تقارير وحوارات

هل تختفي القهوة بسبب التغيرات المناخية؟

راندا سالم

في ظل سيناريوهات تغير المناخ قد يخسر العالم نصف أفضل أراضي زراعة البن في العالم. كما أن البرازيل، والتي تعد حاليًا أكبر منتج للبن في العالم، ستشهد انخفاضًا في مساحة الأراضي الأنسب بنسبة قد تصل إلى 80٪، مما سيؤثر بالسلب على تجارة القهوة والتي تعد الأكثر أهمية إلى حد بعيد مع عائدات متوقعة تبلغ 500 مليار دولار أمريكي في عام 2022.

كما أن البرازيل، والتي تعد حاليا أكبر منتج للبن في العالم، ستشهد انخفاضا في مساحة الأراضي الأنسب بنسبة قد تصل إلى 80٪، مما سيؤثر بالسلب على تجارة القهوة والتي تعد الأكثر أهمية إلى حد بعيد مع عائدات متوقعة تبلغ 500 مليار دولار أمريكي في عام 2022.

الكثير من الدراسات العالمية والمسئولة عن تقييم التأثيرات المحتملة لتغير المناخ على البن في المناطق الاستوائية، حيث أن القهوة في هذه المناطق ينتجها بشكل أساسي صغار المزارعين، كما إن التغيرات المناخية المتوقعة من المرجح أن تؤدي إلى انخفاضات كبيرة في مساحة الأرض المناسبة لزراعة هذه المحاصيل في بعض المناطق الرئيسية التي تتم زراعتها فيها حالياً وهذا بدوره يمكن أن يؤثر على كل من المزارعين والمستهلكين في جميع أنحاء العالم.

وكشفت الكثير من الدراسات أن هناك تأثيرات معقدة لظاهرة التغيرات المناخية على الكثير من نواحي الحياة بما فيها جميع أنواع المحاصيل الزراعية، وأوضحت في الكشف عن المدى المذهل والتعقيد لتأثيرات تغير المناخ والعوامل المرتبطة به على بعض المحاصيل الأكثر نموا في المناطق الاستوائية.

زراعة البن
وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد علي فهيم رئيس مركز تغير المناخ بوزارة الزراعة، إن البن له حسابات معينة لزراعته في جميع المناطق، فهو نبات يحتاج لمناطق استوائية أو مدارية والتي تتميز بكميات معينة من الرطوبة ودرجات حرارة معينة وأشهر الدول منها البرازيل وكولومبيا وإثيوبيا وفيتنام وتنزانيا وغيرها.

تغير المناخ يهدد محصول البن في العالم

وأوضح رئيس مركز تغير المناخ، أنه بسبب تأثيرات التغيرات المناخية التي هاجمت كل المناطق حدث تغيرات كبيرة في اتجاهات درجات الحرارة والأمطار، وهو ما أدى لظهور بعض الأمراض وأدت لمشاكل كثيرة في زراعات القهوة، هو ما تسبب في نقص بالإنتاجية.

انخفاض إنتاج القهوة

وتابع الدكتور محمد علي فهيم، أن الكثير من دراسات توقعت انخفاض إنتاج القهوة في البرازيل بما يصل إلى 80%”، مضيفًا، أنه خلال سنوات قليلة ستخرج ما يزيد عن 50% من المناطق المشهور عنها زراعة القهوة خارج زمامات الإنتاج التقليدية.

وأكد رئيس مركز تغير المناخ، أن أحد الابتكارات المهمة يتمثل في الدراسة في فحص معايير الأرض والتربة بالإضافة إلى العوامل المناخية البحتة مثل أنماط درجة الحرارة وهطول الأمطار، وهذا يمكّنهم من تقديم نظرة أكثر دقة للتأثيرات المستقبلية التي قد تغير بشكل كبير ملائمة بعض المناطق الاستوائية.

مناطق جديدة ملائمة لزراعة البن
وأستطرد الدكتور محمد علي فهيم، أنه على النقيض من ذلك وبسبب أيضاً التغيرات المناخية فمن المرجح أن تصبح أجزاء من الصين والأرجنتين والولايات المتحدة وحتى مناطق جنوب السعودية وعمان أكثر ملائمة لزراعة القهوة تماما كما ستصبح دول مثل البرازيل وكولومبيا أقل ملاءمة في زراعة وإنتاجها، ومن المحتمل أن تكون العديد من هذه التغييرات “غير مرئية ” الآن على الأقل لسنوات قادمة لكن من الممكن أن تظهر بصورة فجائية في وقت الاستجابة البطيئة المخيبة للآمال لقادة العالم فيما يتعلق بالحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري هي السائدة.

وأشار رئيس مركز تغير المناخ، إلي أنه من الضروري بالنسبة لنا التكيف مع التغيرات الجارية في المناطق الاستوائية، على سبيل المثال عن طريق تحويل زراعة محاصيل معينة إلى مناطق مختلفة حيث ستكون تأثيرات المناخ أكثر اعتدالا. ومع ذلك، يبدو من المرجح أنه مهما كانت تدابير التخفيف المعتمدة، فإن العديد من المحاصيل الاستوائية ستصبح متأثرة وبشدة وعلى رأسها القهوة والكاجو والأفوجادرو وغيرها وبالتالي ستكون أكثر تكلفة في المستقبل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى