[ الصفحة الأولى ]سفر وطيران

شركات الطيران تستعد للطلب المتزايد بمنطقة الشرق الأوسط

ارتفع الطلب بقوة على وقود الطائرات في منطقة الشرق الأوسط خلال فترة عطلة عيد الفطر مع استعدادات شركات الطيران بالمنطقة لزيادة الإقبال على السفر الجوي. إلا أن وفرة المعروض من المشتقات، بخاصة وقود الطائرات (الكيروسين)، منذ مطلع هذا العام قد تحد من أي ارتفاع في الأسعار حتى مع زيادة الطلب نتيجة السفر في عطلة عيد الفطر.

ومع إقبال شركات الطيران على شراء وقود الطائرات مع زيادة الاستهلاك سيشهد الطلب زيادة كبيرة عليه في الأسابيع المقبلة بحسب تقديرات تقرير من “غلوبال كوموديتيز إنسايتس” التابعة لمؤسة “ستاندرد أند بورز”. لكن المتعاملين في سوق المشتقات يرون أن زيادة الإنتاج من المصافي خلال الفترة الماضية لن تؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

وبحسب مصادر السوق التي اعتمدها التقرير، زاد الطلب الإقليمي على وقود الطائرات في الفترة من منتصف أبريل (نيسان) الحالي إلى الأسبوع الأول من مايو (أيار) مع تقدير شركات الطيران زيادة كبيرة في أعداد المسافرين خلال عطلة العيد.

وتحسنت سوق السفر الجوية في المنطقة بالفعل خلال الفترة الأخيرة ما جعل الطلب على وقود الطائرات يعوض التراجع الكبير في فترة أزمة وباء كورونا. وبحسب أرقام المبادرة المشتركة لبيانات المؤسسات في السعودية ارتفع استهلاك وقود الطائرات في فبراير (شباط) الماضي بنسبة 22.3 في المئة بمعدل شهري، وارتفع بمعدل سنوي بنسبة 113.6 في المئة. وهكذا وصل استهلاك وقود الطائرات إلى أعلى مستوى له في 42 شهراً ليصل إلى 408 آلاف طن متري. وكان أعلى استهلاك لوقود الطائرات في السعودية من قبل في أغسطس (آب) من عام 2019 عندما وصل إلى 467 طناً مترياً.

وقبل فترة عطلات عيد الفطر أعلنت “طيران الإمارات”، أكبر شركات القطاع بالمنطقة عن إضافة 38 رحلة إلى رحلاتها في دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط بشكل عام لمواجهة الزيادة في أعداد المسافرين. وتوقعت الشركة أن يصل عدد المسافرين في فترة عطلات العيد وبداية الصيف أكثر من 100 ألف مسافر. لذا زادت عدد رحلاتها إلى الرياض والدمام وجدة والمدينة والكويت وبيروت خلال الشهرين الحالي والمقبل.

كما تتوقع مطارات أبو ظبي أكثر من 500 ألف مسافر ترانزيت خلال فترة نهاية شهر رمضان وعطلة عيد الفطر. ذلك مع قيام 2800 رحلة طيران في الفترة من 15 إلى 23 أبريل تخدم 105 وجهات في 57 بلداً.

كان أحدث تقرير لاتحاد النقل الجوي العالمي أظهر أن شركات الطيران في دول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط شهدت زيادة في السفر الجوي الدولي خلال فبراير بلغت نسبته 75 في المئة. وهكذا وصلت أعداد المسافرين في المنطقة الشهر قبل الماضي إلى نسبة 95.4 في المئة من معدلات أعداد المسافرين ما قبل أزمة وباء كورونا.

بعدما بدأت أسعار وقود الطائرات العام الحالي بوضع جيد أخذت في التراجع لتشهد انخفاضاً خلال الربع الأول من 2023. فرغم زيادة الطلب أدت وفرة المعروض من إنتاج المصافي إلى انخفاض علاوة التكرير، وهي الزيادة في أسعار المشتقات النفطية عن سعر برميل النفط الخام في السوق.

وانخفضت الأسعار بوضوح هذا الشهر رغم ارتفاع الطلب، كما تشير بيانات “بلاتس”. فمن علاوة تكرير لبرميل وقود الطائرات مقارنة مع سعر خام دبي الفوري عند 34 دولاراً بداية العام إلى 12.54 دولار للبرميل بنهاية تعاملات الأربعاء 19 أبريل. أي إن أسعار الوقود انخفضت بنسبة 63.1 في المئة منذ بداية العام. بينما انخفضت علاوة التكرير مقابل خام الخليج العربي بنسبة 41.6 في المئة خلال تلك الفترة منذ بداية العام حتى الآن لتصل إلى 4.29 دولار للبرميل.

وأرجع المحللون ذلك إلى زيادة المصافي إنتاجها من وقود الطائرات منذ بداية العام مع توقعات زيادة هائلة في السفر والشحن الجوي. إلا أن تعافي قطاع الطيران في آسيا خلال تلك الفترة لم يكن بالقوة المقدرة سلفاً. وأدى ذلك إلى فائض معروض مقابل الطلب في السوق.

في أحدث تقاريرها عن سوق النفط بالشرق الأوسط توقعت “ستاندرد أند بورز غلوبال” استمرار قوة الطلب على وقود الطيران في الربع الثاني من هذا العام. وأضاف التقرير، “سيواصل الطلب على وقود الطائرات الارتفاع ليزيد بمعدل 63 ألف برميل يومياً، أي بنسبة سنوية 8.1 في المئة خلال الربع الثاني ليصل إلى 476 ألف برميل يومياً. ومن المرجح أن يرتفع الطلب على الوقود في منطقة الشرق الأوسط بمعدل سنوي بنسبة ثلاثة في المئة خلال الربع الثاني من هذا العام”.

من المتوقع أن يؤدي انخفاض الأسعار إلى زيادة شراء شركات الطيران وقود الطائرات الآن، خصوصاً مع انخفاض الأسعار بما يقارب نسبة 10 في المئة من أكثر من 106 دولارات لبرميل وقود الطائرات في الربع الأول إلى نحو 96 دولاراً حالياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى