السياحة في مصر
طالعنا في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي – منذ أيام قليلة – بأن مصر خلال شهر ابريل 2023 زارها أكبر عدد من السياح في تاريخها، والبالغ عددهم مليون 350 الف سائح، وهو خبر يبعث على التفاؤللأنه يعكس تقدم إيجابي في مسار السياحة في مصر لتستعيد عافيتها مرة أخرى. ولكن هذا الرقم رغم أهميته، إلا إنه يبدو اقل أهمية لو تمت مقارنتهبأعداد السياح في دول أخرى لا تملك ما تملكه مصر من مقومات سياحية كدولة لها حضارة وتاريخ وتراث منذ آلاف السنين.
فالواقع يشير إلى أن ما تملكه مصر من مقومات سياحية هائلة تحتاج إلى مراجعة شاملة ورؤية جديدةترتكز على عدة مجالات ترتبط بتحسين بنية السياحة، وهو ما قد يترجم من خلال عددا من الأسئلة، التي تحتاج إلى إجابات وافية أو تحرك عملي تجاه هذه المراجعة: السؤال الأول: كم عدد الفنادق التي تم بنائها مؤخرا من أجل استقبال عدد أكبر من السائحين في مصر، بل وكم فندق تعطل أو أغلق،ومنها على سبيل المثال فندق شبرد المطل على أجمل الأماكن في نيل القاهرة؟
والسؤال الثاني: لماذا تتوقف فكرة التطوير السياحي على الهدم والتوسيع، مع إنه يمكن أن يتم التطوير من منطلق بعد إنساني جميل لا يسبب ضررا لأحد، فمثلا كان من الممكن تطوير منطقة الأهرام مع الحفاظ على مباني وطابع المكان، وكأننا نربط الماضي بالحاضر، وقتها سيكون العمل من أجل نظافة وتجميل المكان ليكون مهيئا لاستقبال السياح؟
السؤال الثالث: لماذا لا يتم تطوير كليات ومعاهد ومدارس الفنادق والسياحة وفق أحدث المستجدات، حتى نجد أمامنا كوادر مؤهلة للعمل السياحي والفندقي على أعلى مستوى ممكن؟
السؤال الرابع: هل من سبيل من استثمار التقنيات الحديثة، والعمل على رقمنة كل الخدمات السياحية، التي تيسر على السياح ولا تسمح له بالتعامل مع موظفين غير مؤهلين؟.
السؤال الخامس: أين فرص التطوع بين الشباب فيالمجالات السياحية، وذلك في سياق خدمة وحماية السياح من إمكانية تعرضهم لحوادث النصب أو السرقة أو التحرش؟.
فمصر بمكانتها وحضارتها تستحق أن نهتم برسم موقعها على خريطة السياحة العالمية، وحينما نتحدث عن السياحة في مصر نعني السياحة التاريخية والترفيهية والدينية والعلمية والساحلية والفنية. و كلها تؤكد أنه يجب أن تتبوأ مصر مكانة خاصة في خريطة السياحة العالمية.