البعثة الفرنسية السويسرية تكتشف طبيب الأسنان الذي سيطر على الأفاعي السامة بسقارة
اكتشفت البعثة الأثرية الفرنسية السويسرية المشتركة، مصطبة من الطوب اللبن لها باب وهمي عليه نقوش ورسومات متميزة، لطبيب يدعى “تيتي نب فو”، والذي كان قد عاش خلال عهد الملك بيبي الثاني وكان يحمل سلسلة كاملة من الألقاب المتعلقة بوظائفه الرفيعة من بينها كبير أطباء القصر، وكاهن الإلهة سركت. و”ساحر الإلهة سركت” أي متخصص في اللدغات السامة من العقارب أو الثعابين وعظيم أطباء الأسنان، ومدير النباتات الطبية.
الأفاعي
يقول المؤرخ الأثري فرنسيس أمين ، لبوابة الأهرام ، إن الأفعى هى رمز الحياة فى المصرية القديمة، وكان يتخذ الكوبرا ومنها باللغة العربية التى صارت حية، مؤكدا أن الأفعى كانت حماية فى الاعتقادات المصرية القديمة، وقد كان الكاهن المصري يسيطر عليها بما أوتى من علم، وقد كانت توضع الأفعى على تيجان الملوك، وقد كانت لها أساطيرها ورسوماتها ورمزيتها فى العلم الأثري.
ويضيف أمين ،أن مصر القديمة تفردت في العالم أجمع بالشفاء من لدغات العقارب والثعابين ، سواء عن طريق التعاويذ والكتابات السحرية ، أو العقاقير ، وكذلك التشريط للعلاج ، مضيفا أن عددا من البرديات الطبية الفرعونية تتحدث عن كيفية العلاج من اللدغات ، كما أن شهرة الطبيب المصري ذاعت في العالم القديم أجمع ، حيث وُجدت الأفعى والكوبرا المصرية على نقوش المعابد، وتم تدوين وقائعها فى التاريخ
ويوضح فرنسيس أمين ، أن تماثيل حورس الشافية ،تمثل كيف كان المصري القديم يستخدمها في العلاج ، وكذلك عين الودجات وهى العين الشافية للمعبود حورس فى الفكر المصرى القديم ، مؤكدا علي أن الطب المصري القديم كان به جانب العلاج النفسي بجانب العلاج الوضعي المادي
ويضيف فرنسيس أمين أن من أغرب الحكايات المتداولة ما يتعلق بأفعى معابد النوبة في العصر الحديث ، حيث كان خفراء المعابد يقدمون له البيض والطعام، وقد صار حجمه كبيرا لدرجة أنه لم يكن يستطيع المرور بين حائطين، وقد غرق هذا الثعبان فى المياه أثناء بناء السد العالى، مضيفاً أن من أشهر الأفاعى أيضا كوبرا معبد الكرنك التى قامت بلدغ مروض الأفاعى الأشهر موسى أمام السياح.
الكشف الأثري
وأكد الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على أهمية هذا الكشف ، وقال في بيان وزارة السياحة والآثار إنه يعد إضافة مهمة إلى تاريخ المنطقة الأثرية، كونه يكشف عن جوانب جديدة من ثقافة الحياة اليومية في عصر الدولة القديمة من خلال النصوص والرسومات الموجودة على جدران المصطبة.
أوضح الدكتور فليب كولمبير رئيس البعثة الأثرية، أن الدراسات الأولية تشير إلى أنه من المرجح أن المصطبة كانت قد تعرضت للسرقة في عصور سابقة، لكن الجدران ظلت سليمة تحمل نقوش محفورة ومرسومة رائعة الجمال، حيث نقش علي إحدى جدران المقبرة شكل باب وهمي ملون بألوان زاهية، كما صور مناظر للعديد من الأثاث و المتاع الجنائزي وكذلك قائمة بأسماء القرابين، يعلوها أفريز يحمل ألقاب واسم صاحب المقبرة، كما وجد سقف المقبرة مطلي باللون الأحمر تقليدا لشكل أحجار الجرانيت وفي منتصف السقف نقش يحمل اسم وألقاب صاحب المقبرة.
كما عثرت البعثة أيضاً على تابوت حجري نقش الجزء الداخلي منه بخط من الكتابة الهيروغليفية يحمل اسم وألقاب صاحب المقبرة.
وأضاف أن البعثة الأثرية الفرنسية السويسرية بدأت أعمال الحفائر في الجزء الخاص بمقابر موظفي الدولة، والواقع خلف المجموعة الجنائزية للملك بيبي، الأول أحد حكام الأسرة السادسة من الدولة القديمة، وتلك الخاصة بزوجاته بجنوب منطقة آثار سقارة، منذ عام 2022، والتي استطلعت خلالها في الكشف عن مصطبة للوزير وني الشهير، والذي اشتهر بأطول سيره ذاتية لأحد كبار رجال الدولة في الدولة القديمة والتي سجلت نصوصها على جدران مقبرته الثانية الموجودة في في منطقة أبيدوس بسوهاج.