[ الصفحة الأولى ]منوعات

معاناة خفية تحول الطائرات إلى “مقابر جوية”!

حول المحققون في حادثة تحطم رحلة الخطوط الجوية الهندية رقم 171 انتباههم إلى التاريخ الطبي للطيار، وسط مخاوف من أنه ربما كان يعاني من مشاكل صحية عقلية في وقت الكارثة.

وكان الكابتن سوميت سابهاروال، الذي تخطت خبرته 15 ألف ساعة طيران، يقود طائرة “بوينغ 787 دريملاينر” عندما سقطت في منطقة سكنية بأحمد أباد، ما أسفر عن مقتل 241 شخصا من أصل 242 على متن الطائرة.

وكشف تقرير أولي صادر عن السلطات الهندية عن إيقاف مفاتيح التحكم في تدفق الوقود للمحركين بعد وقت قصير من الإقلاع، ما تسبب في فقدان الطاقة وتحطم الطائرة.

وأشارت تحقيقات مكتب التحقيق في حوادث الطائرات الهندي إلى وجود حوار بين الطيارين حول من قام بإيقاف الوقود، مع إنكار متبادل بينهما.

وتزامنت هذه النتائج مع تقارير عن أن الكابتن سابهاروال كان في إجازة حداد بسبب وفاة والدته ويعاني من الاكتئاب، ما أثار تساؤلات حول مدى فعالية الإجراءات المتبعة لفحص الصحة النفسية للطيارين.

وقد حذر رئيس الخطوط الجوية الهندية من التسرع في استخلاص النتائج، مؤكدا أن التحقيقات ما زالت في مراحلها الأولى.

وأعادت هذه الحادثة إلى الأذهان كوارث طيران سابقة مرتبطة بمشاكل نفسية لدى الطيارين، أبرزها حادث الخطوط الجوية الألمانية (جيرمان وينغز) عام 2015، حيث تحطمت الطائرة عمدا بيد مساعد الطيار أندرياس لوبيتز الذي كان يعاني من اضطرابات نفسية. وقد كشفت التحقيقات لاحقا أن لوبيتز أخفى حالته المرضية عن شركة الطيران، رغم تشخيصه باضطرابات نفسية جسدية وذهان محتمل قبل أسابيع من الحادث.

وفي السياق العالمي، تشير إحصاءات إلى أن 4-8% من الطيارين يفكرون في الانتحار، وهي نسبة تماثل عموم السكان، بمعنى أن الطيارين ليسوا أكثر عرضة لأفكار الانتحار من غيرهم.

ورغم إلزامية الفحوصات الطبية الدورية للطيارين، إلا أن الخوف من فقدان الرخصة يدفع الكثيرين لإخفاء مشاكلهم النفسية. دراسة أمريكية عام 2022 كشفت أن 56.1% من الطيارين المشاركين تجنبوا الرعاية الصحية خوفاً على وظائفهم.

وبعد حادث “جيرمان وينغز”، ظهرت مقترحات لتحسين أنظمة السلامة، منها تعديل تصميم أبواب قمرة القيادة لمنع عزل الطيارين، لكن السلطات حذرت من أن هذا قد يسهل عمليات الاختطاف.

كما أثيرت شكوك حول دور العوامل النفسية في اختفاء الرحلة MH370 عام 2014، رغم عدم وجود أدلة قاطعة.

وفي هذا الإطار، دعا خبراء مثل الكابتن ديف فيلدينغ، رئيس التحالف الدولي للمساعدة المتبادلة في الطيران، إلى تعزيز برامج دعم الصحة النفسية للعاملين في القطاع. وأكدت الجمعية الملكية للطيران في تقرير حديث على الحاجة لنظم أفضل للوقاية من المشاكل النفسية قبل تفاقمها.

ورغم التقدم المحرز، يقر الخبراء بأن الطريق ما يزال طويلا لخلق بيئة تشجع الطيارين على طلب المساعدة دون خوف من العواقب الوظيفية.

وتواصل منظمات مثل IPAAC تطوير برامج دعم الأقران لتوفير مساعدة سرية وفعالة للعاملين في هذا القطاع الحساس.

المصدر: ديلي ميل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى