سباق الذكاء الاصطناعي.. عمالقة التقنية يتسابقون لجمع بيانات العالم الحقيقي

في معركة محتدمة على الهيمنة، دخلت شركات الذكاء الاصطناعي العملاقة سباقا محموما لتجميع بيانات العالم الحقيقي التي يصعب الحصول عليها من الإنترنت وحده، عبر تحالفات استراتيجية تمتد من التجارة الإلكترونية إلى أسواق الأدوية، حسبما أوردت قناة العربية
وخلال الشهرين الماضيين، أعلنت “OpenAI” عن شراكات مع منصات كبرى مثل “Shopee” و”Shopify”، فيما أتاحت كل من “جوجل” و”Perplexity” أدواتها المتقدمة مجانًا لبعض المستخدمين في الهند.
ويرى خبراء أن هذه الخطوات ستمنح الشركات إمكانية الوصول إلى بيانات المعاملات وسلوك المستهلكين، ما يوفر إشارات تدريب بالغة الأهمية لتطوير نماذج أكثر دقة، بحسب تقرير نشره موقع “restofworld” .
وقال سمير باتيل، مدير مركز الأمن والاستراتيجية والتكنولوجيا في مؤسسة “أوبزرفر للأبحاث”، إن هذه الشراكات “ستُزوّد الشركات ببيانات متنوعة تعزز من قدرات النماذج وتفتح المجال لتطبيقات جديدة، خصوصًا في مجالات مثل التكنولوجيا المالية والرعاية الصحية”.
أما أوليفر جاي، المدير الإداري لـ “OpenAI International”، فأكد أن آسيا “واحدة من أسرع الأسواق نموًا في تبني الذكاء الاصطناعي”، لافتًا إلى أن التركيبة السكانية الشابة وانتشار الهواتف الذكية يعززان من فرص هذا التوسع.
في المقابل، كشفت الصين عن تفوقها في استغلال البيانات الواقعية، إذ أبرمت شركات الذكاء الاصطناعي الطبية هناك صفقات بمليارات الدولارات مع “أسترازينيكا” و”فايزر” و”سانوفي”، بفضل قاعدة بيانات ضخمة يغطيها نظام التأمين الصحي الوطني لأكثر من 600 مليون شخص.
وتشير البيانات إلى أن هذه الاستراتيجيات تؤتي ثمارها سريعًا؛ فشركة Perplexity قفزت من 790 ألف تنزيل في يونيو إلى 6.69 مليون في يوليو، بعد شراكتها مع “بهارتي إيرتيل” في الهند.
لكن هذا الاندفاع يثير أيضًا مخاوف متزايدة بشأن سيادة البيانات.
فقد طالبت دول عدة مثل نيجيريا والهند وجنوب أفريقيا وفيتنام شركات التكنولوجيا الكبرى بتخزين بيانات مواطنيها محليًا، فيما حذر الخبراء من أن الأسواق الناشئة قد تتحول إلى “مغذيات خام” للذكاء الاصطناعي العالمي دون عوائد عادلة.
وفي خطوة مفاجئة، دخلت المنافسة مرحلة جديدة يوم 12 أغسطس عندما تقدمت شركة Perplexity بعرض مثير للاستحواذ على متصفح “غوغل كروم” مقابل 34.5 مليار دولار، أي ما يقارب ضعف قيمتها السوقية البالغة 18 مليار دولار، وفقًا لـ “وول ستريت جورنال”.