العادات النسائية الرمضانية المحرمة في مصر المملوكية

كان للعديد من نساء مصر خلال العصر المملوكي بعض العادات المحرمة وكذلك بعض الممارسات التي حذر بعض الفقهاء من فعلها، ومنها أنه اعتادت غالبية النساء الصلاة في أول ليلة جمعة من الشهر الكريم في جوامع مصر ومساجدها وكن يفعلونها بدعة ويظهرونها في مساجد الجماعات بإمام وجماعة كأنها صلاة مشروعة.
ويحذر بعض فقهاء العصر المملوكي على ذلك لما فيه من اجتماع النساء بالرجال، كما ذكر أحد المعاصرين أنه كان من عدم استجابة الدعاء تفشي المعاصى والخلاعة لدرجة اجتماع النساء بالرجال في شهر رمضان بعد العشاء وحدوث كثير من الفساد.
ومن العادات المحرمة للنساء أنه كان بعضهن يمتنعن عن الصيام في رمضان محافظة منها على امتلاء جسدها وتغيير جمالهن، ومن طرق العناية بجمالهن هو الحفاظ على سمنتهن فعملت النساء على زيادة وزنها وسمنتها ليزيد حسنها ويغتبط الرجل بها على حد اعتقادها ، فاعتادت بعض النساء ممن يتمتعن بالجمال والسمنة ان يفطرن نهار رمضان دون عذر شرعي خوفًا من أن تفقد جمالها وسمنتها التي تدل على حسنها.
بل وكانت بعض البنات الأبكار يفطرن أهلهن خشية على تغير أجسامهن عن الحسن والسمن، وكذلك من كانت منهن قد عقد عليها زوجها ولم يدخل بها بعد فتترك الصوم خوفًا على بدنها أن ينقص قبل زفافها.
ومن الحوادث ذات الدلالة على إفطار بعضهن في شهر رمضان أنه في سنة (687هـ/1288م) قُبض على إحدى النساء المسلمات مع نصراني وهما يشربان الخمر في نهار رمضان فأمر نائب السلطنة حسام الدين لاجين بحرق النصراني وجلد المرأة .
ومن الممارسات المحرمة والخاطئة في ذلك الصدد أنه اعتادت بعض النساء إذا حضن في شهر رمضان تصوم ولا تفطر ثم لا تقضي تلك الأيام التي كانت فيها حائضًا ، ويعلل بعضهن ذلك بأن الصوم يصعب عليهن في حال كون الناس مفطرين، ومنهن من تفطر إذا جاءها الحيض ثلاثة أيام وتصوم بعد ذلك مع وجود تمادي الدم بها ويزعمن أن الدم الذي لا يصام فيه إنما هو الثلاثة الأيام الأول وما بعد ذلك فالصيام فيه واجب ويجزأ.
ومنهن من تصوم مدة الحيض وتقضيها بعده وفاعلة ذلك منهن آثمة في صومها في أيام حيضها مصيبة في القضاء بعده، ومنهن من تفطر في أيام الحيض لكنهن يجوعن أنفسهن فيه فتفطر إحداهن على التمرة ونحوها ويزعمن أن لهن في ذلك الثواب، وهذه بدعة وهي آثمة في التدين بذلك، وإنما حالها في أيام حيضها في رمضان كحالها في غيره من الشهور.
ومن العجب في صوم بعضهن في أيام حيضتها محافظة منها على صوم رمضان على زعمهن ثم إن بعض من يفعل ذلك في الغالب منهن من يترك الصلوات الخمس بعذر غير شرعي إلا أنهن اتخذن ذلك عادة حتى لو أمرت إحداهن بالصلاة يعز عليها ذلك وتقول “أعجوزا رأيتني؟” فكأن الصلاة ليست بواجبة على الشابة والفرض إنما يتوجه على من طعن بالسن.
ومن العادات النسائية المحذورة أيضًا أنه رغم عجز غالبية النساء الحوامل عن صيام رمضان لما يعتريها من أعراض الحمل من قيء وتعب إلا أن بعض الحوامل كن يرفضن الإفطار في رمضان مما يضر بها وبالجنين .
ومن المعتقدات في ذات المنحى أنه كان للنساء اعتقاد كبير في الحسد، فاستعان بعضهن بالتمائم ومنها ما يسمى “حفيظة رمضان” التى اعتقدن أن وضعها في المنزل يقي من حدوث الحريق.
قائمة المصادر والمراجع
ابن الحاج: المدخل ، مكتبة دار التراث، القاهرة، (د.ت)
العيني: عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان، تحقيق محمد محمد أمين، دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة، 2009م
الكتبي: عيون التواريخ ، تحقيق أحمد عبد الستار، دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة، 2017م
إيمان صلاح عطاطة: نساء العامة في مصر خلال العصر المملوكي، دار زهراء الشرق، القاهرة، 2020م