السيد الدمرداش يكتب: أمير فهيم فارس الإعلام السياحي
في مصر تناقضات مثيرة للإهتمام، شخصياُ لا أجد تفسيراً لها سوى، خللاً مجتمعياً أصابه، علماء الإجتماع تطرقوا لها في ابحاث ودراسات علمية، حبيسة الإدراج، نتناسى جميعاً اصحاب الفضل وإن أخطأوا، عندما بدأ النشاط السياحي في مصر كان الشاب أمير فهيم يعمل في الإذاعه المصرية مقدم برامج، كانت صوت الشعب بكل موجاتها اللاسلكية.
قرر الشاب أمير فهيم والمذيع بالإذاعة المصرية تقديم برنامج شهير، بعنوان “دنيا السياحة” كان يتناول فيه الظواهر المجتمعية حول قضايا السياحة في مصر، وتطورات النشاط السياحي وكان له جمهوره ومحبيه في مصر والعالم العربي، عندما كان الارسال الأذاعي له محبيه وجمهوره من الشعوب العربية.
فلا وسيله للتواصل والتعرف على أخبار مصر وشعبها سواه, كانت الإذاعة المصرية تلعب دوراً هاماً في التواصل والتثقيف لشعوب المنطقة العربية، ٱثرت سياسياً وأقتصادياً وثقافياً وأجتماعياً.
لعب أمير فهيم دوراً عظيماً في الإعلام السياحي المصري والعربي وأسس مع رفاق له جمعية الكتاب السياحيين لتكون منبراً للتواصل مع القطاع السياحي المصري والعربي، وأسس معرضاً سياحياً في مصر كان الهدف منه التواصل مع دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وشهد إقبالاً كبيراً في السنوات الأخيرة.
خلافات مع شخصه ساهمت في توقف هذا المعرض الذي كان بمثابة بورصة لدول حوض البحر الأبيض المتوسط في مصر، رغم أن الشركة المنظمة مازالت تقيمه في تركيا حتي تاريخه.
لم يكن “فهيم” مذيعاً ولا رجل اعمال ولا شخصية مؤثرة، بل كان مواطناً مصرياً محباً للوطن، يؤمن بقضاياه ويتٱثر بأوجاعه، كان نموذجاً فريداً للصدق، والوطنية، له قصص كثيرة مثيرة للإهتمام، إنزوي بسبب مرضه، تناساه رجال القطاع السياحي بلا مبرر، في ظاهرة غير مسبوقة مثل كثيرون سنتطرق لهم في مقالات سابقة.
في ظني أن هذا جزء من تخلفنا عن الركب، لا أحد يكمل ما بدأوه الٱخرون بل ينسف كل إنجازاتهم، لا توجد استراتيجية واضحة، يعمل من خلالها الجميع ويلتف حولها، لا توجد رؤي مهنية ثابتة، المتغيرات تسكن فينا حتي تنكرنا لأنفسنا.