عمرو صدقي: لدينا 1356 موقع استشفائي بمصر
فاطمة خليفة
يستعد ملف السياحة العلاجية في مصر لانطلاقة جديدة أطلقها رئيس الوزراء الدكتور “مصطفى مدبولي” أمس عن توجه الدولة لتطوير السياحة الصحية والعمل على تقديم الخدمات والبرامج السياحية الصحية لأكبر عدد من الجنسيات حول العالم، فهل يمكن لمصر أن تصبح واجهة مميزة للسياحة الصحية في الشرق الأوسط؟.
الدكتورة غادة شلبي نائب وزير السياحة والآثار لشئون السياحة أكدت أن وزارة الصحة والسياحة سيلتقيان للعمل على تطوير ملف السياحة العلاجية، من خلال عمل موقع إلكتروني يقدم التسهيلات والخدمات المقدمة من قبل المستشفيات للسياحة العلاجية.
مقومات السياحة العلاجية في مصر
تمتلك مصر مقومات سياحية علاجية كثيرة تمكنها من القفز إلى المراتب الأولى على المستوى العالمي، ولكن تلك المقومات تصطدم بكثير من المشاكل التي تعيق تقدمها منها عدم وجود رؤية شاملة أو ترويج كافي. ولربما تكون المعضلة الحقيقية التي تواجهها السياحة الصحية في مصر هي حاجتها إلى كيان مستقل وجامع لهذا القطاع الذي يعد من أقوي مصادر الدخل إذا ما تم استغلاله بشكل صحيح، خاصة أن مصر في الفترة الأخيرة احتلت المرتبة الـ 26 عالميا في السياحة العلاجية حسب تصريحات نائب وزير السياحة “غادة شلبي”.
وعن دور القطاع في دعم السياحة الصحية أوالعلاجية في مصر يؤكد عمرو صدقي رئيس لجنة السياحة بمجلس النواب سابقاً، أنه يجب التفريق بين السياحة العلاجية والسياحة الصحية وهي التي تحدث عنها رئيس الوزراء فهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام ينبثق منها قسم السياحة العلاجية وهو قسم يتعلق بالأمور الطبية أكثر من السياحية فقط ، وما يخصنا منه كقطاع سياحى يصل إلى نسبة 5% والتي تتمثل في سياحة المرافقين للمريض الذي جاء ليتلقى العلاج في مصر حيث يقوم القطاع السياحي بتوفير الإقامة والسكن لهم وزيارة الأماكن السياحية وهكذا، وهناك قسم آخر هو قسم السياحة الاستشفائية وهي التي تعتمد على المقومات الطبيعية مثل الشمس والرمال والمياه والهواء والأعشاب وغيرها وهي مقومات تتمتع بها مصر بالتأكيد.
السياحة الأستشفائية
وكشف “صدقي”: “مصر بها أماكن كثيرة مخصصة للسياحة الاستشفائية تصل إلى 1356 موقع على مستوى الجمهورية، ولكن هذه المواقع لا يتوافر حولها البنية الأساسية المطلوبة، إلا في بعض الأماكن كما في الفنادق البيئية في منطقة الواحات بسيوة والخارجة والداخلة وهناك أيضاً بعض الفنادق الاستشفائية بسفاجا، وهنا ليس المقصود بالفنادق الاستشفائية تلك الفنادق التي يوجد بها النوادي الصحية لأن هذا خطأ يقع فيه الكثيرين من خلط لمفاهيم السياحة الصحية، لأن وجود النادي الصحي داخل الفندق إنما هو للترفيه وليس للاستشفاء، أما الفنادق والأماكن الاستشفائية فهي لها خصائص مختلفة يطلق عليها مسمى المنتجع الصحي ويصنف منذ تصميمه للغرض الذي أنشأ من أجله مثل أن يكون أنشأ لغرض الاستشفاء من أمراض الصدر أو أمراض المعدة أو الجلدية أو غيرها من الأمراض بحيث يكون تصميمه ملائم لنوع الاستشفاء الذي سيقدمه.
السياحة الصحية
واستكمل “صدقي” حديثه عن أقسام السياحة الصحية، موضحاً أن هناك نوع ثالث وهي السياحة الميسرة وهي تتعلق بالأشخاص كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا القسم يتعلق بالقطاع السياحي أكثر منه بالصحي حيث يمكننا كقطاع سياحي تقديم العديد من الخدمات السياحية في هذا المجال من خلال عمل منتجعات صحية مخصصة لخدمة كبار السن ولكن يجب أن تكون هذه المنتجعات متطابقة مع المعايير العالمية والمواصفات التي توضع عبر متخصصين ويتم اعتمادها من كيانات مماثلة في الخارج، فعلى سبيل المثال إذا كان السائح المستهدف من الأجانب فيجب اللجوء إلى المعايير الأجنبية التي يطبقونها حتى تستطيع الشركات التي تمدنا بهؤلاء السائحين باقناعهم بمعايير المنتجع لدينا.
وفي النهاية أكد “صدقي” أن هناك بالفعل جاهزية لدى مصر في مجال السياحة الصحية والتي تشمل الجانب السياحي والجانب الصحي والتي قصدها رئيس الوزراء، وعن الناحية الصحية فإن مصر تمتلك العديد من المستشفيات الخاصة ومستشفيات القوات المسلحة.
مستشفيات سياحية
من المعروف أن القطاع الصحي في مصر يعاني من أوضاع سيئة والتي تبدأ من ضعف الإمكانيات المادية ونقص المستلزمات الطبية والأطقم الطبية
والتي تحدث عن بعضها وزير الصحة “خالد عبد الغفار” بالأمس في اجتماعه مع رئيس الوزراء ومنها ضعف الحملات التسويقية للترويج لمصر كواجهة مميزة للسياحة العلاجية، الحاجة لتطوير الجودة الصحية وبناء منشآت صحية معتمدة محلياً وعالمياً.وينقسم القطاع الصحي في مصر ما بين قطاع حكومي وقطاع خاص، سواء بالمستشفيات الحكومية أو الخاصة،، وبالتالي فالتعامل مع السياحة الصحية يحتاج إلى مستشفيات من نوع جديد تجمع بين الإمكانيات المادية والخدمية، فهل ستشهد مصر الفترة القادمة وجود مستشفيات جديدة ربما يطلق عليها المستشفيات السياحية، خاصة بعد تصريحات “مدبولي” عن تطوير المنشآت الصحية.
