العلاقات المصرية – الموريتانية تواصل دائم على مر التاريخ
على عيسى
تتسم العلاقات المصرية – الموريتانية بالتميز المتواصل على مر التاريخ، حيث تحرص مصر على تعزيز التعاون الاقتصادي مع موريتانيا في مختلف المجالات، وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات، خاصة في قطاعات الصيد البحري والزراعة والثروة السمكية والحيوانية وصناعة الدواء.
بدأت العلاقات المصرية الموريتانية في يوليو 1963 قام أول وفد رسمي موريتاني بزيارة مصر، بدعوة من حكومتها ليكون ذلك بداية العلاقات بين البلدين، كما لعبت مصر دورًا هامًا وفعالًا فى تسوية الخلاف الذى نشأ بين موريتانيا والسنغال فى عام 1989 م عبر توقيع اتفاقية سلام بين البلدين بوساطة مصرية فى عام 1992.
شهدت العلاقات بعد عام 2013 تطورًا لافتًا وجهدًا ملحوظًا، حيث تعددت التحركات على مستوى القيادات بين البلدين من أعلى مستوى إلى المستويات التي تليها، من خلال الزيارات المتبادلة.
وتعد العلاقات بين مصر وموريتانيا علاقات ثنائية تجمع بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وتعود جذور هذه العلاقات إلى فترة استقلال موريتانيا في عام 1960، تاريخيًا، كانت مصر تلعب دورًا مهمًا في دعم موريتانيا في مجال التنمية والتعليم والصحة والزراعة، وقدمت مصر مساعدات مالية وتقنية لموريتانيا وأيضًا قدمت فرصًا للتدريب للطلاب الموريتانيين في الجامعات المصرية.
في الجانب السياسي، تشهد العلاقات بين البلدين تواصلاً وتعاونًا وثيقًا في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، حيث تعمل مصر وموريتانيا على تعزيز التعاون في إطار المنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.
من الناحية الاقتصادية، تتميز العلاقات التجارية بين البلدين بنمو مستدام، تستورد موريتانيا بعض المنتجات المصرية مثل الأدوية والأغذية والمنتجات الصناعية، بينما تصدر مصر إلى موريتانيا العديد من المنتجات مثل الحبوب والأدوات المنزلية والملابس، هناك أيضًا تعاون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، حيث يعمل البلدان سويًا لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة.
تظل علاقات مصر وموريتانيا، تتطور وتتعمق بمرور الوقت، وتستند إلى المصالح المشتركة والتعاون في مختلف المجالات/هناك أيضًا تعاون بين مصر وموريتانيا في مجالات أخرى مثل الثقافة والتعليم والسياحة. يتم تبادل الزيارات الثقافية والفنية بين البلدين، وتُعقد المعارض والمؤتمرات المشتركة لتعزيز التفاهم الثقافي بين الشعبين.
كما توفر مصر فرصًا للطلاب الموريتانيين لمواصلة دراساتهم العليا في الجامعات المصرية، وتُعد المنح الدراسية والبرامج التعليمية المصرية فرصة للشباب الموريتاني للحصول على تعليم عالي في مجموعة متنوعة من التخصصات.
يجذب الموريتانيون أيضًا إلى مصر للسياحة وزيارة المعالم الثقافية والأثرية الشهيرة مثل الأهرامات ومعابدها ومتاحفها، ويسهم السياح الموريتانيون في دفع القطاع السياحي في مصر وتعزيز الروابط الثقافية والتبادل الثقافي بين البلدين.
علاوة على ذلك، تعمل مصر وموريتانيا معًا في إطار التعاون الإقليمي والقضايا الإنسانية والتنموية في إفريقيا. يتشارك البلدان نفس الرؤية فيما يتعلق بتحقيق التنمية المستدامة ومكافحة الفقر وتعزيز السلم والاستقرار في المنطقة.
تجمع العلاقات المصرية – الموريتانية بين الحكومتين والشعبين، وتتسم بالتعاون والتفاهم المستمرين. يتم تعزيز هذه العلاقات من خلال زيارات رسمية ولقاءات بين المسئولين من البلدين، مما يعزز العلاقات الثنائية ويعمق التعاون المشترك لمصلحة الشعبين.
الزيارات المتبادلة:
فى عام 2014، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بنيويورك، الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، استعرض الجانبان تطورات الأوضاع في ليبيا، وانعكاساتها السياسية والأمنية على دول الجوار الليبي.
وفى عام 2015، قام الرئيس الموريتاني السابق، بزيارة لمصر لحضور القمة العربية في دورتها الـ 26، استقبله خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وشارك الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، وقام الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز بزيارة إلى مصر التقى خلالها مع الرئيس السيسي، حيث تناولت المباحثات سُبل دعم العلاقات الثنائية بين مصر وموريتانيا وتعزيز التنسيق في القضايا الإقليمية.
وفى عام 2017، قام محمد ولد عبد العزيز رئيس موريتانيا السابق على رأس وفد بزيارة لمصر للمشاركة في فعاليات منتدى شباب العالم
وفى عام 2020 ، تلقي الرئيس عبدالفتاح السيسي، اتصالاً هاتفياً من الرئيس محمد ولد الغزواني، رئيس الجمهورية الموريتانية، تناول الاتصال تناول التباحث بشأن تعزيز التعاون الثنائي المشترك بين البلدين الشقيقين، خاصةً على الصعيد العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وزيادة الاستثمارات البينية.
التعاون الاقتصادي بين البلدين
تشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين تطوراً في مجالي التجارة والاستثمار ومواصلة العمل لتعزيز التبادل التجاري والتدفقات الاستثمارية بين البلدين، من خلال توفير البيئة القانونية المواتية وبناء الشراكات بين الفاعلين في المجالات التجارية والاستثمارية سواء على المستوى الرسمي أو القطاع الخاص.
كما يعمل البلدان على إنشاء أول مجلس مشترك لرجال الأعمال المصريين والموريتانيين وتعزيز التعاون الاقتصادي فى مجال الصيد والثروة السمكية والزراعة والثروة الحيوانية والدواء والمبادلات ومواد البناء، وذلك للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بما يخدم البلدين.
وهناك بالفعل تعاون قائم بين رجال الأعمال فى البلدين والذى بدأ يتجسد من خلال الشراكة حيث توجد اليوم ما بين أربع وست شركات موريتانية مصرية للصيد البحرى وهذه الشركات هى أولى شراكة ثنائية بين البلدين، كما يتم إيفاد خبراء مصريين فى مجال المزارع السمكية و تدريب بحارة موريتانيين على الصيد التقليدى وصيد الأعماق.
فى 3/4/2016 أقيمت مراسم توقيع 6 اتفاقيات ومذكرات للتعاون المشترك في مجالات ( التعاون البحرى – الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية – البرنامج التنفيذى للتعاون الثقافى للفترة من 2016 الى 2019 – التعاون فى مجال الثروة الحيوانية – مذكرة تفاهم بين وزارة الصحة والسكان المصرية ووزارة الصحة الموريتانية للتعاون فى مجال الصحة والدواء- بروتوكول للتعاون الثنائي فى مجال النفط والمعادن- وقع كل من الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية وغرفة التجارة والصناعة والزراعة الموريتانية اتفاقية تعاون تمثل إطاراً قانونياً لفتح آفاق الاستثمار المشترك ودفع التبادل التجارى، وتمهد لإقامة مجلس مشترك لرجال الأعمال المصريين والموريتانيين.
– في 22/3/2017، قدمت مصر 6 منح تدريبية لتأهيل الكوادر الموريتانية، للتدريب بالمركز الدولي للزراعة في مجالات المياه والأراضي، وإدارة المزارع السمكية، وإنتاج وصحة الحيوان، وذلك في إطار تعزيز سبل التعاون الزراعي المشترك بين البلدين.
كما تفتح موريتانيا أبوابها أمام رجال الأعمال والمستثمرين المصريين بحكم إمكاناتهم وخبراتهم الكبيرة وهناك يوجد شركات مصرية تعمل بالفعل في مجال رصف الطرق في موريتانيا.