قضايا سياحية شائكة ..!
رغم خبرة مصر في صناعة الضيافة والمقومات التي قد تؤهلها لمستوي أفضل مما نحن عليه في مصر إلا أن المشهد عبثي أكثر منه واقعي ، بلد بحجم مصر تملك الكثير من مقومات السياحة والخبرات البشرية العظيمة وما زالت هناك إشكالية الجميع يعلم طبيعتها وما هيتها وكل أبناء مصر الشرفاء من داخل هذه الصناعه يعلم حقيقة اوجاعها وطرق علاجها ولا يوجد أحد لا يعلم ، ومازال مسلسل نعيش أحداثه من ما يزيد عن ثلاثون عاما وعلي ما يبدو أن المؤلف نسي يكتب النهاية وربما يبحث عنها في واقعه ولا يجدها.
مع بزوغ كل معضلة تواجه قطاع الضيافة يبدأ الحديث حول الجودة والحفاظ علي مستواها وكأن الجودة فتاة جميله لكن ” سمعتها وحشة ” ثم تنتهي الأزمة وتبدأ سلسلة من الأزمات منها الجودة ثم نقص أعداد السياحة الوافدة ثم مشكلات التسويق والترويج ثم مشكلات الطيران العارض ومشكلات آخري انا شخصيا سئمت من الحديث عنها أو حولها ، علي ما يبدو هذه القضايا ملهيات عابثات عن قضايا أكثر أهمية.
في الواقع لا أجد واقعاً في السياحة ، أجد أجيالاً عملت بجد وأجتهدت ثم جاءت طبقة من الفهلوية قضوا بغباوتهم علي الأخضر واليابس ، صديقي الخبير الفندقي وائل علام مدير موفنبيك الجونة يؤكد لي أن نسبة الإشغالات داخل منتجع الجونة تصل إلي ٧٠٪ وكلها جنسيات من ألمانيا وسويسرا وأن نسبة الألمان مرتفعة جدا مقارنة بجنسيات آخري.
ويضيف وائل علام أن الحرب الروسية الأوكرانية لم تؤثر علي حركة السفر لبعض دول أوروبا ومنهم الألمان وأكد أن مصر كمقصد سياحي تحتاج إلي الرقابة وتفعيل آليات السلامة الصحية للغذاء وخلق آليات تطوير داخل منظومة السلامة والمراقبة والمتابعة وان هناك مبذولة لكنها مازالت تحتاج إلي جهود اكبر لمواكبة التطورات السريعه وتلبية الرغبات لدي جمهور الراغبين في قضاء الإجازة.
وائل علام أكد أن مصر تستحق الأفضل لكن لابد من خلق تغيير لدي ثقافة ” المالك ” في السوق المصري فهذا قد يساهم في تغيير أمور كثيرة داخل قطاع الفنادق.
والصديق هشام الدميري رئيس هيئة تنشيط السياحة الأسبق له رأي ربما يكون مغايراً لواقع نعيشه ومؤكداً لما يطلق عليه ” المتناقضات المهنية ” يقول هشام الدميري أن السياحة ليست مدخل إنما هي نتيجة تعتمد علي عوامل عدة أهمها الاستقرار السياسي والمجتمعي ، ويحاول أن يشرح للعبد لله ماذا تعني ” الإستراتيجية “.
ويستطرد في حديثه معي إستراتيجية السياحة هي إستراتيجية دولة وهذا كلام متفق عليه تمام ، ولكن يبقي أن نؤكد أن القطاع الخاص شريك للدولة في نجاحات المنظومة أو إخفاقاتها.
لكن حسب تصوري أن هشام الدميري يطالب بالبحث عن آليات جديدة لخلق رؤي تساهم في تغيير مفردات العمل في صناعة السياحة المصرية ومنها إنشاء شركات مصرية للتسويق في الخارج ، إنشاء شركات طيران مصرية تتنافس في الأسواق الدولية والمحلية ، رفع كفاءة العنصر البشري ، توجية الدعم لمفردات مصرية وطنية تساهم في مساندة قطاع السياحة في آزماته.