كتّاب وآراء

في ذكرى النجيب… نجيب محفوظ

الحديث عن نجيب وإرثه إن بدأ فلن ينتهي، وهذه ليست مبالغة أبدًا وبالأخص لأننا نتحدث عن أعمالٍ كثيرة بلغت من العظمة ما يجعلها باقية ليومنا هذا لنا وللأجيال القادمة، شكل نجيب محفوظ جزء كبيرا من شخصيتي في فترة المراهقة الشباب ولازال للآن>

إلى حدود الثالثة عشرة كنت اعتقد انه فرد من عائلتنا أولا لأننا نحمل نفس اللقب وثانيا لأنه يشبه والدي كثيرا حتى طريقة مسكه للجريدة وطريقة حديثه في اللقاءات تشبه كثيرا أبي هادئ ،متواضع ، ملمٌ بكل المواضيع ،حتى ضحكته ولم أكن افهم لم لا يزورنا.

تشبعت برواياته تجولت في مصر ،السيدة زينب زقاق المدق ، الحلمية ،قهوة الفيشاوي حارات مصر وأزقتها عبق التاريخ بين الماضي والحاضر بين الطبقات الإجتماعية والآراء السياسية المختلفة كل هذا خطّه نجيب محفوظ بقلم من ذهب موهبته فاقت الحدود ضل متربعا على عرش الكتابة إلى يومنا هذا …لازت أذكر أستاذ العربية السيد “الراجحي” رحمه الله حين إعتقد أنني لست صاحبة المقال حول البطل عمر الحمزاوي في رواية الشحاذ لتحليلي الدقيق للقصة وشخصياتها وحين أخبرته أننا كلنا “عمر الحمزاوي ” بشكل أو بآخر وكلنا نشحذ معنى الحياة عبر الدين، الفن ، السياسة الملذات الجنسية التصوف إلخ وأن الرواية ذهنية بإمتياز وكنت إذْ ذاك في سن الخامسة عشرة،إستشاط غضبا و كاد يطردني من الحصّة وتمنيت لو أن أستاذي قرأ مقالي ،لازت أذكر آخر كلمة قالها لي فيما بعد ” قلمك مميز وإسمك مميز وسيكون لك شأن كبير يا طفلة “>

،كان نجيب محفوظ ولازال جزء من كياني وكنت ولازلت أطمح أن أكون كاتبة مثله وأردت أخذ صفاته من التواضع والحكمة في لقاءاته الصحفية والتلفزيونية، وأكثر ما يشدني له أنه إنطلق من مصر للعالمية كتب لنا وعنّا، في الأدب والسينما. كتب عن الإنسانية، في ذكرى ميلاد النجيب، نجيب محفوظ. الكاتب الأقرب لقلبي ووجداني وعقلي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى