تاريخ وحضارة

المتحف اليوناني الروماني.. حافظ لتاريخ “عروس المتوسط “

السيد عبدالرازق

تزخر مصر بالكثير من المتاحف التاريخية، التي تعد شاهدًا على تاريخها الممتد لآلاف السنين، ومن بين هذه المتاحف يحتل المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية مكانة كبيرة لكونه يضم تشكيلة واسعة من الآثار التي عثر عليها في الإسكندرية وما حولها، وهي في معظمها آثار من العصر البطلمي والعصر الروماني اللاحق له.

المتحف الذي افتتح في عام 1895م في عهد الخديو عباس حلمي الثاني، جرى غلقه عام 2005 بعد إخلائه من كافة الآثار والمعروضات للقيام بأعمال الترميم والصيانة للمبنى التاريخي له، وتوقفت أعمال تطويره عام 2011 قبل أن تعود مجددًا عام 2018 طبقًا لبروتوكول التعاون الموقع بين وزارة السياحة والآثار والهيئة الهندسية للقوات المسلحة في أبريل عام 2017، لتطوير وترميم 8 مواقع أثرية من بينها المتحف اليوناني الروماني.

الانتهاء من 95% من الأعمال الإنشائية

ومؤخرا أعلنت مديرية آثار الإسكندرية الانتهاء من نحو 95 % من أعمال الترميم والجوانب الإنشائية للمشروع، حيث إنه من المتوقع أن يتم الافتتاح خلال العام الجاري، بعد نقل نحو 20 ألف قطعة أثرية تعود للعصرين اليوناني والروماني للمتحف، بعد أن زادت مساحته إلى 9 آلاف متر .

وعن أعمال التطوير يقول الدكتور مؤمن حسن رئيس قطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار، إن المتحف بعد تطويره سيكون تحفة معمارية وفريد من نوعه بين متاحف العالم بما يضمه من آثار نادرة تمثل حقبة تاريخية مهمة من تاريخ مصر والعالم.

معروضات وتماثيل نادرة

يضم المتحف قطع أثرية مهمة ونادرة وعلى رأسها تماثيل رؤوس للإسكندر الأكبر، والمئات من تماثيل الحكام البطالمة والرومان، ومن بينها تمثال للإمبراطور دقلديانوس ، وغيره , كما يضم تمثال ضخم للآلهة إيزيس بطول 11 مترا بعد استخراجه من مياه البحر أمام قلعة قيتباي، فضلا عن مجموعة معبد الرأس السوداء للآلهة إيزيس، ومجموعة أرض المحمرة من الرخام، بالإضافة إلى تمثال أفروديت، والفسيفساء المشهورة للنيل، علاوة على تمثال الإله سيرابيس أو عجل أبيس الشهير والذي أراد به حكام مصر آنذاك في التقريب بين الشعب المصري.

ويضم المتحف أيضا بين معروضاته , قطع أثرية ترصد فنون العصرين اليوناني الروماني في مصر منذ القرن الرابع قبل الميلاد وحتى العصر البيزنطي ” القرن السادس ميلادي.

وكشف المتحف عن مقبرتين مهمتين إحداهما من العصر البطلمي عثر عليه بمنطقة سوق الورديان , والأخرى ترجع إلى العصر الرومانى , وقد تم قطعهما ونقلها إلى الحديقة القبلية له، كما يحتوى المتحف على عدة قاعات , كل قاعة تضم مجموعة من الأثار لعصور مختلفة .

الخبيئة

وقادت الصدفة وحدها العاملون في أعمال الترميم بالمتحف عام 2018، للعثور على ما يقرب من 500 قطعة أثرية أثناء أعمال الترميم، تشمل أواني الدفن الأثرية تعود إلى عصور تاريخية مختلفة.

ومن جانبه، قال محمد متولى مدير عام آثار الإسكندرية، إن الآثار التى عثر عليها بحديقة المتحف عبارة عن خبيئة تم دفنها بأرض المتحف للحفاظ عليها من التبديد أثناء الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى أن فريق العمل بالمتحف عثر خلال أعمال الترميم والتنقيب على شواهد قبور وأواني دفن أثرية لعصور مختلفة.

تاريخ المتحف

وعن تاريخ المتحف يقول الدكتور إسلام عاصم، الباحث في التاريخ السكندري ونقيب المرشدين السياحيين السابق بالإسكندرية، إن مبنى المتحف فريد من نوعه لكونه قد أنشئ ليكون متحفا بخلاف متاحف أخرى كانت قصور وجرى تحويلها إلى متاحف ، مشيرا إلى إنه أيضا من أوائل المباني التي جرى إنشاؤها بعد القصف البريطاني الذي دمر الكثير من المباني في الإسكندرية وقتها وسبب دمارا وخرابا كبيرا للغاية بالمدينة .

وأضاف:”فكرة إنشاء المتحف جاءت مع الاكتشافات الأثرية الكثيرة والتي كان لابد من بناء مكان للحفاظ عليها مما جعل رموز المجتمع السكندري في هذا الوقت يفكرون في بناء المتحف , ومن هنا تفاعل كبار المجتمع في المشروع , وحرص كل من يعثر على آثار على إهدائها للمتحف لعرضها بها , وعلى رأسهم الأمير عمر طوسون ومنشا باشا , ولذلك وضعت أسماؤهم على قاعات المتحف.

وتابع:”تبلورت فكرة إنشاء المتحف حوالى عام 1891، وانتهى العمل به عام 1895م , حيث افتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني , وبلغ عدد قاعاته وقتها 11  ونتيجة للنشاط الأثرى , وتزايد الاكتشافات , زاد عدد قاعاته حتى وصلت إلى 25 حاليا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى