في اليوم العالمي،الشطرنج يقوي الذكاء وينشط الذاكرة

محمد أحمد
في ظل انتشار الألعاب الإلكترونية التي ساهمت بشكل مباشر في ضعف انتباه الأطفال وتشتتهم و خلق جانب من جوانب العزلة الإجتماعية وغلبت الافتراضية علي الواقعية مما اثر بالسلب على سلوك الأطفال والعديد من الأجيال المختلفة؛وهنا تبرز أهمية لعبة الشطرنج كوسيلة بديلة لتعليم الأطفال وتحسين قدرتهم على التركيز والمثابرة. الشطرنج رياضة ذهنية تعتمد على التركيز والتخطيط المنظم وترتيب الأولويات من أجل الفوز؛ارتبطت ممارسة الشطرنج في سن مبكر بزيادة نسبة الذكاء لذلك أكثر من ٣٠ دولة تدرج اللعبة أداة تعليمية في المدارس .
أثبتت الدراسات أن الشطرنج يزيد من قدرات التحصيل عند الطلبة وتعلمهم الصبر والتركيز وتسهم في تقوية الذاكرة. يتعلم الفرد من الشطرنج روح المنافسة وتقبل الهزيمة كما انها تقوي العلاقات الاجتماعية وتكسبه ثقة بنفسه واختيارته.
الأهمية تاريخية
لهذه اللعبة أهمية تاريخية أدركتها جميع القوي السياسية عبر التاريخ ولعبها أغلب الملوك والأمراء والرؤساء تعتبر لعبة الشطرنج هي الملمح الأبرز في عصر هارون الرشيد رغم أنها عرفت منذ فترة ما قبل الإسلام وكانت من وسائل التسلية داخل بيوت العرب وكانت تلعب علي رقعة حمراء وفي العصر العباسي اشتهر وذاع صيت الشطرنج وبرز فيها مهرة مثل اللاعب المسمي “العدلي” الذي يعتبر أول من ألف كتابا في اللعبة بإسم “كتاب الشطرنج ” حل فيه المسائل المعقدة وبسط الأنماط الذكية باللعبة و وضع أسس الاستراتيجيات التكتيكية وتأليف مثل هذا الكتاب إنما هو دليل يؤكد على شعبية وجماهرية اللعبة في ذلك العصر.
كذلك كان هناك “أبو بكر الصولي” الذي يعتبر من أساطير عصره في الشطرنج. وقد بلغ اهتمام هارون الرشيد بالشطرنج أقصي الحدود حيث لعبها بنفسه وحرص على المهارة فيها؛وكان يكافئ المتفوقين فيها وبفضل اهتمامه شاعت اللعبة.
ذات مرة أهدي الرشيد “شارلمان” ملك الفرنجة رقعة شطرنج جميلة ضمن هدايا بعث بيها له وكانت قطعها مصنوعة من الأحجار الثمينة. وكان الشطرنج يستخدم أيضا كلغة يخاطب بها الملوك بعضهم البعض؛ذات مرة قال “نقفور” ملك الروم لهارون أقامتك ملكتنا محل الروخ واقامت الروم محل البيدق في إشارة منه إلي أن العرب لايستحقون هذه المكانة.
مباراة شطرنج تتحكم في مصير إشبيلية
في الأندلس عندما شرع “ألفونسو السادس” علي احتلال إشبيلية في ظل ضعف مملكة الملك المعتمد ابن عباد اخر ملوك بنو عباد في الأندلس أرسل ابن عباد وزيره ابن عمار من أجل التفاوض فذهب ابن عمار ومعه شطرنج ليس له مثيل في الأندلس من حيث الروعة والجودة والإتقان وأعجب بها ألفونسو ملك الإسبان الذي كان يعرف بحبه الشديد للشطرنج وطلبها من ابن عمار الذي كان لايضاهيه أحد في هذه اللعبة.
وقال ابن عمار ألعب معك عليها وإن غلبتني كانت لك وإن غلبتك كان لي حكم ورشا ابن عمار وزراء الملك الإسباني لكي يقنعوا الملك حتي وافق ألفونسو وطلب ابن عمار كتابة ذلك العهد و أتي بعديد من الشهود على الملك.
وبدأت المباراة وسيطر ابن عمار علي تحركات الملك وهزمه هزيمة ساحقة أمام أعين الجميع وعندما سأل ألفونسو عن الحكم طلب منه ابن عمار أن يأمر جيشه بالتراجع فجن جنون ألفونسو وأقبل عليه وزرائه المرتشين وقالوا:لا يجمل وانت ملك الإسبان أن تنقض عهدا كتبته واشهدت عليه وكما نعلم كلمات الملوك لا تردو وافق ألفونسو علي تراجع جيشه رغم قوته وحصاره لإشبيلية وهكذا انتصر العرب بالمكر والدهاء؛انتصروا برقعة شطرنج بعد أن كانوا سادة العالم..