الأردن تستقبل 1.3 مليون سائح خلال الربع الأول من 2024 بانخفاض 9.7%.
سجل عدد السائحين القادمين إلى الأردن مليون و334 ألف سائح خلال الربع الأول من العام الجاري، بانخفاض 9.7% مقارنة بنفس الفترة من عام 2023، كما انخفضت الإيرادات بنسبة 5.6% خلال نفس الفترة لتصل إلى مليار و118 مليون دينار أردني، بسبب استمرار تأثير العدوان على غزة.
وأوضح تقرير منشور على موقع وزارة السياحة والآثار الأردنية، أنه على الرغم من الانخفاضات إلا أن أعداد السائحين والإيرادات الإجمالية تجاوزت مستهدفات وزارة السياحة والآثار للربع الأول من 2024 بنسبة 10.5% لأعداد السائحين، و2.3% للدخل السياحي، وتخطت أيضا مستهدفات إنجازات الوزارة خلال الربع الأول من عام 2019.
وأوضح التقرير أن الانخفاض الأكبر في عدد السائحين سجل 7%، وفي الإيرادات 12%، خلال شهر مارس من العام الجاري، والذي وافق شهر رمضان المبارك، والذي يشهد تقليديا تراجعا في القطاع السياحي.
وأوضح التقرير أن الانخفاض الأكبر في عدد السائحين سجل 7%، وفي الإيرادات 12%، خلال شهر مارس من العام الجاري، والذي وافق شهر رمضان المبارك، والذي يشهد تقليديا تراجعا في القطاع السياحي.
وأظهر تحليل إضافي أن أكبر انخفاض من السائحين الدوليين جاء من أوروبا وشمال أمريكا، لكن ذلك تم تعويضه جزئيا بزيادة في عدد السائحين من دول مجلس التعاون الخليجي والمغتربين من الأردن، حيث شهدت الفترة من نوفمبر 2023 إلى مارس 2024 انخفاض يقدر بـ252 ألفا و675 سائحا مقارنة بنفس الفترة من السنوات السابقة، مع أكبر خسارة صافية حدثت في مارس 2024.
وبقياس متوسط الإنفاق لكل فئة أجنبي، خليجي، عربي، أردني مغترب يمكن استنتاج أن قطاع السياحة في الأردن فقد أو كان من الممكن أن يحقق مبلغ إضافي حوالي 205 ملايين دينار أردني في الفترة بين نوفمبر 2023 ومارس 2024 في حال استقبل الأردن نفس أعداد السائحين في الفترات الزمنية السابقة أو المماثلة.
وجدير بالذكر أن العملاء الرئيسيين للفنادق هم السائحون الدوليون، وبالتالي فإن انخفاض أعدادهم سيقلل بشكل ملحوظ من معدلات إشغال الفنادق، وعلى العكس من ذلك، فإن الزيادة في أعداد السائحين من دول مجلس التعاون الخليجيي، العرب، والأردنيين المقيمين في الخارج قد لاتعوض بشكل كامل في حالة غياب السائحين الدوليين فيما يتعلق بمعدلات إشغال الفنادق نظرا لحقيقة أن هذه الشرائح تمتلك أماكن خاصة بها ويميلون إلى زيارة المناطق الريفية والتي تحتوي على فنادق.
وكان أكبر تأثير للعدوان على غزة ظاهرا بشكل أوضح في قطاع الفنادق خاصة في المثلث الذهبي ويشمل العقبة، البترا، ووادي رم حيث انخفضت نسب الإشغال في البترا إلى مستويات قياسية وصلت إلى 3% ويعود ذلك إلى عدد من العوامل بما في ذلك:
– إلغاء 23 رحلة طيران عارض إلى العقبة، وذلك في الفترة من 18 أكتوبر إلى يسمبر 2023.
– شركة Transvia: إلغاء رحلاتها الأسبوعية وتشمل رحلتين أسبوعيا من باريس إلى العقبة في الموسم الشتوي 2023.
– شركة Wizz Air: إلغاء خطين للعقبة في الموسم الشتوي 2023، وخط إلى عمان في فبراير 2024.
– شركة Edelweiss: إلغاء الخط الوحيد للشركة “زيوريخ-عمان/العقبة” في الموسم الشتوي 2023.
– شركة EasyJet: إلغاء جميع الرحلات الـ7 المقررة لموسم شتاء 2023 إلى العقبة.
– شركة Ryanair: خططت لتشغيل 18 خطا تشمل 10 خطوط على مدار العام بالإضافة إلى 8 خطوط في موسم الشتاء، ولكن انتهى الأمر بإلغاء 4 منها إلى عمان وجميع الخطوط الـ7 لموسم شتاء 2023 إلى العقبة، كما ألغت 15 خطا لصيف 2024، وبالتالي تشغيل 3 خطوط فقط حتى أكتوبر 2024.
– إلغاء 49 رحلة باخرة سياحية إلى العقبة لمواسم 2023-2024.
– أكثر من 70% من زوار البترا هم سائحون دوليون، حيث انخفضت أعدادهم بشكل كبير بسبب العدوان على غزة.
كما تأثر قطاع المطاعم وخاصة سلاسل “الوجبات السريعة” العالمية التي أقرت بانخفاض بنسبة 85% في الإيرادات بسبب المقاطعة الشعبية لمنتجاتها، بإلإضافة إلى أن أصحاب مكاتب السياحة الوافدة يرسمون صورة مظلمة إلى حد ما، حيث بلغت نسب إلغاء مجموعات السائحين الوافدين 90% للفترة من أكتوبر إلى ديسمبر 2024، بالإضافة إلى توقع نسبة إلغاء تصل إلى 93% خلال الفترة من فبراير إلى يونيو 2024.
وعلى الرغم من التأثير السلبي للعدوان على غزة، إلا أن مؤشرات قوة ومنعة القطاع السياحي إيجابية، حيث تتجاوز أعداد المنشآت السياحية المسجلة حديثا أعداد تلك التي يتم إغلاقها، وشواهد هذه الظاهرة واضحة حتى في أوقات الإضطرابات مثل فترة جائحة كورونا والربع الأول من عام 2024.
توقعات عام 2024
تتضمن التزامات وزارة السياحة والآثار برؤية التحديث الاقتصادي نموا سنويا بنسبة 10% في الدخل السياحي للفترة من 2023 إلى 2033، حيث أن الدخل السياحي المستهدف لعام 2024 هو 4 مليار و989 مليون دينار أردني.
وكان أسوأ انخفاض في الدخل السياحي منذ بدء العدوان على غزة في مارس 2024، حيث سجل انخفاض بنسبة 12% أدني من المستهدف لنفس الشهر، وبالتالي إذا استمرت هذه الاتجاهات الهابطة بنسبة 12% لبقية عام 2024، فإن الخسائر المحتملة في الإيرادات ستبلغ 131 مليون دينار أردني في الربع الأول من عام 2024، و275 مليون دينار خلال النصف الأول من العام الجاري، و599 مليون دينار إجمالي خسائر عام 2024.
وتتطابق هذه الأرقام مع التوقعات التي أجراها منتدى الاستراتيجيات الأردني الذي توقع خسارة بقيمة 135 مليون دينار للربع الأول من 2024، و270 مليون دينار أردني للنصف الأول من عام 2024.
أولويات 2024
في سبيل تحقيق التحسين المستمر وزيادة مرونة التعامل مع التحديات التي تواجه السياحة خاصة خلال فترات الاضطرابات مثل جائحة كورونا والعدوان على غزة، ستركز وزارة السياحة والآثار على الاولويات التاالية خلال عام 2024 وما بعده.
متطلبات رؤية التحديث الاقتصادي
ستقوم الوزارة بتحقيق التزاماتها تجاه التحديث الاقتصادي من خلال متابعة جميع أولويات الحكومة الخاصة بالسياحة والتي تتألف كل منها من عدد من الأنشطة مع جداولها الزمنية، وستتابع الوزارة أداء هذه الأنشطة شهريا وتقدم تقارير إلى وحدة متابعة الأداء الحكومي والإنجاز في رئاسة الوزراء. بالإضافة إلى ذلك ستركز الوزارة جهودها وأنشطتها لضمان تحقيق النمو السنوي بنسبة 10% في الإيرادات السياحية كما هو محدد في الرؤية.
الربط الجوي
أدى العدوان على غزة إلى تقليص مستوى الطيران بين الأردن وأسواق السياحة نتيجة إلغاء أو تقليص الوجهات التشغيلية لشركات الطيران ذات التكلفة المنخفضة مثل Ryanair التي خفضت الوجهات إلى الأردن من 25 وجهة إلى 3 وجهات، وشركة EsayJet التي ألغت جميع رحلاتها، حيث قامت هذه الشركات بتشغيل 2925 رحلة جوية إلى الأردن ونقلت 445 ألف و856 سائحا هم سائحون دوليون خلال عام 2023.
وتشمل خطة الوزارة لتعويض هذه الانخفاضات عن طريق بحث تقديم حوافز مالية لشركات الطيران مثل شركات الطيران منخفض التكاليف والطيران العارض والمشغلين العاديين بما في ذلك الخطوط الملكية الأردنية لتوسيع وجهاتها من الأسواق السياحية الحالية والجديدة.
الموسمية
أحد أكبر التحديات التي تواجه قطاع السياحة الأردني هو موسمية السياحة، حيث يبرز هذا التقلب عددا من المشاكل مثل عدم استغلال الموارد بشكل كافي، وبالتالي تأثير نسب الإشغال في الفنادق، وتقليل الإيرادات والعمالة.
وللتقليل من التأثيرات السلبية للتقلبات الموسمية، ستقوم وزارة السياحة والآثار بتطوير حملات تسويق وترويج خاصة مصممة لكل قطاع على حدى، تشمل حوافز مالية للمكاتب السياحية الذين يمددون مدة إقامة السائحين إلى أكثر من 6 ليالي، حملات تسويق مشتركة، رعاية وفعاليات والمهرجانات والمؤتمرات الكبية في المواسم المنخفضة.
منتجات سياحية جديدة وأسواق جديدة
تسعى وزارة السياحة والآثار لاستهداف أسواق جديدة بما في ذلك الصين، روسيا، أفريقيا، إندونيسيا، ماليزيا، الهند، باكستان، والأسواق العربية بما فيها الأجانب المقيمين في دول مجلس التعاون الخليج الخليجي.
وستركز خطط التسويق أيضا على مختلف المنتجات السياحية الاستشفائية، العلاجية، والسياحة الدينية في أوروبا، روسيا وأفريقيا حيث شكل معتنقي الديانة المسيحية نسبة عالية من السكان في أثيوبيا 64% مسيحيين، كينا 85% مسيحيين، رواندا 94% مسيحيين، بجانب السياحة الإسلامية والفئات الأخرى التي تشمل سياحة المغامرات والمؤتمرات والمعارض، ولهذا الغرض ستقدم وزارة السياحة والآثار حوافز لجذب المؤتمرات الدولية لعقدها في الأردن.
بالإضافة إلى ذلك، ستبني وزارة السياحة والآثار على إعلان الأردن كوجهة إقليمية للسياحة الاستشفائية والعلاجية من جانب الأمم المتحدة للسياحة ولهذا الغرض، وشكلت الوزارة مجلسا للصحة يضم خبراء في هذا المجال مكلفين بانشاء استراتيجية للسياحة الاستشفائية طويلة المدى بالإضافة إلى إنشاء أكاديمية للسياحة الاستشفائية والعلاجية في البحر الميت بالتعاون مع الأمم المتحدة للسياحة.
الاستثمارات
الاستثمارات هي المحرك الرئيسي لتطوير وتقدم السياحة في الأردن، وستقوم وزارة السياحة والآثار الأردنية بالتعاون مع منظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة بنشر “دليل الاستثمار السياحي للأمم المتحدة” للأردن. بالإضافة إلى ذلك، تقوم الوزارة حاليا بإجراء مسح شامل لجميع الفرص الاستثمارية السياحية المحتملة في المملكة، والتي ستشكل أساسا لـ”خريطة الاستثمار السياحي” التي ستنشر على موقع invest.jo.
السياحة الداخلية
على الرغم من أن إيرادات السياحة الدخلية لا تسهم في أرقام الدخل السياحي، إلا أن هذا النوع من السياحة هو أداة مهمة تستخدمها وزارة السياحة لتعزيز واستعادة النشاط الاقتصادي.
ونتيجة للصعوبات الاقتصادية التي تواجهها المنشآت السياحية في المثلث الذهبي ويشمل البترا، العقبة ووداي رم بسبب انخفاض عدد السائحين الدوليين في هذه المواقع بسبب العدوان على غزة، حيث استطاعت وزارة السياحة والآثار توجيه وزارة الداخلية إلى هذه المواقع عن طريق توجيه 35 ألف سائح محلي إلى المثلث الذهبي من أصل 40 ألف و689 سائح خلال الربع الأول من 2024 عبر برنامج “أردنا جنة”.
بالإضافة إلى ذلك، تم تقديم الدعم المالي ويشمل النقل المجاني، الدليل السياحي المجاني، والخصومات في المطاعم والفنادق والمخيمات الذي تقدمه وزارة السياحة والآثار للأردنيين لذوي الدخل المحدود للاستمتاع بمجموعة واسعة من وجهات السياحة الأردنية وتنشيط الحركة الاقتصادية لمشغلى المنشآت السياحية بما فيها الفنادق والمخيمات، النقل السياحي، المرشدين ومكاتب السياحة.
إدارة الموقع
المواقع التاريخية مثل جرش، جبل العقبة، أم قيس، أم الرصاص، قلعة عجلون، قلعة العقبة وقلعة شوباك وما إلى ذلك والتي تعتبر أهم المكونات السياحية الرئيسية، وبالتالي فإن تأهليها وترميمها وصيانتها أولوية رئيسية لوزارة السياحة والآثار.
وستعمل الوزارة على تنفيذ أكثر من 70 مشروعا يتضمن هذا الجهد مشاريع حديثة مثل مركز البحوث للدراسات الأثرية وتخزين القطع في موقع نويجيس، كما تعمل الوزارة أيضا على تقديم ملف أم الجمال لإدراجها على لائحة التراث العالمي لليونسكو.
التشريعات
تم إقرار ونشر معدل قانون السياحة الجديد ويجري العمل على استكمال الأنظمة والتعليمات المرتبطة به، كما ستركز وزارة السياحة والآثار على تصنيف النشاطات السياحية وتسجيلها، مما يترك مهمة الترخيص للسلطات المحلية، وبالتالي تحسين وتسهيل رحلة المستثمر.
وكانت وزارة السياحة والآثار الأردنية، أنه على الرغم من تأثير العدوان على غزة في الربع الرابع من عام 2023، أعلنت فقد شهد قطاع السياحة خلال عام 2023 مستويات قياسية من حيث عدد السائحين الوافدين والدخل السياحي الإيرادات الناتجة منهم.