أسود الأطلس في مواجهة الحصان البلجيكي

يدخل منتخب أسود الأطلس المغربي، لقاء متكافئا أمام المنتخب البلجيكي في الثالثة عصر اليوم، على استاد الثمامة، في إطار مباريات الجولة الثانية، للمجموعة “السادسة”.
تسعى بلجيكا، ثالثة النسخة الأخيرة، إلى تلميع صورتها وبلوغ الدور الثاني لنهائيات كأس العالم “قطر 2022” عندما تلتقي المغرب المتعطش إلى الفوز، في مباراة صعبة، على كلا المنتخبين.
وكانت بلجيكا حققت فوزا بشق النفس على كندا 1-0 الأربعاء الماضي، في مباراة كانت فيها الأخيرة الأفضل في جوانب عدة، فيما انتزع المغرب تعادلا سلبيا ثمينا من كرواتيا وصيفة نسخة 2018.
وتحتاج بلجيكا للفوز لحسم بطاقة ثمن النهائي ومواصلة مشوارها على أمل تكرار إنجاز مونديال 2018 على الأقل، عندما أحرزت الميدالية البرونزية.
وواقعيا، تحتاج بلجيكا إلى تحسين مستواها الذي تراجع بشدة أخيرا مع خسارتها أمام مصر 1-2 وديا قبل البطولة وفوزها الصعب على كندا بهدف مهاجم فنربخشة التركي ميتشي باتشواي.
صحيح أن بلجيكا خاضت المباراة الأولى في غياب هدافها التاريخي مهاجم إنتر ميلان الإيطالي روميلو لوكاكو بسبب الإصابة في الفخذ، لكن صفوفها تزخر بنخبة من أبرز اللاعبين في العالم في مقدمتهم القائد إدين هازار وصانع ألعاب مانشستر سيتي الإنجليزي كيفن دي بروين.
ومن جانبه، شدّد دي بروين على أن منتخب بلاده “يمكن أن يظهر المزيد من الشجاعة”، مشيرا إلى أنه ينتظر المزيد من زملائه ومن نفسه بالتحديد.
وقال “أعتقد أنه يمكننا إظهار المزيد من الشجاعة، وأن نكون أفضل مع الكرة وتحسين أدائنا. على المستوى الفردي، الأمر نفسه: كنت في مستوى المنتخب، يعني أقل من المتوسط، وآمل أن أقدم أداء أفضل بكثير.
واعترف دي بروين بأن المنتخب البلجيكي لا يمكن أن “يلعب بنفس طريقة مانشستر سيتي”.
وتابع “كمنتخب وطني، يتعين عليك الانسجام مع اللاعبين، وهذا يحبطني أحيانا، لكن يجب أن أظهر ذلك بشكل أقل، حتى لو كان الكمال هو ما أبحث عنه”.
وعاد لوكاكو الجمعة للتدريبات في أول حصة له في الدوحة ومن المرجح أن يخوض مباراة الأحد.
وقال مدربه الإسباني روبرتو مارتينيز الخميس “إذا كان جاهزا، سيكون في المجموعة، أساسيا أو على دكة البدلاء، إنه قرار طبي بحت، أولا وقبل كل شيء. إذا كان جاهزا طبيا، من السهل علاج إصابته. وبعد ذلك فالأمر يعتمد على ما يشعر به”.
وستشكل عودة لوكاكو دفعة هائلة لخط الهجوم البلجيكي أمام دفاع مغربي يعاني من إصابة زميله السابق في إنتر ميلان مدافع باريس سان جيرمان الفرنسي أشرف حكيمي ومدافع بايرن ميونخ الألماني نصير مزراوي.
وأكّد طبيب المنتخب المغربي عبد الرزاق هيفتي، أن مزراوي أصيب في جانبه الأيسر ويجب الانتظار يومين على الأقل لتحديد مشاركته في المباراتين المقبلتين من عدمها.
فيما لم تظهر الفحوصات شيئاً صعباً بالنسبة لحكيمي وأن الإصابة خفيفة، “لكن في ميدان الرياضة يجب الانتباه جدا”.
وتشكل إصابة مزراوي وحكيمي ضربة موجعة للمغرب، كونهما الوحيدين اللذين بإمكانهما اللعب في مركزي المدافعين الأيمن والأيسر، خصوصاً أن أسود الأطلس يعانون في المركز الأخير ولو أن مدافع الوداد البيضاوي يحيى عطية الله قدّم مباراة جيدة عقب دخوله مكان المدافع البافاري.
وقال عطية الله إنه يثق في قدراته على سد فراغ احتمال غياب مزراوي عن مواجهة بلجيكا، مؤكدا أن “جميع اللاعبين لديهم ثقة في النفس ونحن عازمون على تحقيق نتيجة تفرح الجماهير المغربية”.
ومن جانبه، شدَّد وليد الركراكي، مدرب منتخب المغرب، على أهمية لقاء بلجيكا، اليوم، في الجولة الثانية من دور المجموعات ببطولة كأس العالم 2022.
وقال الركراكي “سنواجه منتخبًا قويًا يلعب مع بعضه البعض بآخر 5 سنوات، ويملكون لاعبين مميزين، ونسعى لتحقيق مفاجأة”.
وواصل: “مباراة اليوم مختلفة عن لقاء كندا، رأينا انتقادات لمنتخب بلجيكا بعد هذه المباراة لكن علينا تقديم أداء مميز لنستطيع مجاراتهم وستكون مباراة مختلفة لنا ولهم. اللاعبون بحالة جيدة وهم يتذكرون أداءهم في 2018”.
وأضاف: “مزراوي مازال معنا، وأشرف حكيمي بخير، ونسعى لأن يكون كل اللاعبين في أتم الاستعداد، علينا أن نمضي قدما، ونحاول أن نخاطر بعض الشيء”.
وتابع “لاعبو بلجيكا لديهم طاقة إيجابية وهذه المباراة بـ3 نقاط مهما كان المنافس أمامنا علينا أن نثبت أنفسنا. نستطيع أن نخرج بالتعادل أو نحقق المفاجأة المهم أن لا نخسر وأن نلعب لنتأهل”.
وأكمل: “لعبنا ضد كرواتيا لنفوز. هذا هو كأس العالم. أعلى مستوى في كل المنتخبات، الكل يأتي بأفضل مستوى، ونحن نتعلم من أخطائنا ونرفع مستوانا، وإذا دخلنا بعقلية أن ليس لدينا ما نخسره، قد نخسر بالفعل. ما من منتخب في هذه المجموعة تأهل لكن اليوم مباراة مختلفة خاصة أننا لعبنا الواحدة ظهرًا وهذا التوقيت لا يقارن بالمباريات التي تقام في المساء”.
واستطرد: “نود اللعب اليوم بذكاء، ونسعى لتقديم أفضل ما لدينا ونتأهل، نركز على أنفسنا والمجموعة بخير، الصحافة البلجيكية لا يعنيني ما تقوله نحن هنا في مهمة ومركزين، لديهم التجربة والقيمة، لدينا أفضل حارس، علينا أن نكون واقعيين، نود تقديم المفاجأة والظهور بمستوى محترم. أول فوز لنا كان بمونديال 98، وأفضل نتائج كانت في 86. هدفنا تحقيق المفاجأة، الأمر ذهني، لدينا نقطة واحدة وربما يحررنا ذلك غدا”.
وأضاف: “أعتقد أن المهم ليس الدفاع البلجيكي، لكن الأهم التركيز على التحكم التقني. كنا أقوياء تكتيكيا لكن لم نكن بتلك القوة في وتيرة اللعب، علينا أن نخلق مشاكل لمنتخب بلجيكا ونحسن مستوانا، هناك طريقتين للعب هذه المباراة، لن ننسخ ما فعله منتخب كندا”.
وتابع “لاحظنا خلال المباراة الأولى أمام بلجيكا، ترك منتخب كندا فجوات، ودي بروين وهازارد يحبون اللعب في المساحات، علينا أن نحذر من ذلك، ونخلق توازنا. المعركة ستكون في وسط الميدان، وإذا ما تمكنا من الاستحواذ سيكون ذلك جيدًا لنا. علينا أن نحذر لأن لاعبي بلجيكا في الثلاثين مترا الأخيرة يمكنهم التسبب في المشاكل. أهم شيء أن نتسم بالشراكة الهجومية”.
وأتم تصريحاته قائلاً: ” كنا نعلم منتخب كندا قبل أن نبدأ كأس العالم، سنقاتل في المباريات المقبلة”.
بدوره قال مهاجم بارما الإيطالي وليد شديرة “بلجيكا منتخب جيد ونحن مستعدون لمواجهته على أمل تقديم مباراة جيدة وتحقيق نتيجة جيدة تسعد الشعب المغربي”.
ويعول المغرب كثيرا على مواجهة بلجيكا من أجل الإبقاء على حظوظه في بلوغ الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1986.