تاريخ وحضارة

مدينة رشيد على طريق «اليونسكو»

محسن يوسف

اختارت مصر مدينة رشيد التابعة لمحافظة البحيرة لترشيحها في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو تلك المدينة التي تعد واحدة من أهم وأجمل مدن مصر القابعة على ضفاف النيل عند التقائه بالبحر المتوسط كما أنها تموج بآثار إسلامية وتمثل المركز الثاني بعد مدينة القاهرة في تلك الآثار وتنفرد آثارها بطابع معماري مميز عن باقي الآثار الإسلامية في البلاد، سواء بالنسبة للعمائر المدنية أو الدينية.

وأكد اللواء هشام آمنة محافظ البحيرة على اهتمام القيادة السياسية بتطوير مدينة رشيد كمشروع قومي لما تتمتع به من مقومات سياحية وتاريخية وثقافية وتراثية حيث إن إجمالي عدد المشاريع الخاصة بتطوير المدينة تبلغ ١٨ مشروعًا بتكلفة ٣٩٣ مليون و٥٠٠ ألف جنية حيث تم الانتهاء من ١١ مشروعًا منها بتكلفة إجمالية ١٤٨ مليون جنيه وجارٍ العمل بعدد ٧ مشاريع بتكلفة إجمالية ٢٤٥ مليونًا و٥٠٠ ألف جنيه.

نموذج لمدينة العلمين

وقال المحافظ إن إنشاء مدينة رشيد الجديدة والتي يتم تنفيذها على غرار مدينة العلمين من المشروعات التي سوف تحدث نقلة نوعية والتي صدر لها قرار رئيس الجمهورية رقم ١١٧ لسنة ٢٠١٩ بإعادة تخصيص مساحة ٣١٨٥ فدانا لصالح هيئة المجتمعات العمرانية لإنشاء مدينة رشيد الجديدة بواجهة شاطئية بطول ١٠ كم وتبعد عن الطريق الدولي ٥ كم ومقسمه إلى ٣ مساحات منها ٤٤٣ فدانا بمنطقة المثلث الذهبي بالإضافة إلي مشروع ميناء الصيد المقام على مساحة ٤٨ ألف م٢ بتكلفة إجمالية ٦٠٠ مليون جنيه ومكون من ١٢ مبنى ورصيف بطول ٨٥٠ م وسعة الميناء ٥٠ مركبا/ ساعة ويعد هو الأول من نوعه بمصر.

وأوضح أن هناك مشروع “بشاير الخير ٤” إحدى هدايا الرئيس عبدالفتاح السيسى لمحافظة البحيرة بتخصيص ٤٣.٤ فدان للمشروع وهو عبارة عن ٣٣ بلوك بعدد ٦٦ عمارة ستضم عدد ٤٥٥٤ وحدة سكنية والمشروع يضم مسجد ونادي اجتماعي و٦٦ جراجا بالإضافة إلى ٥٩٤ محلا تجاريا.

وكشف “أمنة” عن إنشاء كوبري “مزلقان الصيرفي” وهو يقع أعلي مزلقان السكة الحديد والذي يربط مدينة رشيد القديمة بالمدينة الجديدة ويعد ثاني كوبري بالمحافظة بهذا النظام بطول 660 م وعرض 17 م وبتكلفة إجمالية 100 مليون جنيه.

ثاني أكبر مُجمع للآثار الإسلامية

أكدت الدكتورة نهال بلبع نائب محافظ البحيرة أن مدينة رشيد تعد ثاني أكبر مُجمع للآثار الإسلامية في مصر بعد مدينة القاهرة كما أنها من المدن القليلة التي لا تزال تحافظ على طابعها الإسلامي والتراثي الفريد ويوجد بها حوالي 39 أثرا إسلاميا يجعلها وكأنها متحف كبير مفتوح للعمارة الإسلامية، وعلى هذه الخلفية كانت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطويرها وتحويلها إلى مدينة سياحية عالمية تأخذ مكانتها التي تستحقها على خريطة السياحة الإقليمية والدولية، وقد تم قطع خطوات على طريق تنفيذ تلك المهمة الوطنية حيث تم ترميم وتطوير المدينة الأثرية وتحويلها إلى متحف مفتوح للآثار الإسلامية.

مدينة أثرية

قالت “بلبع” إن المدينة تضم اثنين وعشرون منزلا أثريا وعشرة مساجد وحماما وطاحونة كما يوجد بها قلعة قايتباى والتي تقع على الشاطئ الغربي للنيل وهي تشبه الحصن في بنائها المربع وأبراجها الأربعة المستديرة ويحيط بهذه الأبراج خنادق والتي عثر بها على حجر رشيد والذي يعد مفتاح اللغة الهيروغليفية والحضارة الفرعونية، كما يوجد بها منزل والمسجد المعلق وطاحونة ابو شاهين والتي تعد أقدم الطواحين بمصر كما يوجد بها الحديقة المتحفية والتي تقع ضمن حرم متحف رشيد القومي الأثري ومقامة علي مساحة فدان (3000 متر2) وكان الهدف منها أن يوضع بها القطع الأثرية الضخمة وكذلك كونها صالة عرض مفتوح للتراث القديم.

منظمة اليونسكو

أشار “بلبع” إلى أنه تم إعداد ملف خاص عن مدينة رشيد التاريخية وتم تقديمه لمنظمة اليونسكو من أجل وضعها على قائمة التراث العالمي.

وأكد الدكتور محمد تهامى مدير عام آثار رشيد، أن مدينة رشيد تحتضن العديد من المناطق والأماكن الأثرية التي ترجع للعصور القديمة وتخطف أنظار زائريها ويوجد بها ثروة تراثية نادرة حيث تميزت أبنيتها بالأعمدة والتيجان القديمة ومزينة بالطوب المبخور الأسود والأحمر، وبها زخارف تضم عناصر هندسية ، وضمت منازل رشيد عدداً من “الأسبلة” التي ألحقت بها والتي صنعت شبابيكها من المصبعات الأكر النحاسية، وأحيطت بعض الأسبلة بالأشرطة الرخامية التي نفذت عليها الزخارف، ويطل الإيوان على الشارع أو الفناء، أما الأحجبة فقد وجد حجاب واحد فى منزل “الأمصيلى” وهو المثال الوحيد للأحجبة بعمائر رشيد وينقسم إلى ثلاثة أقسام يعلو كل منها عقد مدبب وترتك على عمودين رخاميين وسد هذا الحجاب بالخرط الصهريجى والميمونى والباب من الحشوات الخشبية وتمثل كل هذه المواصفات السابقة قيمة تراثية وتاريخية لهذه المنازل تستحق التوثيق في قائمة التراث العالمى باليونسكو.

وأشاد أهالي محافظة البحيرة بما يتم من مشروعات تنوعت بين مناطق سكنية وخدمية وتجارية وأثنوا على جودة الأعمال الإنشائية المنفذة والتي من شأنها توفير حياة كريمة لملايين من المواطنين وهو ما يؤكد على جهود القيادة السياسية مؤكدين أن وضع مدينة رشيد على خريطة السياحة العالمية حلم كل مواطن بحراوى.

يقول على نصر “أحد أبناء رشيد” أن الانتهاء من تطوير مدينة رشيد ووضعها على خريطة السياحة العالمية يعد حلم جميع أبناء مدينة رشيد مشيرا إلى أن ميناء رشيد يعد من أهم المشروعات الاقتصادية بمصر فى عهد الرئيس السيسى وسوف يضع محافظة البحيرة ضمن أهم المناطق بالشرق الأوسط، موضحاً أنه يعد استثمارا جيد لتعظيم الإنتاج المحلى للأسماك بالإضافة إلى توفير العملة الأجنبية، لافتا إلى أن مردود هذا المشروع سيعزز الإنتاج المحلى من الأسماك وصولا إلى الاكتفاء الذاتي وخفض الأسعار هذا بخلاف ما سيتم من التصدير مما سوف يسهم في توفير العملة الأجنبية.

ويؤكد حسام الطنيخى “نائب رئيس أحد البنوك بالبحيرة” أن ما يتم من تطوير فى مدينة رشيد سيكون أنطلاق لتطوير محافظة البحيرة وتنميتها وجعلها قبلة للسياحة العالمية بالاضافة إلى انتعاش الحركة الاقتصادية، لافتا إلى أن ميناء رشيد سيكون له مردود أقتصادى كبير كما سيسهم فى خلق فرص عمل للشباب من خلال العنصر البشرى وتحويله إلى طاقة إنتاجية وأشار “الطنيخى” أن ما يتم من العديد من المشروعات برشيد يعد إعجاز مؤكدا أن وضع رشيد على خريطة السياحة العالمية هو حلم كل مواطن بحراوى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى