أخبار

التغيرات المناخية فى ندوة بمجلس محلى طهطا

كتب ـ ممدوح كوكب:

فى إطار توجيهات اللواء طارق الفقى محافظ سوهاج والتنسيق المستمر مع الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخيرية استضاف مجلس محلى مركز ومدينة طهطا ندوة حول “التغيرات المناخية” بالتعاون مع مؤسسة هى للتنمية وتطوير الأسرة.

حيث ناقشت الندوة أهمية “الطاقة المستدامة، وزيادة الزراعات والأشجار، واستخدام الطاقة الشمسية وتدوير مخلفات الزراعة واستخدامها كسماد.

في البداية تحدثت د. عواطف جابر رئيس مجلس الأمناء، عن مؤسسة “هى” للتنمية وتطوير الأسرة بمحافظة سوهاج، والمشهرة برقم 1360/2014،وأنها من الجمعيات الرائدة في خدمة المجتمع، تعمل في مجال التنمية المستدامة للمرأة وتطوير الأسرة لبناء أسرة واعية ومجتمع متماسك.

والمؤسسة تسعى لتنمية المرأة بشكل رئيسي والأسرة اعتمادًا على دورهما في تكوين المجتمع، والمرأة هى نواة الأسرة التي هى وحدة بناء المجتمعات.

وأشارت إلى أن رؤية المؤسسة هى التنمية الاجتماعية المستدامة لمرأة فاعلة وأسرة واعية ومجتمع متماسك.

وأضافت أن رسالة مؤسسة هى تنمية وتطوير الأسرة بشكل جوهري، من خلال تطوير مجالات التنمية المستدامة ودعم المرأة، وتحسين أوضاع الأسرة المصرية بتعزيز حقها في الحصول على المعارف والخدمات مما يوفر لها حياة كريمة.

وأوضحت أنه يتم تجهيز الفتيات الأيتام المكتوب كتابهم والمقبلات على الزواج، وإقامة معارض داخل جامعة سوهاج لتوزيع ملابس وأحذية على الطلبة الفقراء، والمشاركة في معارض داخل نادي المحليات بسوهاج بمنتجات المتطوعين وصغار الحرفين في مجالات الاكسسوار والملابس وغيرها لمساعدتهم على تسويق منتجاتهم، فضلا عن الاحتفال بيوم اليتيم مع 500 طفل يتيم على مستوى المحافظة كل عام.

كما تم تسليم -من قبل المؤسسة- مراكب صيد داخل محافظة سوهاج، والبحر الأحمر، كمشروع لزيادة دخل الأسرة، وتوزيع ماكينة خياطة على مستوى المحافظة كمشروع لزيادة دخل الأسرة، وتسليم مشروعات ماعز للأرامل على مستوى المحافظة كمشروع لزيادة دخل الأسرة، وم مشروعات خبز “فرن واسطوانة بوتاجاز “، وتسليم مشروعات بقالة للأرامل.

كما يتم عمل أسقف منازل للأسر الفقيرة على مستوى المحافظة، ويتم توزيع بطاطين على الأسر الفقيرة والأكثر احتياجا داخل محافظات سوهاج بأكثر من “500” ألف جنيها سنويا.

كما يتم توزيع مساعدات رمضان، على الأسر الفقيرة والأكثر احتياجا بأكثر من مليون جنيها سنويا، فضلا عن تركيب توصيلات مياه على مستوى المحافظة من خلال المؤسسة والجمعيات الشريكة، وتم تنفيذ عمل 1500 بطاقة الرقم القومي بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة.

وقال جمال شومان، في كلمة عن رئيس مركز ومدينة طهطا أكد فيها أن تلك الندوة تأتى فى إطار التعاون والشراكة بين “وزارات، وهيئات” الدولة والمجتمع المدنى للعمل على تحسين المناخ وتأثيره على الصحة العامة والتخلص الأمن للمخلفات المتنوعة والمتعددة والغذاء الآمن، تزامناً مع استضافة “مصر” لقمة المناخ cop 27 بمدينة شرم الشيخ “نوفمبر” المقبل

وأشار الدكتور حمدى أحمد محمد سليمان، الأستاذ المساعد بكلية علوم جامعة سوهاج عن قضية تغير المناخ، باعتبارها من القضايا التي أصبحت مصدر تهديد للبشرية جمعاء في ظل الآثار السلبية المتزايدة كنُدرة المياه، والنمو السكانى المتسارع وتأثر المجتمعات الفقيرة في العالم النامى وإفريقيا نظرا لازدواجية المعايير لدى المجتمع الدولى، وعدم قيام العالم الغنى المتسبب الأول في هذه الكارثة بمسئولياته تجاه مواجهة تفاقم الأزمة من جهة، ومن جهة أخرى عدم الوفاء والالتزام بالدعم المادى الذي فرض عليه وفق توصيات مؤتمرات المناخ السابقة، والتي يبلغ 100 مليار دولار للدول المتضررة

لذا، يأتي مؤتمر المناخ cop 17 في شرم الشيخ، وأمامه كثير من التحديات، أهمها أنه يعقد هذه المرة في ظل أزمة روسيا وأوكرانيا، والتي طالت تداعياتها العالم أجمع وأحدثت أثارا سلبية كبيرة لكثير من المجتمعات جراء موجة التضخم وارتفاع الأسعار الحاد للمواد البترولية والسلع الأساسية وتأثيراتها على سلاسل الإمداد الغذائي مما ينذر بكوارث للأمن الغذائي العالمى، وبعد جائحة كورونا التي كان لها أضرارا على الاقتصاد العالمى خلال عامين متتالين

وقالت د. ندا عبد المحسن، بكلية طب سوهاج:إن أزمة “الاحتباس الحرارى” التي تعاني منها الكرة الأرضية نتيجة الثورة الصناعية، زادت من انبعاثات الغازات الضارة في الغلاف الجوي، وانعكاسات تلك الأزمة في تزايد مستمر، مما يُهدد استدامة الثروات الطبيعية، و معظم الكائنات الحية على سطح الأرض بسبب الكوارث الطبيعية وانتشار الأمراض والأوبئة الناتجة عنها لجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة أصدرت تقريرًا فى 9 أغسطس 2021

وأكدت أن مستويات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي باتت مرتفعة للحد الذي سيؤدي إلى اضطراب المناخ لعقود إن لم يكن لقرون قادمة. وتعتبر القارة الافريقية، لخصوصية موقعها الجغرافي، من أكثر القارات عُرضة لتداعيات أزمة الاحتباس الحراري التي يواجهها العالم.

ومصر على وجه الخصوص، ونتيجة لوقوع أغلب أراضيها في مساحات صحراوية وشبه جافة؛ تُعتبر من بين أكثر الدول تضررًا من التأثيرات السلبية للتقلبات المناخية.

وقد نشرت الهئية العامة للأرصاد الجوية المصرية، في أغسطس 2021، تقريرًا يُفيد بأن صيف 2021 قد شهد ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة منذ 5 سنوات، حيث سجلت الحرارة ارتفاعًا بمتوسط (٣-٤) دراجات مئوية فوق المعدلات الطبيعية.

وهو ما دفع الحكومة المصرية إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات والبرامج والسياسات الجادة والفعّالة للتكيف مع التغيرات المناخية المُستجدة، ومجابهة انعكاساتها السلبية على مختلف القطاعات الاقتصادية.

أبرز انعكاسات أزمة التغيرات المناخية على قطاع الزراعة المصري، ومنها ندرة الموارد الطبيعية المُغذية للنشاط الزراعي الذي يعتمد بشكل أساسي على حجم ونوعية الموارد الطبيعية المُتوفرة من تربة خصبة صالحة للزراعة ومياه عذبة للرى وفي هذا الشأن، تعاني مصر بسبب موقعها الجغرافي من ارتفاع درجات الحرارة على مدار العام، ووقوع أغلب أراضيها في مساحات صحراوية جافة وشبه جافة، وأقاليم ذات ندرة نسبية في الأمطار،

وتعد المناطق الساحلية من أكثر المناطق المصرية عُرضة للانعكاسات السلبية لتغير المناخ، ذلك أن ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي لتنامي ظاهرة ذوبان الجليد والتي تُسفر بدورها عن ارتفاع منسوب المياه في العديد من البحار والمحيطات، ما سينعكس سلبًا على حجم الانتاجية الزراعية بسبب تسرب المياه المالحة إلي المياه

ويُعتبر البنك الدولي على رأس قائمة مؤسسات التمويل الدولية التي تتعاون معها مصر في مجال مواجهة التغيرات المناخية. فقد بحث مسئولون بوزارتي التعاون الدولي والبيئة مع مُمثلين عن البنك الدولي، في 22 سبتمبر 2021، سبل وآليات التعاون لتطوير سياسات مكافحة أزمة تغير المناخ، بهدف توفير الدعم المالي اللازم لمشروعات التنمية المستدامة، التي تمارس دورًا هامًا في مواجهة التهديدات المناخية التي تتعرض لها مصر، لاسيما أن وزارة التعاون الدولي تطرح مشروعات تقدر قيمتها بحوالي 365 مليون دولار في إطار تحقيق الهدف الـ13 من أهداف التنمية المستدامة، والمعني بمسألة التغير المناخي في مصر

وأكد الشيخ على طيفور وكيل وزارة الأوقاف بسوهاج أن الإسلام وفر لنا المفاتيح لنحيا حياة متناغمة بحيث لا يتناول الإنسان من الطبيعة أكثر مما يحتاجه

وقد نبه الإسلام عن اختلال التوازنات وعن عدم المساواة التي تنبأ بحدوثها إذا حدنا عن اتباع وصاياه. لقد خلق الله كل شيء بميزان، ولا يستطيع أي مخلوق أن يخرق هذا التوازن إلا الإنسان بسبب فساده في الأرض، كما يقول القرآن الكريم، لدرجة أن تدخله تسبب في التغيرات المناخية التي نشهدها الآن على شكل فترات جفاف طويلة الأمد وفيضانات مدمرة وكل أنواع الظواهر المناخية البالغة القسوة.

والإنسان، هو خليفة الله في أرضه، مصداقا لقوله تعالى إنّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً (البقرة، 29)، يضطلع بأعلى مستوى المسئولية والأمانة إزاء الخليقة جمعاء، من بني جنسه وسائر الكائنات الحية الأخرى والجمادات، فهو مسئول عن تحقيق العدل والقسط على سطح الأرض: يَأيُّها الذِينَ ءَامَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلهِ وَلَوْ عَلَى أنْفُسِكُمُ أوِ الوِلْدَانِ وَالأقْرَبِينَ إنْ يَكُنْ غَنِيّاً أوْ فَقِيراً فاللهُ أوْلَى بِهِمَا لا تَتَّبِعُوا الهَوَى أنْ تَعْدِلُوا (النساء، 134).م

وتواترت الأبحاث العلمية على أن الإنسان هو السبب الرئيس لتغيُّر المناخ وما يتبعه من فساد، وصدق الله حيث قال: {ظهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ “41”} (الروم)، يقول ابن عاشور: وفساد البر يكون بفقدان منافعه وحدوث مضاره، مثل حبس الأقوات من الزرع والثمار والكلأ، وفي موت الحيوان المنتفع به، وفي انتقال الوحوش التي تصاد من جراء قحط الأرض إلى أراضين أخرى، وفي حدوث الجوائح من جراد وحشرات وأمراض، وفساد البحر كذلك يظهر في تعطيل منافعه من قلة الحيتان واللؤلؤ والمرجان وكثرة الزوابع الحائلة عن الأسفار في البحر، ونضوب مياه الأنهار وانحباس فيضانها الذي به يستقي الناس.

وقد نهى الله تعالى عن الإفساد في الأرض؛ {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا } (الأعراف:56)، قال القرطبي: إنه سبحانه نهى عن كل فساد قلَّ أو كثر بعد صلاح قلَّ أو كثر، فهو على العموم على الصحيح من الأقوال، وقال الضحاك: معناه لا تعوروا الماء المعين، ولا تقطعوا الشجر المثمر ضراراً، وقد ورد: قطع الدنانير (إفساد المال) من الفساد في الأرض، وقد قيل: تجارة الحكام من الفساد في الأرض، وقال القشيري: المراد ولا تشركوا؛ فهو نهي عن الشرك وسفك الدماء والهرج في الأرض، وأمر بلزوم الشرائع بعد أن أصلحها الله ببعثه الرسل

واختتمت د. عواطف جابر بأن مؤسسة هى تبدي استعدادها لتجهيز قافلة طبية بمختلف التخصصات خلال الأيام القادمة بعد تحديد الأماكن الأكثر احتياجا للقافلة الطبية بحضور كل من جمال شومان نائبًا عن رئيس المدينة وجميع العاملين بالمجلس وعلى رأسهم المحاسب عامر عوض رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة طهطا الذي استقبل وفدًا من المؤسسة لاقامة الندوة اليوم عن التغيرات المناخية والتجهيز لقافلة طبية خلال الأيام القادمة.

وفى نهاية اللقاء أكد المحاسب عامر عوض رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة طهطا على ضرورة التنسيق والتعاون المستمر مع الجمعيات الاهلية والمؤسسات الخيرية التى تهدف إلى خدمة المواطنين فى كل مكان

حضر اللقاء محمد ثروت نائب رئيس المركز ورؤساء القرى ومدير مكتب رئيس المركز ومدير العلاقات العامة ومسئول التفتيش المالى والادارى والمتابعة وأعضاء وفد المؤسسة.

جانب من الندوة

جانب من الندوة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى