سمات الشعب المصري
الطيبة، الكرم ، البساطة، التلقائية، الترحاب بالآخر، مساندة الغرباء، الحكي أو سرد الحكايات، كلها من عناصر مكونات الشخصية المصرية التي مازالت تعيش بيننا، ربما نحن لا نراها لأسباب منها اهتمامنا بالتكنولوجيا، وهذه سمات العصر ، وربما لأننا لا نري الإيجابيات أو لا نرغب بسبب التشوه السمعي، والبصري، واستمتاع البعض منا بحالة “النكد” التي حلت علي مجتمعاتنا بعد “صدمة” التغيير السياسي والاجتماعي التي حلت بنا بدون سابق إنذار ، وربما قطيعة.
التعايش الثقافي والاجتماعي التي خلفتها لنا أيضا وسائل التواصل الاجتماعي، ومشكلات حياتية أخري ساهمت في التباعد الأسري وتفككها ، لكن تبقي سمات المجتمع المصري قائمة ولن تزول وتمثل إحدى عناصر التراث الإنساني لهذا المجتمع وتصنيفاته القبلية ، بدليل مازالت الحكايات البطولية لبعض رموز المجتمعات في الصعيد تتناقلها الألسنة قبل الكتب، ومازال احترامها طقسًا من طقوس مجتمعات لها أصول.
وفي الوجه البحري مازالت قصص الأساطير الشعبي، وتاريخ بعض العائلات تتناقله ” قعدات المصاطب ” في عصاري الصيف الحار، التراث الإنساني المصري جزء من حاضر، ومستقبل هذا الشعب، ولن تنقطع الحكايات رغم التباعد الاجتماعي، والتطور التكنولوجي لأن ” العرق دساس “، والأصول، والأعراف، والقيم الإنسانية جزء من تاريخ مجتمعي طويل، صناعة أجيال لا تخيفه ثورات علمية، ولا يتأثر بثقافات غربية.
مازالت جوانا نحن المصريين البذرة الخام للتراث الإنساني، وتستطيع أن تكون إحدي منتجات التنوع الثقافي الذي لا يوجد في أي مجتمع علي وجه هذه الأرض بهذا الثراء.
ويتبقي أن يظهر حراس هذا التراث لخلق وسائل ومفردات وآليات الحفاظ علي تناقله من جيل إلي جيل جتي تستفيد أجيال قد تكون وقتها في حاجة إلي سماع قصة أو حدوتة اجتماعية عن سابع جد.
التراث الثقافي جزء لا يتجزأ من مكونات الشخصية، ويعبر عن تفاصيل حياتية في حقبة زمنية محددة قد يكون أسطورة شعبية أو قصة واقعية أو مسرحية هزلية أو عمل فني أو بطولة لقبيلة أو عائلة أو شهامة شخص في بلد ما أو موال في أغنية أو حدوتة في رواية شعبية .
التراث الثقافي حائط صد للمجتمع من الاستعمار الفكري، والثقافي المدمر لكل تاريخ المجتمعات، وقد يكون عرضه، والاهتمام به وتسويقه أحد أهم المنتجات السياحية التي تساهم في جلب السياحة الوافدة إلي مصر.
في الصعيد الجواني ثقافات متعددة، ومترابطة ساهمت في الحفاظ علي وحدة هذا المجتمع، وقيمه، وأخلاقياته، وفي كل قبيلة أو قرية أو مركز أو مدينة أو محافظة مثل الأقصر وأسوان وقنا ترابط ثقافي، واجتماعي لا نظير له، وسمات وتراث إنساني رغم تنوع الثقافة إلا أن العوامل المشتركة بينهم واضحة.
لذلك هناك حاجه ملحة ربما في ظني – الحفاظ علي هذا التراث الثقافي والإنساني وليس من باب ” الوجاهة الاجتماعية ” ولكن من باب إثراء وجدان أجيال قادمة.