[ الصفحة الأولى ]كتّاب وآراء

معتز صدقي يكتب: الأمان على الطريقة المصرية

 

إحنا كمصريين عندنا حاجات كتير بنفتخر بيها: الأهرامات، المانجو، وصوت الكلاكسات عند الإشارات الحمرا. لكن في حاجة تانية بنفتخر بيها أكتر من أي حاجة تانية: إحساس بالأمان مش سهل تلاقيه في أي حتة تانية في العالم. الأمان اللي يخلي حد من الغرب يندهش، خصوصًا لما يشوف إن الأحياء عندنا مش بتتصنف بالخطر لكن بالجدعنة.

تعالى نتمشى في واحدة من المناطق الشعبية اللي بيتقال عليها إنها “من أسوأ الأحياء”. ممكن عربيتك تعطل، الكاوتش ينفجر، لكن ولا يهمك! في أقل من دقيقة هتلاقي مجموعة من الناس حوالينك، مستعدين يقدموا كل حاجة: نصايح، عدّة تصليح، أو حتى كلمة طيبة تدعمك. وكل ده ببلاش، من غير أي فاتورة استشارة.

ولسه، جرّب تنزل وسط البلد الساعة 3 الفجر. الزائر الأجنبي ممكن يمسك شنطته كأنها كنز أسرار الدولة. لكن المصري؟ هيبص حواليه يدور على عربية كشري، يدردش مع سواق تاكسي زهقان، أو يستمتع بالهدوء النسبي لمدينة مبتعرفش تنام.

ونسيبك من كل ده ونفتكر الثورة 2011. تخيل بلد بحجم مصر لمدة سنة ونص تقريبًا مفيهاش وجود حقيقي للشرطة. مفيش عساكر على الإشارات (مش إننا بنلتزم بإشارتهم أصلاً)، مفيش ضباط في الشوارع. ممكن تتوقع إن الفوضى تعم، صح؟ غلط! الحياة كانت ماشية. آه كان في بعض المشاكل، بس بالمقارنة بيوم واحد من غياب الشرطة في مدينة زي لوس أنجلوس، هتعرف الفرق. المصريين مش بيسرقوا المحلات، هما بيتفاوضوا على الأسعار وبيطلبوا شاي في النص.

السؤال هنا: إزاي بيحصل كده؟ هل هي روح الجيرة والجدعنة اللي عندنا؟ ولا كرم الضيافة المتأصل فينا؟ ولا ببساطة لأن المصري ممكن يحل أي خلاف بكلمة “تعالى يا عم” وفنجان قهوة؟ أياً كان السبب، فهو شغال.

فعلاً عندنا حاجات بنشتكي منها زي المطبات والروتين، لكن لازم ناخد لحظة ونحمد ربنا. نحمده على إنك تقدر تمشي في أي وقت وأي مكان في مصر، لو اتعطلت في نص الطريق هتلاقي اللي يساعدك، ولو حد حاول يسرقك هتلاقي عشرة واقفين معاك وبيقولولك “تركب معانا؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى