[ الصفحة الأولى ]كتّاب وآراء

السيد الدمرداش يكتب: اكتوبر والوعي المجتمعي

أتساءل عن تجريف العقل الجمعي خلال ما يزيد عن ثلاثون عاماً وتفريغه من قضايا الوطن، أجيال عديدة تعرضت للتغييب الممنهج في ظل غياب المفاهيم الصحيحة حول بث روح الإنتماء في المدارس والجامعات المصرية وعدم الإهتمام الكافي بالأنشطة المجتمعية والثقافية والرياضية داخل اسوار المؤسسات التعليمية.

السؤال الذي يفرض نفسه لماذا لم نستثمر إنتصاراتنا في حرب اكتوبر عام ١٩٧٣ لشحذ الهمم في العلوم السياسية والإنسانية في المصانع والشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة، وبالطبع روح الإنتماء والإنتصار تساهم في زيادة الطاقة الإنتاجية والخدمية وتؤثر بالايجاب علي رفع الروح المعنوية وخلق عنصر التحدي الذي ينعكس على مناحي الحياة في مصر؟.

لماذا لم نستثمر رجال القوات المسلحة الذين شاركوا في هذه المعركة العظيمة في الندوات الثقافية وفي الإعلام وفي السينما المصرية لخلق نموذج القدوة الحسنة وخلق اجيال تؤمن بقضايا التراب الوطني وتغليب تلك الصورة الذهنية علي الإقتداء بصور المشاهير والفنانين والراقصات؟.

اين دور قصور وبيوت الثقافة المصرية خلال الفترة الماضية في مواجهة الظواهر السلبية التي طغت على حياتنا واصبحنا مجتمعا يعاني من التعاون والعمل الجماعي واصبحت آفة مجتمعية وشخصيات ترتدي عباءة الدين تسيطر على مفاصل الإعلام وتتصدر المشهد وتبث سموم تخدم مصالح شخصية وتنتج لنا مجتمعا يعاني صراعات عديدة وإحباطات كثيرة، حتي اصبحت الشخصية المصرية ” منقادة” لا تفرق بين الصالح والطالح وبين الحلال والحرام .

لماذا تركت المؤسسات التعليمية والثقافية والرياضية والاجتماعية والاقتصادية شباب مصر فريسة لوسائل التواصل الاجتماعي حتي اصبحت العقول فارغه والرؤية معدومة، في بلاد انتجت هذه الصناعة تفرض قوانين علي مواطنيها تجنبهم مخاطر تلك التكنولوجيا الحديثة، كنا نملك الفرص الكثيرة والمحفزات للتقدم الصناعي في كافة عناصره ومفرداته وأنماطه ولم نستثمر إنتصار اتنا في حرب اكتوبر وتركنا شبابنا بلا قيود لمواجهة تحديات خلقها الاستعمار ثقافياً وتعليميا وأخلاقيا، كسبنا معركة اكتوبر وخسرنا تلك الروح الإيجابية التي خلفتها حرب اكتوبر، قضينا علي المحتل لاراضينا وقضي علي عقولنا واصبحت عدة اجيال من شباب مصر لا تعي جيدا حجم المخاطر التي تهدد امننا القومي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى