السيد الدمرداش يكتب: بطون في مصر

في مصر عادةً تكثر الإستثناءات، ليس عرفاً ، أبواقاً تصدح ، نفيراً لا يخرج من بلعوم أو حنجرة أو فتحة نعرفها يتم الإستنشاق منها.
في قديم العصر لم يكن للغزل عنوان، كتاب التاريخ ، يزورون كل شيء وأي شيء ، إرضاء للحاكم ربما، ومن أجل حفنة من العطايا، حديثاً كمسري في هيئة النقل العام، كان أهم مؤرخ، فقد هاجم عبد الناصر إرضاءاً للسادات، وهاجم السادات إرضاءاً لمبارك ، وخطفه عزرائيل ملك الموت قبل أن يقوم بالأخيرة، لم يمهله القدر، ربما فعلها في قبره.
قطاع السياحة المصري به رجالاً ونساء، يصيب بعضهم ويخطيء البعض، تبقي الحماقات مسيطرة علي كثيرون ممن يتصدرون المشهد، بعضهم ” يجهل ” مفردات المهنة ” ويصفق له مزوري التاريخ بكل أريحية، رغم عطايا كثيرة حصلوا عليها من مناصب وهمية ، كانت ثمناً باهظاً ، للعسعسة وتأليف ” الكتابة ” رغم الإفتقار للمصداقية في كتابة التقارير.
مثلنا في هذا الزعيم والشاعر مظفر النواب ، عندما أراد ” مراقبيه ” تزوير تقريراً عن جودة مشروبه في المشرب في أحد مشارب الأعظمية بالعراق، فقال له ردا علي ما جاء في تقرير مرشد المباحث ” الخمر ليس بسيء يا سيدي .. فأنت السيء..!” تجتمع ” كتاب ” التقارير دائما علي ناصية ” الجهل ” والتخلف ، فيصبح هذا الجاهل كادراً مهماً في الحياة وتطبع له الشهادات العلمية المزورة ويتلف ملفه في الآداب، ويتم إضافة شهادات خبرة دولية ليس من بينها ” داعر ” أو ” عاقر ” وينطبق علي السيدات أيضا حيث أجمع فقهاء الأنس والفرفشة، وأتساءل :”ما قيمة المرء إلا طيب جوهره، لا ما حواه من الأموال والحسب “.
قطاع السياحة المصري يعج بكل المتناقضات ، حتي أني أفكر جيداً بكتابة ، شهادات حول تاريخ هؤلاء القوم من الرجال والنساء، ربما يقف التاريخ عاجزاً أمام سرد قصص وروايات لهم.
للمتنبي قصيدة طويلة وعظيمة ” إن سار أهلي فالدهر يتبع ” يكفي من القصيدة عنوانها ، فالكلمات لن يتحملها القوم ، فلا يملكون شيء ، في مواجهة تلك الكلمات.
هذا القطاع جزء من منظومة إجتماعية مصاب السواد الاعظم به بخلل عام في التركيبة الاجتماعية والثقافية، دعنا نتحرك في مواجهة الظواهر السلبية التي تعوق التجربة السياحية في مصر ، ونتلقي السهام من” حفنة ” من السوقة والدهماء ، سأحرص علي تجاوزها في مكاتيب مستقبلية.