ظاهرة متكررة.. لماذا تتأثر مصر بزلازل “جزيرة كريت”؟

ونحن مازلنا نحتفل بالعام الجديد… تعرضت محافظات القاهرة، في ساعات الفجر، اليوم الثلاثاء، لهزة أرضية قوية، شعر بها كل مواطنيها، وانتشر الذعر بينهم.
وعلى أثرها، أصدر المعهد القومي للبحوث الفلكية، بيانا يكشف فيه، أن الهزة الأرضية نابعة من شرق البحر المتوسط، “جزيرة كريت” وعلى بعد 415 كم من مدينة دمياط.
هزة بقوة 6.6 ريختر، انطلق دويها في كافة المحافظات المصرية، وصلت لعمق 60 كم، شعر بها المواطنون ولم تسفر عن خسائر في الأرواح والممتلكات.
وجدير بالذكر، أنه في نوفمبر الماضي، سجلت محطات الشبكة القومية للزلازل صباح يوم الأربعاء، هزة أرضية بقوة 5,9 درجة على مقياس ريختر بالقرب من جزيرة كريت.. شعر بها سكان بعض المدن المصرية.. انتشرت تساؤلات حول السبب في تأثر مصر بكل ما تتعرض له “جزيرة كريت” من زلازل.
وهنا يعلق الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية: جزيرة كريت تعد واحدة من أنشط بؤر الزلازل في منطقة البحر المتوسط، وأقربهم لمصر. وهذا السبب في شعورنا بكل ما يحدث بالمنطقة.
وأكد القاضي، أن جزيرة كريت، لا تتسم بالبراكين ولكن ما يقع بها من زلازل يعود لحركة تكتونية تحت سطحية نتيجة انزلاق القارة الإفريقية أسفل الأوروبية.
وعلى الرغم من أن الهزة التي وصلت قوتها نحو 6 ريختر، لم تتسبب في وقوع أي إصابات في الأرواح، أو دمار للممتلكات.. إلا أن المعهد يقوم بدراسة الزلازل ويتعامل معها بمنتهى الدقة ويضع خططا واضحة لتفادي أي أزمات قد تنتج عنها.
ويقول جاد القاضي، ، إن منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط تعد من أكثر المناطق الزلزالية نشاطا، ويصل مستوى النشاط الزلزالي بها إلى المتوسط وفوق المتوسط، وتؤثر مباشرة على مدن الساحل الشمالي والإسكندرية ورشيد ودمياط، ويصل إلى أجزاء من الدلتا ونهر النيل.
وكما حدث في زلزال عام ١٩٥٥ بقوة ٦٫٨ ريختر، شعر به سكان مصر كلها وأحدث دمارا محدودا في مدن الإسكندرية والبحيرة وبعض مناطق الدلتا، وأدى إلى مقتل ٢٢ شخصا.
ويوضح القاضي أن ما يقوم به المعهد، أثناء وقوع الزلازل، هو رصد وتسجيل الزلازل بمصر وما حولها، وتحليل البيانات الخاصة بها واستخلاص معاملات الزلازل المسجلة، بالإضافة إلى دراسة النشاط الزلزالي وتكرارية حدوثه، واستخدام الطرق الإحصائية لتحديد التوقعات المستقبلية لحدوث الزلازل، وتحديد أماكن الزلازل وإعداد الخرائط الزلزالية والتي توضح النطاقات الزلزالية بالتفصيل وخصائص وطبيعة كل مكان وكذلك أقصى تسارع أرضي محتمل والتعاون مع الجامعات والهيئات البحثية المختلفة فيما يخص الطبيعة الجيولوجية والتكتونية لنطاقات الزلازل المختلفة.
زلازل ضربت مصر في 2021
في 12 من أكتوبر الماضي، وقعت هزة أرضية في مصر، بقوة 4.6 درجة على مقياس ريختر، مصدرها جزيرة كريت شعر بها سكان القاهرة والمناطق الساحلية.
وبعد 7 أيام من الهزة الأولى، حدثت هزة أرضية أخرى مصدرها كريت أيضا، قدرها المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بـ6.2 درجة على مقياس ريختر ليشهد أكتوبر الماضي أقوى هزتان أرضيتان خلال العام 2021.
لم يتوقف الأمر على جزيرة كريت.. ولكن وقع عدد من الزلزال، منها زلزالان بقوة 4.0 أو أعلى، و4 زلازل بين 3.0 و4.0، و29 زلزالًا بين 2.0 و3.0، و62 زلزالًا أقل من 2.0 درجة، ضربا مصر فى الفترة ما بين شهري أبريل ومايو 2021… وذلك وفقا لاحصائيات قام بها المعهد القومي للبحوث الفلكية.