[ الصفحة الأولى ]تاريخ وحضارة

منتجع «مارالاغو».. هل تتحقق نبوءة أغنى امرأة أمريكية في العشرينيات؟

زيزي عوض

في قلب فلوريدا الساحرة يقف قصر مارالاغو الذي شيدته وريثة شركة الحبوب الشهيرة مارغوري ميري ويذر بوست شاهداً على حقب تاريخية متباينة.

وتحول القصر بمرور الزمن، وفقا لموقع بيزنس إنسايدر، إلى مركز صناعة القرار السياسي في الولايات المتحدة، ليكتب فصلا جديدا في تاريخه، فصلا مليئا بالصعود والهبوط، بالفخامة والجدل، والأسرار التي لا تزال تنتظر أن تُكشف.

ويعود تاريخ هذا العقار إلى أوائل القرن العشرين، حيث بدأ كمنزل شتوي لوريثة شركة الحبوب الشهيرة مارغوري ميري ويذر بوست، قبل أن يتحول إلى مقر سياسي فعلي يثير الفضول والجدل بين النخبة الأمريكية.

تاريخ مارالاغو

في عام 1924 اشترت مارغوري ميري ويذر بوست، وريثة ثروة الحبوب وأغنى امرأة في البلاد في ذلك الوقت، عقارا في بالم بيتش-فلوريدا، وبعد ثلاث سنوات من البناء افتُتح مارالاغو، الذي يعني اسمه “من البحر إلى البحيرة”.

يمتد المنتجع على مساحة 20 فدانا بين المحيط الأطلسي وبحيرة وورث، وبلغت تكلفة بنائه نحو 7 ملايين دولار، ما يعادل نحو 100 مليون دولار اليوم.

تم تصميمه ليعكس الفيلات الساحلية المتوسطية، حيث جمع بين الأنماط المعمارية الإسبانية والبندقية والبرتغالية، واستوردت بوست الحجر من إيطاليا والألواح الحريرية من البندقية، واستخدمت العقار لاستضافة حفلات فاخرة للنخبة الأمريكية وفعاليات خيرية، وفي يناير/كانون الثاني 1969 صنفته الحكومة الفيدرالية كمعلم تاريخي وضمته إلى السجل الوطني للأماكن التاريخية في عام 1972.

بعد وفاة بوست عام 1973 تبرعت بالممتلكات المكونة من 114 غرفة للحكومة الفيدرالية على أمل أن تصبح “البيت الأبيض الشتوي” للرؤساء، ولكن بعد 10 سنوات رأت الحكومة أن تكاليف الصيانة مرتفعة للغاية فبحثت عن بيع العقار.

استحواذ دونالد ترامب على مارالاغو:

منتجع مارالاغو

اشترى ترامب مارالاغو ومعظم أثاثه في عام 1985 مقابل مبلغ منخفض نسبيا، نحو 10 ملايين دولار، أي ما يعادل نحو 29 مليون دولار اليوم، واستخدمه في البداية كمسكن خاص بتصميم داخلي فاخر مستوحى من القصور الأوروبية، لكن مع مواجهة منظمة ترامب مشكلات مالية في التسعينيات أصبحت تكلفة صيانة العقار البالغة أكثر من 3 ملايين دولار سنويا عبئا كبيرا.

خطط ترامب في البداية لتقسيم الأراضي حول المنزل الرئيسي وبناء ثمانية منازل تحت اسم “قصور مارالاغو”، لكنه واجه معارضة من المسؤولين المحليين ودعاة الحفاظ على التراث، مما أدى إلى رفض اللجنة المختصة، وبعد ذلك حول ترامب مارالاغو إلى نادٍ في عام 1995.

بموجب اتفاقية مع مدينة بالم بيتش تم تحديد عدد أعضاء النادي بـ500 عضو في ذلك الوقت، بلغت رسوم العضوية الأولية 25,000 دولار، بحلول عام 2017 ارتفعت الرسوم إلى 200,000 دولار، ووصلت في أكتوبر/تشرين الأول 2024 إلى 300,000 دولار، إضافة إلى ذلك يدفع الأعضاء رسوما سنوية تبلغ نحو 20,000 دولار، وهناك حد أدنى سنوي لتناول الطعام في مطعم المنتجع بقيمة 2,000 دولار.

ارتفعت رسوم الانضمام مؤخرا إلى مليون دولار، وتمنح العضوية حق الوصول إلى مرافق النادي بما في ذلك المطاعم، والمنتجع، والمسبح، والنادي الشاطئي، وغرف فندقية، ومركز اللياقة البدنية، وملاعب التنس، وملاعب الكروكيه.

الدور السياسي لمارالاغو

تحول مارالاغو إلى مركز لأنشطة ترامب السياسية، وأصبح بمثابة “البيت الأبيض الشتوي” كما أرادت بوست، حيث استضاف ترامب قادة من سبع دول أجنبية على الأقل في العقار، بما في ذلك الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

قضايا مثيرة للجدل

• قضية الوثائق السرية: عندما غادر ترامب البيت الأبيض نُقلت معه وثائق سرية يُعتقد أنها وُزعت في أماكن مختلفة من مارالاغو، مما أدى إلى تحقيقات ومداهمة من مكتب التحقيقات الفيدرالي للمنتجع في أغسطس 2022.

• الأمن: وصف العقار بأنه “كابوس استخباراتي”، في ظل مخاوف بشأن استهداف الضيوف.

• الأخلاقيات: أثارت العضوية في النادي مخاوف من استغلالها كوسيلة للتأثير على ترامب من خلال الدعم المالي للعقار.

ويرجح أن يظل مارالاغو مركز الجدل السياسي والقانوني بينما يواصل ترامب دوره على الساحة السياسية الأمريكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى