نقص العمالة بقطاع الضيافة يهدد موسم السياحة فى اليابان
يواجه قطاعا النقل والضيافة في اليابان تحديات لإيجاد عدد كافٍ من الموظفين لمواكبة انتعاش الطلب، في الوقت الذي تضاعف عدد الزوار بعد إعادة فتح الحدود قبل شهر.
وفقاً لمؤسسة الإقامة والسكن اليابانية، يعد عدد الموظفين الذين يعملون في الفنادق والنُزُل أقل بـ 30% من مستويات ما قبل الجائحة، في الوقت الذي تسجل شركات الطيران ومشغلو الحافلات السياحية عدد حجوزات كاملة.
تعكس هذه المعاناة في اليابان ما شهدته الولايات المتحدة وأوروبا خلال الصيف، عندما طغى الانتعاش في عدد المسافرين على الطاقة الاستيعابية للمطارات وشركات السفر التي قلّصت عدد الموظفين. وعلى الرغم من أن اليابان لم تدخل في إغلاق كامل، إلا أن سوق العمل كانت ضيقة بالفعل، وحصل الناس على وظائف أخرى متاحة بسهولة. أما الآن، مع فتح الحدود بالكامل أمام المسافرين الذين حصلوا على التطعيمات منذ 11 أكتوبر، تستعد الدولة الجزيرة لازدهار سياحي بفضل الطلب القوي والين الضعيف ما يجعلها في متناول الجميع.
قال كازوكي أوتسوكا، الرئيس التنفيذي لشركة “دايوا موتور ترانسبورتيشن” (.Daiwa Motor Transportation Co)، أحد أكبر مشغلي سيارات الأجرة والليموزين في البلاد: “سيكون من الصعب الحصول على سيارات أجرة إذا ارتفع عدد الزوار الأجانب إلى مستويات ما قبل فيروس كورونا”.
بلغ عدد الزائرين الأجانب إلى اليابان حوالي 498.600 شخص في أكتوبر الماضي، وفقاً للأرقام الأولية الصادرة عن مؤسسة السياحة الوطنية اليابانية اليوم الأربعاء. يعد هذا أكثر من الضعف عن الشهر السابق، وبمقدار 24 مرة للمتوسط الشهري في العام الماضي.
لا يزال الرقم المُعلن عنه ضئيلاً مقارنةً بالرقم القياسي البالغ 32 مليون زائر داخلي الذي سجلته اليابان خلال ذروة ازدهار السياحة في عام 2019. وفي ظل انكماش اقتصاد البلاد بشكل غير متوقع في الربع الأخير، فإن احتمالية تجدّد إنفاق السياح الأجانب الوافدين تشكّل إحدى النقاط المبشّرة بالقطاع.
ظهرت بالفعل علامات ارتفاع طفيف، حتى قبل إعادة فتح النشاط في أكتوبر. فقد ارتفع الإنفاق على السفر الخارجي، وهو الإنفاق على السلع والخدمات من قبل غير المقيمين أثناء الزيارات، وذلك بنسبة 51% في سبتمبر، مسجّلاً 63.9 مليار ين (455 مليون دولار) مقارنة بالعام السابق، وفقاً لبيانات ميزان المدفوعات الصادر عن وزارة المالية.
بدأت شركة “إيه إن إيه هولدينغز” (. ANA Holdings Inc)، التي أعارت موظفين إلى قطاعات أخرى، بعد أن خفضت الناقلة رحلاتها الجوية، تستدعي الموظفين حالياً لأنها تضيف مسارات عودة. وتم حجز الرحلات إلى ناريتا من هونغ كونغ بالكامل تقريباً منذ 11 أكتوبر الماضي، وفقاً لمتحدث باسم شركة الطيران.
قال شينجي أوغامي، المدير التنفيذي لشركة “ريوبي هولدينغز” (.Ryobi Holdings Co)، التي تشغل 700 حافلة على مستوى البلاد ولديها 8500 موظف: “كالات الرحلات تغمرنا بالحجوزات ولدينا جدول رحلات حافل لهذا العام والعامين المقبلين”. يرى “أوغامي” أن القطاع يشهد 3 سائقين فقط لكل 20 حافلة.
تتوقع شركة “تابيست” (Tabist)، المتخصصة بمجال إدارة الفنادق والمدعومة من “سوفت بنك غروب” (.SoftBank Group Corp) و”أويو هوتيلز” (OYO Hotels) الهندية، قفزة في الطلب الوافد على مرافقها ليصل إلى 1.5 مليون سائح من مئات الآلاف حالياً، حتى من دون زوار من الصين، حيث لا يزال السفر من البلاد وإليها يخضع لقيود. وقال ريوتا تانوزاكي، رئيس “تابيست”: “قلص قطاعنا جميع موارد الإدارة، بما في ذلك الأفراد والسلع والمال، على مدار العامين ونصف العام الماضيين”.
من جانبها، تتطلع “دايوا موتور” إلى إضافة المزيد من السائقين، بما في ذلك خريجي الجامعات وإجراء تعيينات لكوادر في منتصف مسيرتهم المهنية، وفقاً لـ”أوتسوكا”. وسعياً منها لجذب موظفين، تعيد شركة سيارات الأجرة تصميم الزي الرسمي لموظفيها وتروج لبرنامج يتيح للموظفين الحصول على ماجستير إدارة الأعمال على حساب الشركة. وقال “أوتسوكا”: “ليس لدينا خياراً سوى العمل الجاد والمثابرة”.