم جهود الدولة في التنمية السياحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى