مستثمرون: «ابدأ» تؤسس لصناعة حقيقية في مصر

أكد المستثمرون وخبراء الاقتصاد، أن مبادرة «ابدأ» تؤسس لترسيخ صناعة حقيقية في مصر تعتمد على وجود مدخلات محلية، بدلاً من صناعة التجميع التي أثبتت عدم جدواها في ظل ما يشهده العالم من تغيرات وأزمات متتالية، من شأنها تعطيل سلاسل التوريد والإمداد.

وكانت مؤسسة «حياة كريمة»، قد أطلقت مبادرة دعم وتوطين الصناعات الوطنية «ابدأ»، للاعتماد على المنتج المحلي وتقليل الواردات، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك من خلال تعزيز دور القطاع الخاص في توطين العديد من الصناعات الكبرى والمتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في مصر مع تقديم عدد من الحوافز في صورة أراض بحق الانتفاع والإعفاء من الضرائب لمدة 5 سنوات، بهدف زيادة المكون المحلي ليصل بحد أدنى 40% من أي سلعة.

وقال الدكتور مجدي شرارة، رئيس لجنة المشروعات الصغيرة بجمعية مستثمري العاشر من رمضان، إن مبادرة ابدأ ترسخ لوجود صناعة حقيقية في مصر، لأنها تشجع على تصنيع الصناعات المغذية، إذ تقدم حوافز ضريبية واستثمارية تعزز من تأسيس المشروعات الصغيرة خلال الفترة المقبلة.

أضاف في تصريحات صحفية، أن المبادرة تعد مرحلة فاصلة في تاريخ الصناعة المصرية وينتظرها المستثمرون منذ سنوات طويلة، كما تأتي في مرحلة حاسمة في ظل تغيرات عالمية منحت السيطرة للبلدان التي تمتلك الخامات ومستلزمات الإنتاج المختلفة.

ومن جانبه، قال هشام كمال رئيس جمعية دعم وتنمية المشروعات الصغيرة بالقاهرة، إن مبادرة ابدأ تعزز جذب الاستثمارات الجديدة بشكل عام، لأن المشروعات الكبيرة قائمة على الصناعات المغذية، وفي ظل ترقب ازدهار الأخيرة يتوقع معها جذب المستثمرين الجدد، مطالبًا بتفعيل التيسيرات لكل المستثمرين، حتى تؤتي المبادرة ثمارها الإيجابية.

أضاف في تصريحات صحفية أن المبادرة تأتي في وقت مثالي أيضًا يتزامن مع توجيهات القيادة السياسية بتفضيل المنتج المحلي في مشروعات مبادرة حياة كريمة، ما يعزز من الإقبال على مبادرة “ابدأ” لضمان تسويق وبيع المنتجات التي يتم تصنيعها.

وأثنى المهندس مجد الدين المنزلاوي، رئيس لجنة الصناعة بجمعية رجال الأعمال، على المبادرة، موضحًا في تصريحات له أنها تعمق التصنيع المحلي، لأنها تعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية التي تؤسس لصناعات مغذية في مصر، مؤكدًا أن ما يعزز نمو الصناعة أيضًا تفعيل المنتج المحلي في الاستثمارات الحكومية.

وقال الخبير الاقتصادي الدكتور ياسر عمارة، إن الدولة تسير على خطى ثابتة لتعميق التصنيع المحلي، حرصًا على تفادي الأزمات الاقتصادية العالمية التي تسببت في تعطل العديد من المصانع، بسبب شح الخامات وارتفاعها، ومن ثم الضغط على الدولار في ظل أزمة وجوده بالأساس.

أضاف أن مبادرة ابدأ من شأنها خفض تكاليف الاستيراد، إذ تهدف إلى صناعة حقيقية متمثلة في توفير الخامات ومستلزمات الإنتاج، كما أنها تشهد تجاوبًا كبيرًا من العديد من الصناع، وهو مؤشر على نجاحها.

يشار إلى أنه تهدف مبادرة “ابدأ” إلى إضافة استثمارات جديدة لقطاع الصناعة بنحو 200 مليار جنيه، وتوفير نحو 150 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة خلال السنوات الأربع المقبلة.

كما تستهدف المبادرة أيضًا بحلول 2030 خلق اقتصاد معرفي تنافسي متنوع، وتحفيز التصنيع، وتحسين مناخ الأعمال، ورفع مستوى التنافسية، وتوفير فرص عمل لائقة، من خلال 3 محاور هي محور المشروعات الكبرى، ومحور دعم الصناعات، ومحور البحث والتطوير والتدريب.