إحالة للأرشيف

مقابر الحواويش بسوهاج تبوح بأسرارها.. والتطوير يعيدها إلى قائمة المواقع الأثرية

ظلت مقابر الحواويش الأثرية بمركز أخميم في محافظة سوهاج، مغلقة على أسرارها لفترة طويلة، بالرغم من احتوائها على كنوز أثرية لا مثيل لها، حيث توجد بها جبانة المقاطعة التاسعة في مصر القديمة بالجبل الشرقي، والتي تبعد عن مدينة أخميم حوالي  7 كم، بينما اتخذت جبانة الدولة الحديثة والعصور التالية لها، موقعاً آخر في التل الصخري المرتفع قليلاً عن سطح الأرض الصحراوية، ويفصل بين الجبانتين مسافة 2 كم تقريباً.

وتمثل مقابر الحواويش الأثرية إضافة قوية للمواقع الأثرية بسوهاج، عقب الانتهاء من تطوير المنطقة المحيطة بها، ضمن مشروعات برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر بتكلفة بلغت 15 مليون جنيه، لتكون جاهزة لاستقبال الزائرين.

“بوابة أخبار السياحة” ألقت الضوء على الكنوز الأثرية بهذه المقابر بعد أن ظلت طي النسيان لسنوات طويلة.

 تطويرمقابر الحواويش سهل للوفود السياحية زيارتها

أعلنت محافظة سوهاج، أن خطة تطوير المنطقة الأثرية بقرية الحواويش، بدأت منذ عام ١٩٩٢م، وتوقف العمل لفترة بسبب نقص الاعتمادات المالية، وتم إدراج عملية التطوير ضمن مشروعات برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، والتى شملت إنشاء سور لحماية المنطقة، وسلالم للوصول إلى المقابر، ومنطقتي استقبال واستراحة، وقاعة زجاجية، وكافيتريا سياح ، ومنفذ لبيع التذاكر، بالإضافة إلى توصيل المرافق من مياه وكهرباء، وإعادة رصف الطريق المؤدي لمنطقة المقابر، حتى يسهل للوفود السياحية زيارتها، بعد أن كانت مغلقة لفترات طويلة.

 جبانة الحواويش تضم  800 مقبرة منحوتة فى الصخر

ويوضح  مدير آثار شرق سوهاج، أن جبانة الحواويش تضم أكثر من 800 مقبرة منحوتة فى الصخر،  منها حوالى 60 مقبرة لا تزال تحتفظ ببعض مناظرها، وما يقرب من 5 مقابر تحتفظ بمناظرها شبه كاملة، وعلى جدرانها نقوش ورسومات ملونة ترجع إلى عصور الدولة القديمة، وعصر الانتقال الأول، كما عثر بداخلها على أول ثوب فرعونى من الكتان، وتمثال خشبى يبلغ طوله نصف متر يرجح أن يكون تعويذة لحراسة المقابر.

 مقبرة “حم- مين” أكبر وأهم المقابر في جبانة الحواويش

ويضيف  أن مقبرة “حم- مين”، ويعني اسمه خادم المعبود مين ، تعد من أهم المقابر الموجودة في جبانة الحواويش، وترجع هذه المقبرة إلى الأسرة السادسة، نهاية حكم الملك بيبى الثانى، مشيرا إلى أن “حم- مين” هو أحد أهم شخصيات الدولة القديمة، وأكثر الشخصيات نفوذاً في جنوب البلاد، إذ كان حاكماً للصعيد، ومن مسئولياته القيام بعمليات التفتيش من الجيزة إلى أسوان، وجمع الضرائب، وإرسالها للقصر الحاكم، وهو أول حاكم للصعيد يُدفن خارج العاصمة وقد حمل “حم- مين” العديد من الألقاب، منها “المشرف على أعمال الملك”، و”عظيم العشرة لمصر العليا”، و” كاهن المعبود مين”، و”كاهن ماعت”، ولقبت زوجته بلقب “كاهنة حتحور سيدة الجميز”.

وأوضح مدير آثار شرق سوهاج، أن مقبرة “حم- مين”، هي أكبر المقابر في جبانة الحواويش، وربما أكبر مقابر عصر الدولة القديمة المقطوعة في الصخر، كما أن سماتها المعمارية تشير إلى براعة وذكاء المهندس الذي صممها وأشرف على قطعها، ومن أهم المناظر الموجودة في هذه المقبرة الضخمة معمارياً، منظر يعبر عن صيد الأسماك بالرمح في الأحراش بواسطة صاحب المقبرة “حم – مين”  ، الذي يظهر على قارب من البردي وهو يحمل سمكتين كبيرتين، ومنظر آخر يمثل صاحب المقبرة وزوجته في الجانب الشمالي وأمامهما مائدة قرابين، وإلى الجنوب من المائدة خمسة صفوف، تظهر قائمة القرابين ومواكب حملة القرابين في أول ثلاث صفوف، في حين يؤدي الراقصون عرضاً جماعياً في الصف الرابع، أما الصف الخامس والأخير فيحتوي على حملة قرابين وذبح الأضاحي.

مقبرة ” حسى- مين” من المقابر الهامة بالمنطقة

ويشير  إلى أن من المقابر الهامة بالمنطقة، مقبرة ” حسى- مين” ، والذى يعنى الممدوح من المعبود مين، وترجع هذه المقبرة إلى الأسرة السادسة، نهاية حكم الملك بيبى الثانى، وقد حمل العديد من الألقاب منها “المشرف على أعمال الملك”، و”عظيم العشرة لمصر العليا” ، و” كاهن المعبود مين”، وزوجته ” شبسست- كاو” والتي كانت ” كاهنة المعبودات نيت ، وحقات وحاتحور”،  وهناك خمسة من أبنائه ظهروا في النصوص والمناظربالمقبرة، أكبرهم ” ني-عنخ- مين”، لافتاً إلى أن المقبرة مزينة بالرسوم الملونة في الداخل، وما تبقي من مناظر هذه المقبرة يظهر “حسي – مين” واقفاً ومن خلفه زوجته على الجانب الأيسر، وواقفاً وحده على الجانب الأيمن، وفي الحالتين يتجه ناحية الخارج، ومنظر يمثل “حسي – مين” وزوجته يجلسان ويتلقيان القرابين، حيث تضمنت السجلات المعروضة أمامهم القرابين، والموسيقيين، والراقصين، ومصارعة الثيران والصيد، وهناك منظر مهم جداً يمثل “حسى- مين” واقفاً  بحجم كبير يشاهد العديد من الأنشطة المتمثلة في حمل القرابين، وفي أعمال ذبح الأضاحي، إلى جانب عدة مناظر تحمل موضوعات معبرة عن أنشطة الحياة اليومية، تشمل قطع ورق البردي، وبناء القوارب، والإبحار في النهر، بالإضافة إلى الحصاد والرعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى