[ الصفحة الأولى ]تاريخ وحضارة

لماذا تم وضع تمثال خفرع شعارًا للمتحف المصري؟

عمر عبدالستار

ساهم الأثري المهندس المعماري الإيطالي إليساندرو بارازنتي الذي تسلم مفاتيح المتحف منذ التاسع من مارس 1902 بنقل المجموعات الأثرية من قصر الخديو إسماعيل بالجيزة، بعد تعرض متحف الجيزة لفيضان نهر النيل، حيث استُخدم خلالها خمسة آلاف عربة خشبية، أما الآثار الضخمة فقد تم نقلها على قطارين سُيِّرا ذهابًا وعودة نحو تسع عشرة مرة بين الجيزة وقصر النيل. وقد حملت الشحنة الأولى نحو ثمانية وأربعين تابوتاً حجريًا، تزن ما يزيد على ألف طن إجمالًا، . وتم الانتهاء من عمليات النقل في 13 يوليو 1902.

وتم افتتاح المتحف فى مثل هذا اليوم ١٥ نوفمبر من عام ١٩٠٢م ، فى عهد الخديو عباس حلمى الثاني ، وأوضح المؤرخ والأثري فرنسيس أمين في تصريحات خاصة لـ”بوابة الأهرام”، أن بارازنتي كان يتولى مدير الأعمال فى قطاع الآثار، وهو منصب حتم عليه أن يكون مسؤولا عن تنفيذ ووضع أبواب المتحف العتيقة ، مؤكدا أنه من غير المعروف من النجار الصانع للأبواب، وكذلك الشبابيك المطعمة بالبرونز، وإن كان أغلب الظن أنه النجار جبريلى ، مؤكدا أن واجهة المتحف تضم الأسرات والعواصم الفرعونية القديمة، وقد جذبت أبواب المتحف الأنظار حتى إن الملوك والزائرين كانوا يلتقطون الصور الفوتغرافية أمامها .

تم اختيار تصميم المهندس المعماري الفرنسي مارسيل دورنون الذي صمم عملًا إبداعيًا، ليكون أول متحف في العالم شيد ليكون متحفًا وليس مبنى معدل بناؤه إلى متحف، كما يضم المتحف مكتبة قديمة تضم أندر الكتب والمراجع ، بالإضافة لما يحتويه من كنوز أثرية مصرية.

الملك خفرع تم وضعه كـ”لوجو” ورمز لمتحف القاهرة، أول بناء أسمنتي في القاهرة الحديثة، ولفظ مارييت أنفاسه الأخيرة عام 1881م قبل افتتاح متحف القاهرة بعدة سنوات، ونقل جثمانه في احتفال مهيب لحديقة المتحف في عام 1906م.، ويقول أمين وكان اختيار خفرع لوجو للمتحف اختيارا موفقا، فهو مصنوع من الأحجار الصلبة التي تستخدم في قطع الجرانيت، وقد وضع مارييت خفرع أمام عيونه قبل أن يغمضها للأبد. كان يقف حول سريره صديقه المصري المصري خورشيد المجهول ، بالإضافة لتلميذه ماسبيرو، الذي كان يريد أن يخفف عن آلامه، فكان يحدثه عن نصوص أهرامات أناس بسقارة، وكيف أنها نطقت بالنقوش خلاف الأهرامات الأخرى.

وضع التماثيل الضخمة في الدور الأرضي، في حين تم عرض الخبايا الجنائزية المكتشفة في الطابق الأول تبعًا للتسلسل التاريخي، وأصبح المتحف الوحيد في العالم المكدس بالآثار لدرجة أنه أصبح مخزناً، وعندما سُأل ماسبيرو عن السبب، أجاب بأن المتحف المصري هو صورة للمقبرة أو المعبد الفرعوني، فقد كان يستغل الفنان كل جزء فيه لوضع لوحة مرسومة أو نقوش هيروغليفية، وفى ثمانينيات القرن الماضى امتدت يد التطوير للمتحف وتم تسجيل مبنى المتحف كمبنى أثري باعتبار أنه قيمة معمارية فريدة من نوعها

ويوضح فرنسيس أمين، أن الوثائق المكتشفة أخيرا فى المتحف المصري تقدم صورة حقيقة لمتحف التحرير وتصميمات بنائه ، مما يجعل لها أهمية كبرى لدى الأثريين، وكافة المهتمين بتاريخ الآثار فى مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى