[ الصفحة الأولى ]تاريخ وحضارة

قصر الأمير «محمد علي» بالمنيل .. الأسطورة المعمارية

قصر الأمير محمد علي توفيق بالمنيل هو العنوان الحقيقي للعراقة وروعة الأناقة ورقي القصور وهو لوحة فنية يمتزج فيها سحر الماضي برونق الحداثة.

وقصر الأمير محمد علي هو أحد قصور العهد الملكي في مصر ذات الطابع المعماري الخاص، يقع بجزيرة منيل الروضة بالقاهرة على مساحة 61711 متر² منها 50000 متر تمثل مساحة المباني.

وقد قام الأمير محمد على توفيق بإنشاء قصر المنيل ، احتفاءً وإجلالا بالحضارة والثقافة الإسلامية وقد استغرق بناء القصر نحو 40 عاما، إذ بدء البناء فيه عام 1903 وانتهى تشييده عام 1943.

يعد القصر تحفة معمارية فريدة كونه يضم طرز فنون إسلامية متنوعة ما بين فاطمي ومملوكي وعثماني وأندلسي وفارسي وشامي، ويشتمل القصر على ثلاث سرايات هي : سراي الإقامة، وسراي الاستقبال، وسراي العرش، بالإضافة إلى المسجد ، والمتحف الخاص، ومتحف الصيد، وبرج الساعة، ويحيط به سور على طراز أسوار حصون القرون الوسطى، فيما تحيط بسراياه من الداخل حدائق تضم مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات من أوربا وآسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

ويضم القصر مجموعة من المقتنيات والتحف النفيسة النادرة التي ترجع الى القصر العثماني، وهناك المصاحف والمخطوطات والصور الإيرانية الملونة لمشاهير المصورين والخطاطين، والأثواب الإسلامية المطرزة المطعمة بالياقوت والمرجان والكهرمان، كذلك يوجد بالمتحف مجموعة نادرة من السجاد الفاخر، والخزف والأواني البلورية، ومجموعة من الفضيات والشمعدانات النادرة والفازات رائعة التصميم من صنع شركة كريستوفل الفرنسية المشهورة بصنع الأواني والتحف من خليط المعدن والفضة، بالإضافة إلى أدوات الكتابة لمشاهير الخطاطين ، ويستخدم القصر حالياً كمتحف.

كان القصر ملكاً للأمير محمد علي الابن الثاني للخديو توفيق، وشقيق الخديو عباس حلمي الثاني. والذي شغل منصب ولي العهد ثلاث مرات، كما كان أحد الأوصياء الثلاثة على العرش في الفترة ما بين وفاة الملك فؤاد الأول وتولي ابن عمه الملك فاروق سلطاته الدستورية عند إكماله السن القانونية ومن ثم ، فقد ضاع حلم الأمير محمد علي في اعتلاء عرش مصر الذي طالما حلم به و كان هذا الحلم سبباً رئيسياً في بناء ذلك القصر لنفسه و إنشاء قاعة العرش بالقصر.

واختار الأمير محمد علي أرض القصر الأمير بنفسه وأنشأ في البداية سراي الإقامة ثم أكمل بعدها باقي السرايا وقام الأمير بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية والإشراف على البناء ، وأوصى الأمير أن يتحول القصر بعد وفاته إلى متحف.

كما عُرف عن الأمير محمد علي توفيق أنه كان صديق للفنون الإسلامية، كما اشتهر بخبرته الواسعة بالنباتات والزهور وأقلمة النباتات وكان يعلم جيداً أصول علم الموسيقى الشرقية والغربية، بجانب أنه يعد واحداً من أهم وأبرز أمراء الأسرة العلوية المالكة الذين أثروا الحياة الفكرية والحضارية والفنية بمصر إبان القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين.

تُوفِي الأمير محمد علي خارج مصر في 18 مارس 1955 ثم أعيد جثمانه لأرض الوطن، ليدفن في إحدى مدافن العائلة المالكة بحي منشية ناصر وهو المدفن المعروف بإسم «قبة أفندينا» .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى