لخفض ضوضاء الطيران.. إليكم تجربة إبداعية ثورية

ابتكر فريق من الباحثين في جامعة تكساس A&M طريقة غير تقليدية لرصد ضوضاء الطائرات عبر الجمع بين هندسة الطيران والموسيقى الكورالية.
ويتمثل هدف هذا الابتكار في تطوير أدوات تشخيصية متقدمة تساهم في تقليل الضوضاء الناتجة عن الطائرات، بما يخفف من آثارها السلبية على الركاب وسكان المناطق المجاورة للمطارات.
ونفّذ فريق البحث، بقيادة الدكتور دارين هارتل وطالب الدكتوراه كيفن ليب، تجربة فريدة من نوعها باستخدام أداة تصوير صوتي صممها الطلاب. لكن بدلا من اختبارها على أجزاء ميكانيكية كما هو معتاد، قرر الباحثون استخدام الأصوات البشرية، فدعوا مجموعة صغيرة من جوقة “مغنيو القرن” — ثاني أقدم جوقة في الجامعة — للغناء أمام مجموعة حساسة من الميكروفونات.
وسعى الفريق إلى اختبار الجهاز بطريقة إبداعية تبرز إمكاناته، بدلا من التقيد بتجربة علمية نمطية لحل مسألة محددة.
ويعتمد الجهاز على عشرات الميكروفونات المتوزعة بدقة، لالتقاط الأصوات وتحديد مصادرها بدقة عالية. وخلال التجربة، رسم الجهاز خريطة مرئية للتناغمات الكورالية أثناء صداها في الممر، ما أتاح للباحثين اختبار أدائه من خلال تحليل مصدر الصوت ومساره.
وعند مقارنة الجهاز مع أداة تجارية جاهزة، تبين أن النسخة المصممة محليا تقدم دقة أعلى، رغم أن الأداة الجاهزة تنتج نتائج أسرع.
ويرى الفريق أن تحديد مصدر الضوضاء بدقة داخل الطائرات، مثل أصوات تصدر عن عجلات الهبوط أو الأجنحة، يمكّن المهندسين من تحسين التصاميم أو استخدام مواد عازلة لتقليل الصوت.
وقال ليب: “الهدف ليس فقط معرفة ما إذا كان الصوت مرتفعا، بل معرفة السبب والمصدر، حتى نتمكن من اتخاذ إجراء فعّال”.
وأضاف: “خفض ضوضاء الطائرات لا يحسن راحة الركاب فقط، بل يساعد الطيارين في التركيز، ويوفر ميزة تكتيكية في الطيران العسكري”.
ومثّلت هذه التجربة مثالا لدمج غير معتاد بين الفنون والهندسة، ما أتاح أسلوبا جديدا في التفكير في الصوت وتحليله.
ويعتقد هارتل أن المهارات الإبداعية — مثل تلك التي يمتلكها المغنون — يمكن أن تضيف قيمة حقيقية للبحث العلمي والهندسي، مشيرا إلى أن هذا التوجه يعكس تحولا أوسع في منهجية التعامل مع التحديات التقنية المعقدة.
ومع تزايد التحديات البيئية والهندسية، يبدو أن أدوات كهذه، تجمع بين الإبداع والدقة التقنية، قد تساهم في بناء مستقبل أكثر هدوءا في عالم الطيران.
المصدر: interesting engineering