بالأدلة التاريخية، جبل التجلي.. هنا كلم موسى ربه
نجوى سليم
ظهرت مؤخراً شائعات حول منطقة جبل التجلي الأعظم بمحافظة جنوب سيناء وكان أبرز هذه الشائعات هو تغيير أسم مدينة سانت كاترين إلي جبل التجلي الاعظم و التشكيك حول حقيقة هذا الجبل وأنه ليس الجبل الذي كلم الله موسي عليه ،و نشر الكيان الاسرائيلي تقرير في صحيفة هآرتس الإسرائيلية حول الجبل الذي كلم الله موسى عليه السلام وذكر أنه جبل اللوز بالسعودية في منطقة تبوك و التي يفترض بناء مدينة نيوم السعودية ، وتمتلك إسرائيل استثمارات بها ولذلك تقوم بالترويج للسياحة الدينية بها، و رداً على هذه الادعاءات التقرير التالي يرصد الحقيقة الكاملة
تغيير اسم مدينةسانت كاترين إلي جبل التجلي
خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة و التاريخ و الآثار الذي قال إن تغيير اسم المدينة من سانت كاترين إلي جبل التجلي غير صحيح، وقد أصدرت محافظة جنوب سيناء بيانا جاء فيه أنه لم يصدر أي قرار بتغيير اسم المدينة وأن ما قيل ليس إلا شائعات و تغير الإسم مرفوض تماما لأنه جزء من هوية المكان وقد تم إدراج سانت كاترين ضمن التراث العالمي بهذا الإسم.
وأكد أن الموقع الحقيقى لجبل سيدنا موسى في سيناء ،وهو أثر دينى يصعد إلى قمته الملايين لينالوا بركة هذه البقعة المقدسة ويعد من أهم أنماط سياحة روحانية بالعالم ،و تحاول عدة دوائر سلب هذه القيمة الكبرى عن مصر عبر السنوات الماضية ،فقد نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية أن نبى الله موسى قد كلم ربه في الأردن وليس مصر في جبل نافو ، ثم نشرت صحيفة ” جيروزاليم بوست” الإسرائيلية نقلا عن العالم الإسرائيلى عمانويل أناتى أن جبل موسى هو جبل “كركوم” فى صحراء النقب ،كما ذكر العالم الإسرائيلى تسيفى إيلان أن جبل موسى فى سيناء ولكن فى منطقة سرابيط الخادم و أخيرا ادعاءات انه هو جبل اللوز في السعودية ،وكل هذا يؤكد أن الغرض من هذه الادعاءات مجرد إبعاد وجود الجبل عن موقعه الحقيقي بالوادى المقدس طوى لأغراض أخرى
الجبل المقدس و خط سير رحلة نبي الله موسى
وتابع أن رحلة خروج بني إسرائيل في سيناء ومحطات الخروج بها تبدأ بعيون موسى حيث تفجرت الإثنى عشرة عينًا ثم منطقة سرابيط الخادم حين طالبوا من نبى الله موسى أن يجعل لهم إلهًا ثم منطقة الطور المشرفة (موقع طور سيناء حاليًا) التي عبدوا فيها العجل الذهبى وهي منطقة قريبة من البحر و تم نسف العجل بها كما ورد بالقرآن الكريم ،ثم جبل الشريعة حيث تلقى نبى الله موسى ألواح الشريعة ،وقد انتقل بنى إسرائيل إليه عبر وادي حبران من طور سيناء إلى الجبل المقدس بالوادى المقدس طوى “منطقة سانت كاترين حاليًا” ، وكل ذلك يتفق مع موقع الجبل المقدس و خط سير الرحلة وهي المحطة الرابعة التي تشمل جبل الشريعة وشجرة العليقة المقدسة الذى ناجى موسى ربه بها وهى المنطقة الوحيدة بسيناء التى تحوى عدة جبال مرتفعة فوق مستوى سطح البحر
و أضاف ريحان, أنه يوجد أدلة أخري عن طعام بنو إسرائيل في المحطة الرابعة رحلة نبي الله موسى ،حين طلب بنو إسرائيل طعام آخر بعد أن رزقهم الله بأفضل الطعام بنص القرآن المن و السلوى ،و المن وطعمه كالعسل ويؤخذ من أشجار الطرفا القريبة من الوادى المقدس حاليًا وهناك منطقة كاملة بهذا الإسم أمّا السلوى فهو شبيه بطائر السمان المتوفر في سيناء ، ودليل آخر هام وهو معجزة في حد ذاتها دخل هذه البقعة المباركة، وهو شجرة نبات العليق الذي لا يوجد فى أى مكان بالعالم سوي في سيناء وهو لا يزدهر ولا يعطي ثمار وفشلت محاولات إنباته فى أى مكان بالعالم مما يؤكد أنها الشجرة التى ناجى عندها نبى الله موسى في رحلة الاولي مع أسرته.
أشهر أديرة العالم فى القرن السادس الميلادي
وأشار ريحان، إلى وجود تأكيد أثري آخر يرجع إلي الإمبراطور “جستنيان ” حين بنى بهذه البقعة أشهر أديرة العالم فى القرن السادس الميلادي وأطلق عليه دير طور سيناء ومازال ختم مطران الدير حتى الآن باسم دير طور سيناء والذى تغير اسمه إلى دير سانت كاترين وأكدت اليونسكو عام 2002 وجود الجبل والشجرة بهذه البقعة و سجلت المنطقة التي تضم الجبل والدير كمدينة مقدسة
وفي السياق ذاته أكدت أدلة أخري من خلال تأكيدات تاريخية من الأثري الدكتور أحمد مصطفى شرف الدين، الذي يؤكد أن الشواهد التاريخية و المصادر و المراجع جميعها ذكرت جبل الطور و كذلك القرآن الكريم و حديث نبي الله محمد “أتيت إلي أخي موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي ” وقد أثبت العلماء الجيولوجيا أن منطقة الكثيب الأحمر في طور سيناء
وأضاف ، أن مكتبه الدير تضم أكثر من ثلاثة آلاف مخطوط و تضمنت الديانات الثلاث أهمها الإنجيل السرياني وهو أقدم نسخة إنجيل في العالم و التوراة اليونانية من القرن الرابع و العهدة النبوية و جميعهم أكدوا أن جبل الطور في سيناء
وأشار أن إسرائيل تسعى منذ الإحتلال الإنجليزي على مصر عن طريق مؤسس الحركة الصهيونية “تيودور هرتزل” إلى الاتفاق مع الجانب الإنجليزي على الاستحواذ على سيناء وخاصة جبل الطور نظراً إلي أهميته و فشلت في ذلك وتكرر المحاولة الآن عن طريق بث فيديو ترويجي بأن جبل التجلي الأعظم بالسعودية ، مشددا على أن السبيل إلي وقف كل هذه المحاولات الفاشلة هو تعمير سيناء الغالية و علي رأسها مشروع جبل التجلي الأعظم الذي يهتم به الرئيس السيسي،و الذي سوف يغير وضع سيناء على الخريطة السياحية العالمية.