إحالة للأرشيف

التونسية وفاء بوعتور.. “شهرزاد الشعر العربى”

ـ أواجه إرهابًا فكريًا لوأد أعمالى من قبل المتشددين

ـ أعمالى رؤية أدبيّة نادرة الحدوث والتكرار لقضايا الحب

حاورها ـ ممدوح فراج كوكب:

وفاء بوعتور، شاعرة تونسية رصينة، قدوتها فى محيط العمل الادبي”الروائي المصري إدوار الخراط”، تقيم في مدينة “تونس” وتعمل بالتدريس، لديها جرأة في كتابة الشعر العربي بأنواعه “الوصف، الغزل والهجاء، المديح، الفخر، الرثاء”.

وكما كان للغزل نصيب الأسد في الشعر العربي القديم من ذكر المرأة، وأيام اللقاء، والحب الذي يجمع الشاعر بحبيبته، جعلت وفاء بعتور للغزل نصيبًا أكبر في كتابتها، فكانت أشعارها غزلًا عفيفًا وحنينًا صادقًا، وبعضها الآخر غزلًا ظاهرًا ووصفًا للمرأة وجسدها، يتوقف أمامه كثيرون رافضين له. يقول جبران خليل جبران: “إن السجين المظلوم الذى يستطيع تهديم جدران سجنه ولا يفعل يكون جبانًا”

لقد كسرت .. وفاء بوعتور “التابو” والمحظور وحطمت جدران السجن، وأطلقت العنان لـ”نهديات السيدة واو”  و”سلوم”.

فعلت ذلك كاشفة عن امرأة صاحبة إرادة لا تقهر”.

لكنها اختارت الطريق الوعرة، ناحية الغزل الصريح، لتنضم إلى صفوف عربيات حطمن التابوت المقدس وفككن قيوده، فالكاتبة المصرية نوال السعداوي، تناولت “المرأة والجنس” في كتابها هذا، ولم تقف عند حد المعرفة.

وفى السطور التالية، نستعرض معكم كتابات وفاء بعتور، وفكرها الأدبي من خلال هذا الحوار:

ـ ما الذي تحلم به وفاء بعتور في ساحة الأدب؟

أحلم بمستقبل واعد بين الأديبات العظيمات اللائي لهن في الحرف نصيب وافر كـ “تماضر، الخنساء، وولادة بنت المستكفي، و مي زيادة، وفدوى طوقان، ونازك الملائكة، وآسيا جبار، وغادة السمان، وما رجريت ميتشل، وفيرجينان وولف، وأجاثا كريستي، وسيمون دوبوفار” وغيرهن الكثيرات. ـ ـ هل كان للشعر دور في تشكيل شخصيتك؟

– اللّغة موطن الرّوح كما يعتبرها “الفيلسوف الألماني “هايدجير”، والروح من أمر ربي، ونحن نولد في خلْجَة الحرف وللقريض فضلٌ كبير في تشكيل جبلتي الفنية، فأنا ترعرعٌت، واستعرتُ من وجوه الشعر فحولة قلمي و لهفة عشاقي وموسيقاي وقهوتى وإدمانى وطقوسى.

ـ ومن صاحب انطباعاتك الأولى فى ساحة الشعر؟

معلمى الأول الذى له خالد الأثر في لوح طيني وذاكرتي وتكويني؛ أبي العظيم فتحي بن عبودة بوعتور، كان عَلما ومدرسة، بحجم بستان أمرح فيه حتى كعبت لي خوختان شاعرتان تفتق عنهما “نهديات السيدة واو”، فسلام على أبي، وسلام على الشِعر في كل آن وثوب وأوطان.

ـ نشرتِ ديوانك “نهديات السيدة واو” فأحدث موجة من الجدل، و اتهامك بطرح خطاب حافل بالإيحاءات الجنسية؟

أتعرض لحملة هجوم شعواء انتهت بغلق حسابي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، بعد عدة بلاغات من قبل المتابعين، والديوان أثار ضجة كبيرة، بدءً من غلافه إلى منتهاه.

ومتى بدأت هذه الضجة؟

منذُ إعلاني عن هـذا الديوان الشعري الجديد ومشاركتي في معرض تونس الدولي للكتاب، تداول رواد “مواقع التواصل الاجتماعى” تغريدات تنتقد الكتاب، أثارت ضجة في تونس والعالم العربي بالرغم من أنه رؤية أدبية متفردة ونادرة التكرار.

 ولماذا كل هذه الضجة من وجهة نظرك؟

المعارضون ـ اعتبروا ما أكتبه نوع من خدش الحياء والإسفاف الذى لا قيمة له، ولا ينتمى للشعر ولا للأدب فى شيء، والمؤيدون ـ دافعوا عن الديوان واعتبروه إبداعًا حقيقيًا محملًا بالجمال الرمزي، بغض النظر عن الموضوع الذي يتناوله، و مهاجمو الإبداع دائمًا يتشدقون عن جهل.

 ـ هناك تناقض واضح في تصميم الغلاف فصورتك بالحجاب ومضمونه شعر غزلى؟

بالعكس هناك انسجام كبير بين جرأة العنوان ومنصة الغلاف ومحتواه، وحتى لا يحيد أصحاب النفوس المسجونة فى اللاهوتيات ومدعوا الأخلاقيات عن أدبيات “النقد الحر” وجب التذكير بأن صورتى بحجاب أو بغيره، متى حطت رحالها على مطار كتاب يُفترض أنها قد تحولت من الذاتية إلى “لوحة فنية مستقلة الهوية والأجنحة والقراءات”.

لماذا سُمي هـذا الديوان بهذا الاسم وما سر حرف الـ “واو”  و هو أول حروف اسمكِ؟

بنات أفكاري هن من رشحن الحرف الأول في اسمي استجابة لمعاهدة أمومية وقعها “الوفاء والعرفان والتبجيل والإعجاب وسددتها اللغةُ الشفاه”، أما خلفية اختيار “نهديات” فعائد لاشتغالى على “النهد” غرضًا صوريا ومادة شِعرية مبنية على الانزياح الإيحائي والمراوغات.

 ـ وما ردك على المنتقدين لغلاف ديوانك ويعتبرونه خادشًا للحياء؟

غلاف الكتاب صارخ بالجمال ومشاعل الحرية وسحر الانطلاقات المغايرة ولذاذة الاختلاف والتجديد البهيج المؤذن بانبجاس كائن أدبى جسور تمرد على النمطيات وجبروت الموروثات ومحنطات أحكامها الجنسانية والتعليبية البائسة، و هتك هيبة الضاد والتعري من المجازتتوقع منه أن يخدش حياء القرّاء، وأنا أزعم أن مجموعتي الشعرية المعنونة بـ”نهديات السيدة وأو” أرخبيل من تلاطم المجازات البكر ومطلق التأويلات، فعن أى حياء يتحدثون؟ وبأي جهل يتشدقون؟!

ـ وكيف تردّين على أنك “تسعين إلى الشهرة والأضواء”؟

هذه تجربة شعرية خصوصًا في خندقة النّوع “نهديات السيدة واو” رؤية أدبية ناضجة الوعي متفرّدة، ونادرة الحدوث والتكرر لقضايا “الحب و الدين والسلطة والوطن والجمال والحرية والحياة والكونيات والجنس “، ولا يخطر لي أن أرد على من يعتبرني أنتحي هذا النهج في الكتابة على سبيل الشهرة والأضواء قبل أن أتأكد من قراءته للكتاب.

وما إمكانية تحرك بعض المتطرفين ضدك أو منعك من الكتابة؟

صدر العدد الثاني من الديوان عن دار المغاربيّة للطباعة وأشهر الكتاب، وبرقم دولي تونسي رسمي وقانوني الصبغة، لكن أعتقد أن ترويجه هو الصعب في ظل تسلط وتغول وتسيد بعض العصابات الثقافية البراجماتية على الساحة الثقافية العربية، وإمكانية استهدافي من بعض المتطرّفين وارد وبقوة إذ وردني منذ تنزيلي لغلاف “منجزي الشعري الثاني” على جدار بيتي الافتراضي واندلاع الهجمات النارية والنابية تهديدات معلنة وسرية بالتحرش والمضايقات والعنف المادي والطرد من الفضاءات الثقافية العامة كالمهرجانات والندوات والمعارض.

ـ ماذا عن نهديّات السيدة واو “قناعةً” “الشّهرة” ؟

– نهديات السيدة هى إشراقات شعرية طلائعية تتخطىى عتبة القناعة الشخصية الفنية إلى مصاف العقيدة الجماليّة الراسخة في محمولها الفلسفي الكونيّ المفتوح ولأنّه لا يشفي غلتي عاشق واحد متملك، فقد لبِست بدمي نهد الضاد وأبيت إلا أن أسكب المجازات صرفا في أفئدة المريدين٬ أما الشهرة فقد أتتني منقادة إلى تجرر أذيالها ولم تكُ تصلُحُ إلّا لي ولم أك أَصلُح إلّا لها، وليغفر لي صاحب الزهديات انتحالاتي.

ـ هل يتحول الشعر إلى رحلة شهوانية متناقضًا مع مفهوم “قدسية وطهر القصيدة” كما يراها البعض؟

– أرى أن هذا الاعتقاد المبني على مسلمة مبدأ التناقض بين فلسفة الشعر والتيمة المعالجة لا تتكشّف إلا بدراسة داخل اللغة، والرّؤيا الجماليّة الخلّاقة جوهر جودته وقداسته ونورانيته، وأنا من دعاة نظريّة براءة الجسد، بما هو دَورق شفاف لحمل خمرة المعنى فاخرجوا معي من ضيق أجسادكم إلى ضفاف جمالياته الفنية.

 ـ هل “الشعر الإباحى” نوع من أدب “التنفيس” فى المجتمع العربى؟

– لاشكّ أن الشعر الإباحي يؤسس لأدب”التنفيس” فى المجتمع العربي، تنفيس المكبوتات والمكنونات واللاشعور والعذابات والعقد النفسية والأحلام والخيالات والاستيهامات، وهو تصعيدات وإسقاطات وتعويضات وإشباعات و لحظة تخفّف حرّ عبء وتراكمات الجسد والمجتمع والدّين والتقاليد والموروثات.

ـ هل تكتبين قصائدك فى “لحظة إلهام”أم بعد بلوغ ذروة ما”؟

قصائدى هى التّي تكتبنى وقد جن بفيض النهد شِعري، ولكن أيَ نهدٍ ذاك الذّي يبزغ من حميا القريحة وشبق المجاز والفناء في حلاوة دفقة فنية سرمدية.

ـ ما الغرض الشعرى من استخدام “النهد” رمزًا لديوانك؟

أنا امرأة ممنوعة من التّداول، يريدون خفت صوتي وكتبي وفكري، ولو عاد بى الزمن للوراء سأكون أكثر تمردًا وثورة مما كنت في جميع مراحل حياتى، و أن أكون أكثر صراحة، وعدوانيّة، لأنّ العالم بات أكثر عدوانيّة، ونحن بحاجة إلى أن يتحدّث النّاس بصوت عالٍ ضدّ الظّلم”، فليس لدىّ أىّ محظورات في الكتابة ولا أخضع إلّا لسلطان رقابتي الذّاتيّة، ومنذ إصابتي بلوثة الأدب اخترقت الثّالوث المحجّر بمقادير متفاوتة في مجمل أعمالي المنشورة.

ـ وماذا عناوينك المنشورة؟

رواية “شالوم” صُنِفت سياسيّة، وجُمِّد طبعُها لثلاث سنوات وتعرّضت جرّاءها للتّهديد بالسّجن والقتل و”نهديّات السيدة واو” مجموعة شعرية أولى وثانية، والتي لا تزال منها قيد الكتابة بعد روايتي “روتاريا” ” و “آية صوفيا”

ـ لماذا كتاباتك ترتكز على التّابوهات؟

لا أعتقد في وجود حدود نهائية مغلقة بين التّابوهات، وكتاباتي الشعرية عامة تستحضر السياسي والديني وتستبطنه كمجموع قيم وأفكار ومبادئ ورؤى ومواقف تقييمية ونقدية مبطنة، ضمن دفقات نثرية تتزركش حسب أطر وأساليب وغايات توظيفها

* ما المفهوم اللغوي لديوانك “نهديات السيدة واو؟

الخامة اللغوية يتولد عنها تشكيلات وتنغيمات شعرية شائقة التجريب مشحونة بالترميز، يدور في فَلَكها العشق والأمومة والخصوبة والوطن والبعث ورقرقة الأجساد والخلود، وهكذا وهو وجه لـ”ديونيزيوس، أبوللّو، أفروديت، جلجامش” وغيرها من العناصر والرموز الأسطورية اليونانية والرومانية والفرعونية.

ـ تكتبين الرواية والشعر.. أين يتفوق إبداعك؟

يصعب حسم قلمي في حُكم التفوق بين الكتابة الروائية والشعرية  لإنّ الإجادة والفصاحة والشعرية والإحكام وخلق الجماليّات الفريدة الآسرة والحرف الحارّ لها سمات و في قلمى أجزم أنّني أملك قلما سَنِينًا وطابعًا دالّا على تميّز بالرّفعة الفنّيّة والسموّ.

ـ كيف يمكننا التّأكّد من أنّ هذا الإبداع لا يحمل فتنة خلف الستار؟

إنني أكتب بمجازية عالية الجُرأة متمكنة وشديدة الأسر حول النهد تُعنى بالمادي والباطنى والوجداني والفلسفي والإلهي في آن ومنه تنبجس طاقتي وميزتي وإضافتي وأحابيل بلاغتي المورقة، فمناخات الكتابة الشعرية عندي تنتقل من الجسد “مسكن الخطيئة” إلى الجسد “موطن الإبداع الصريح والصراعات والتّحليق الحُر وانتفاء الأزمان “وهي مرتبطة بالفضاء الإنساني المطلق وليست حِكرا على الجنسي، وحُقّ لي في هذا المقام أن ألمّح إلى استيائي واستنكاري من تلقيب الكثيرين لي بـ ” شاعرة الجنس” ، تماما كما حُصر سابقا نزار قبّاني في لقب “شاعر المرأة” رغم رحابة وفيض حرفه على هموم الوطن والقضيّة وغيرها، وقياسا فإنّ احتسابي على ما يُوصَّفُ بالشِّعر الإباحي – على لا محدوديّته وقداسته وشائكيّته – فيه جَورٌ على قلمي إذ أنا اجترحت لنفسي عالما شعريّا فذّا له أصالته وعبقريّته وابتداعاته وفردانيّته ونغماته ومكابداته وغوامضه ومفاتيحه يُجنّح معه “النّهد” في مستويات إيروسيّة وجوديّة صوفيّة من الوضاءة الإنسانيّة الشّاملة التي وإن نبّهت أو هيّجت في بعض من شواغلها غريزة الجنس الكامنة في الإنسان أو عمّقت الشّهوات الجسميّة وما يشعله ظمؤها من هلوسة في النّفس بلحظات الانفجار الحسّي فليس كهدف نهائيّ أو بأسلوب أدبيّ مكشوف دميم منفّر القُبح والعكارة والهُزال وإنّما في دربة فنّيّة عالية مغلّفة بضباب شعريّ عامر بالحرارة والطّزاجة والتّلوين يعانق الكُلّي والموج الأبديّ.

ـ لمن تدينين بالفضل أدبيًا؟

لا يفوتني أن أدين بالشُّكران- بخاصّة – لعملاق الأجيال وأب الحداثة وطِفل الربّ والجمال وأليف الرّوح إدوار الخرّاط الذّي سقاني من مدرسته وألقى بثماره على أدبي وأودعني من ألوهة حرفه وجسّر حواجزي إلى عوالم الإيروس والإنسان والجمال الرّاجحة لحقيقة الذّات وخفايا الأرواح والرّؤية الدّاخليّة، أستفهمكم على شفاه الكاتب المصري المُغتال فرج فودة ” لماذا المرأة لديكم مرتبطة بالفتنة… إن ابتسمت فهو الإغراء، إن ضحكت فهو الفجور، إن كشفت وجهها فهو السّفور، إنّ غنّت فهي الإثارة وإن تحدّثت بقول ليّن قالوا إنّها تخرجك من دينك ! أيّ عقليّات هذه ! ” من قال إنّ جسدًا متوفّز الذّكورة لا يشي بفتنة ما ؟ لماذا لا تطال سبّابة وأقفاص الاتّهام إلّا أعضاء النّساء؟ أليس في ذلك حيف وظلم وعنصريّة بيولوجيّة وفتنة طبقيّة أخطر وأنكى ؟ ألا آن لكم أن تخرجوا من مسخرة “الضّلع الأعوج ” والمرأة كائن ” ناقص الأهليّة الإنسانيّة “؟! ألا وعيتم أنّ مكمن الفتنة الحقيقيّ هو في عقولكم البالية وتحرّرتم من عُقد وتعقيدات العقليّات ذات الطّابع الأبويّ المقيت.

ـ كيف ينظر النّقّاد لروايتك وأعمالك الشِعريّة؟

روائيّا لم يعالجني النّقد إلى هذه اللّحظة ولا هو حاور نصوصي النّثريّة المُحبّرة بالحبّ والجمال والإنسان في حين توكّلت بي المحاكم الأخلاقيّة وانصبّت عليّ الملاحقات المُسفِرة عن وجوه الجهل والتخلّف والعُقّد التّاريخيّة والعاهات النّفسيّة والأمراض الجندريّة العُضال ،وأُسبِغَ عليّ من النّعوت الجارحة ما تخرّ له الجِمال والجبال وعوقبتْ كتبي بالمنع في المعارض والحجب من المكتبات فيما أُهملت مغامرتي البلاغيّة و شعريّة كتابتي وجماليّاتها المختلفة التّي تحفر في غور الذّات البشريّة بحرّية وجرأة غير مسبوقة على ما رأوا فيها خرقا لنواميس الأدب والأخلاقيّات العامّة وأنا المستشرِفة قبل نشر الدّيوان الأوّل.

ـ ماهى الكلمة التي توجهينها للقارئ العربي؟

أحذّر القارئ العربي من خطر الانسياق وراء الذّهنيّة الميكانيكيّة الجاهزة والانفعالات الحماسيّة الخرقاء والمواقف الإيديولوجيّة والجندريّة التّقريريّة التّسطيحيّة المتحاملة والسّذاجة التّأويليّة وفخاخ القوانين والمعياريّات الأخلاقويّة البالية في تلقّي وتحليل وتقييم النّصّ الأدبي خاصّة والمادّة الفنّيّة على وجه أعمّ كما وأستشرف أنّه ذات أنوار واعدة موعودة ستواكبني المدوّنات النّقديّة الحديثة وتحظى منجزاتي الأدبيّة باستبصار عميق وعلاج شفيف مُنصف من قبل مختصّين وباحثين حقيقيّين يتناولون خصائص عالمي الإبداعي ومنهجي في الكتابة والتّفكير بصدق فنّي.

ـ ما رأيك فى “الغزليات”؟

الغزليات إبداع نبيل وحالة وجدٍ إنسانيّة بصرف النّظر عن جنس الكاتب، لا تتجرأ مبدعات على التغزل الذاتى بأعضائهن بإعزاز واعتزاز وتحبير للحقيقة فلتعترف “زريعة حواء” أنّ العقل النّسائيّ الجمعي في مأزق شائن، ولتعترف أيضًا أن سرطان “الجنسويّة” قد استفحل في لاوعيهنّ وتداولهنّ الآلي أضعافا مضاعفة منه عند الذّكور، أمّا أنا فيأبى عليّ جموح ذاتي الانسانة والشّاعرة أن يُؤبَّد جسدي تحت هيمنة وتضييق ووصايا وأغلال الاحتلال والعبوديّة، وحين أقول لغة فبمفهومها العريض المُتخم بمُجمل أطياف الفنون والهموم الجماليّة قاطبة، نافذة على الحرّيّة والاحتجاج بسيفها لتُعيد صوْغِ قيمها التّحرريّة الجماليّة البديلة وتصنع رؤيتها وتطرّقها الخاصّ للعالم.

لمن تتوزّع إهداءاتك الأدبيّة؟

تتنوّع وتتوزّع إهداءاتي الأدبيّة ما بين شعراء وقصّاصين وروائيّين ومسرحيّين وأكادميّين ونقّاد وتشكيليّين وخطّاطين ونحّاتين وإعلاميّين وقرّاء شغوفين من أجيال وطوائف وجنسيّات وقد تكون تحت سقف الصّداقات أو ضربا من مشاركة حسّ فنّي نبيل ونوازع إنسانيّة واسعة.

هل هناك شيء تودين إضافته لهذا الحوار؟

أودّ أشكركم وأوجه تحيّة لا تذبل أو تنسدل من الخضراء تونس لأمّ الدّنيا ونبْتِ طينها الأبيّ، طين معلّمي وأبي الرّوحيّ – الفنّيّ العظيم إدوار الخرّاط.

التونسية وفاء بوعتور.. "شهرزاد الشعر العربى"

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى