كتّاب وآراء

سياسة الفرص الضائعة في السياحة

عانت سياحة مصر مثل مقاصد سياحية عالمية من انحسار كبير بسبب بعض الأحداث الدولية ، لكن انحسار مصر كان قبل انحسار السياحة العالمية ، لأسباب تتعلق بظروف سياسية.

خرجت السياحة المصرية من تلك الأحداث التي كبدت هذا القطاع خسائر في تصوري لن تعوض واعني هذا جيدا لأسباب عديدة ، لكن الفرص الضائعه في تلك الفترة الزمنية كثيرة أهمها عدم تحقيق الاستقرار داخل الاتحاد العام للغرف السياحية اي عدم وجود انتخابات لمجالس الادارة ، أسفر ذلك عن ” لجان ” تسيير أعمال لا تملك صلاحيات التحرك السريع واتخاذ القرارات والإجراءات الإصلاحية داخل القطاع الخاص.

لجان لا تملك سوي تحقيق أهداف ” الوزير ” وليست سياسات واستراتيجيات مهنية مما أفقد صناعة السياحة مكاسب عظيمة منها ، تراجع برامج التدريب المهني التي كان يقوم بها الاتحاد ، وتراجع دور مركز تدريب السائقين ، وتراجع شخصيات عظيمة للوراء في ظل وجود انصاف المهنيين .

غابت الرؤية المهنية وحلت مكانها ثقافة المصالح الخاصه مما أ ضعف سرعة اتخاذ القرار السياحي الذي يساهم فى إتاحة فرص كبيره ، التحركات للقطاع الخاص أصبحت لا تتسق ومكانته وقوته فقد الاتحاد المصري للغرف السياحية مصادر قوته المهنية كهيئة مستقلة تملك خبرات فندقية وسياحية كبيرة، أصبح جثة هامدة ، لا توجد مؤتمرات يرعاها ولا يقيمها ولا تشعر أن هناك رئيسا له ، ولا حضور مهني .

غابت القامات التي تملك صناعة الرؤية المهنية ، لا أفهم لماذا لا تجري انتخابات داخل هذا الكيان حتي تكون هناك مجالس إدارات تتواصل مع الكيانات السياحية في الوطن العربي ، غابت القوافل السياحية والحفلات التي كانت تدعم جهود الترويح السياحيه التي تقوم بها هيئة تنشيط السياحة ، كانت جهود الاتحاد المصري سندا لوزارة السياحة ، وداعما للفاعليات المهنية ومحفزا في الأسواق الدولية ، فهل دور وزارة السياحة التي تقوم به حاليا يتسق وسياسات الحكومة المصرية في العمل علي تنمية القطاع السياحي..!.

في تصوري أن هناك فرص ضائعة كان يجب التعامل معها والتغلب على المعوقات المهنية ، السياحة صناعة تراكمية اي نتاج جهود كثيرة وليس وزارة السياحة وحدها ، لابد من تضافر الجهود والتنسيق بين القطاعين العام والخاص ، لابد أن يعود دور الاتحاد المصري للغرف السياحية ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ومواجهة التحديات والمتغيرات الدوليه وتقلبات السوق ، لابد من خلق آليات إعلامية لا تعتمد على بيان صحفي صادر عن مكتب الاعلام بالوزارة يتحدث عن استقبال الوزير لبعض الضيوف من السفراء والشخصيات العامة ، دور الإعلام السياحي تثقيفي ، توعوي ، ترويجي ، لا يهتم أحد لمن يقابل من ..! ولا يهتم قطاع السياحة سوي بالعمل على تحقيق الاستقرار والتنمية وزيادة حركة السياحه الوافدة ، المهرجانات والفعاليات المهنية من أهم الفرص الضائعه في ظل غياب وجود استراتيجيات متكاملة للتعامل مع الواقع الذي نعيشه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى