إحالة للأرشيف

فنادق دمشق القديمة قصيدة غزل و بقايا خاطرة لم تكتمل

ميسون غزلان

 

دمشق القديمة واحة خضراء، مرت عليها حضارات، تعايشت معها وحفظت بصماتها، دون أن تفقد أصالتها. وتنتشر بين حاراتها معالم تاريخية وأثرية. وتتميز بطابع شرقي صمم بدقة وحرفية عالية، بينت براعة المهندسين السوريين القدماء، وحرصهم على تخليد نتاج إرثهم القديم.

 

ويتضح ذلك جلياً في أزقتها وحاراتها وأسواقها ومقاهيها الشهيرة وأبنيتها العمرانيةفعندما تمشي فيحاراتها العتيقة، لن تميّز بيتَ الغني عن الفقير، فلكل البيوت نفس الشكل الخارجي البسيط، هكذا كان أهالي دمشق القديمة يقول سامر قزح صاحب محل للتحف والشرقيات بباب توما .

و أكثر ما تميزت به دمشق هو بيوتها العربية التي تخرج منها الشمس لتضيء ما حولها، فجميع المنازل تحتاج الشمس لتضيء داخلها إلا البيوت الدمشقية التي كانت وما تزال متحفاً مصغراً لكثرة ما احتوت بداخلها من فنون شرقية، بالإضافة إلى أن كل بيت هو واحة غناء فيها الماء والخضرة والمجلس المريح، حيث جمع المنزل كل وسائل راحة الإنسان النفسية أولاً والجسدية ثانياً، كما أن مساحة المنزل الكبيرة وتعدد الغرف وإحاطتها بالفسحة السماوية أعطاها تميزاً لا مثيل له وراحة وهدوءاً لساكنيه وزواره حيث تقسم المجالس ما بين الزوار وأهل البيت.


وظهرت خلال السنوات الفائتة ظاهرة تحول البيوت الدمشقية إلى منشآت سياحية، فتحولت معظم البيوت المطلة على الشوارع الرئيسية في حارات دمشق القديمة وأزقتها إلى مطاعم وفنادق وموتيلات من سويات مختلفة (ثلاث وأربع وخمس نجوم) حتى أضحت دمشق القديمة مقصداً للسياح العرب والأجانب وحتى للسوريين ليس بقصد السياحة فحسب وإنما للإقامة والتنعم بمميزات البيوت الدمشقية العتيقة.

ظاهرة جديدة في العاصمة السورية تحويل المنازل القديمة إلى اماكن ترفيه للمحافظة عليها واستغلال تاريخها في عمل مربح. يقول طلال كايد خبير سياحي.

حيث انتشرت في الآونة الاخيرة في المدن السورية القديمة ‏ ‏والكبرى ظاهرة تحويل البيوت التراثية والتقليدية والعريقة الأثرية الى مطاعم ‏ ‏ومقاه ضمن خطة انعاش وتطوير الاحياء القديمة كونها جاذبة للمواطنين والسياح ‏ ‏للتجول فيها.

ويقول المعنيون واصحاب هذه البيوت ان هذا التحول من شانه الاستفادة من هذه ‏ ‏البيوت في جذب للسياح وتفعيل الحياة الثقافية والفنية من خلال تحويل بعض غرف هذه ‏ ‏البيوت إلى صالات عرض فنية واقامة امسيات فنية وادبية في باحاتها المفتوحة ‏ ‏وايواناتها.

ويقول المستثمرون ان هذه الظاهرة ‏ ‏صحية ومن شانها تشكيل بقعة مضيئة في المدينة القديمة بعد ان كانت هذه البيوت ‏ ‏العريقة مهجورة لفترة طويلة بسبب انشغال الملاك بأعمالهم وخروجهم للسكن خارج دمشق ‏ ‏القديمة في الاحياء الراقية والجديدة.

ومن هذه البيوت بيت جبري وقصر النرجس وعلى البال والروزنة والموليا واليسار في ‏ ‏دمشق وبيت المطعم العجمي في حلب والسلطان في حماة.

ويعتبر بيت جبري من اوائل البيوت الشامية التقليدية التي حولت الى مطعم ومقهى ‏ ‏وصالة عرض من خلال مبادرة ذاتية قام بها وريث المنزل الذي يقع في دمشق القديمة ‏ ‏بجانب (مكتب عنبر) في حي الصوف فقد استطاع رائد جبري انقاذ بيت اجداده واستثماره ‏ ‏سياحيا وثقافيا.


وتبلغ مساحة بيت جبري حوالي 1200 متر مربع منها 750 مترا مربعا هي مساحة ‏ ‏صحن الدار (الباحة السماوية) حيث البحرة الكبيرة وحولها وضعت الطاولات والكراسي ‏ ‏اضافة الى الليوان الرئيسي حيث يستمتع الزائرون بطبيعة البيوت الشامية الرائعة.
ويضم البيت 23 غرفة في طابقين ويلاحظ انقسام البيت كما هو حال البيوت الشامية ‏ ‏الى مدخل البيت وهو باب ضخم يسمى (الخوخة) مكون من باب صغير يدخل منه الشخص وباب ‏ ‏كبير يفتح لإدخال الاشياء الكبيرة.وهناك الممر الضيق الذي وضع فيه صاحب البيت الصور والمقالات التي كتبت عن منزله ‏ ‏فيه ومن ثم تأتى الفسحة السماوية والغرف والليوان الرئيسي المبني من الحجارة ‏ ‏البازلتية السوداء والحجارة البيضاء والصفراء (الابلق) وسقف الليوان من العجمي ‏ ‏المزود بمرايا ويتصدر الليوان قوس رئيسي على جانبيه قوسان اخران مصنوعان من الحجر ‏‏وعليها نقوش وزخارف وكذلك هو الحال في فندق بيت الوالي المميز في موقعه.

ويعتبر “بيت الوالي” أحد المنشآت السياحية التي تجاوزت حدود البيت الدمشقي الواحد، لتجمع ثلاث بيوت مفتوحة على بعضها البعض، وللإضاءة عليه أكثر التقينا مع إدوارد ميرزا المالك والمدير العام لفندق بيت الوالي الذي تحدث بداية عن الفندق وما يحتويه فقال (بيت الوالي هو عبارة عن ثلاث منازل عربية مفتوحة على بعضها وكل منزل مختلف عن الآخر ومتشابه معه في ذات الوقت… فكل بيت له فسحته السماوية والبحرة الخاصة به والغرف المحيطة به وأضاف (بيوت ومنازل دمشق القديمة هي إحدى أساطير الشرق وسحرها وهي مقصد تاريخي وثقافي هام في العالم، ومن باب الحفاظ على هذه المعالم الأثرية وإحياء ذكرى حكايا أجدادنا وذكرياتهم من جهة وبهدف المساهمة في دفع اقتصاد هذا البلد وإعطاء صورة حقيقية عن كرم وعطاء أهلها أتت فكرة ترميم البيت وتحويله إلى فندق دمشقي تراثي يقدم رؤية سياحية متكاملة).

وأشار إلى أن (الفنادق التراثية تستقطب زواراً أجانباً وعرباً، وذلك للمزايا التي تنفرد بها، فمعظم زبائننا في فندق بيت الوالي هم من الأجانب بالنسبة الأكبر وأيضاً أصبح الزوار العرب يفضلون الفنادق الدمشقية عن الفنادق الحديثة).
وتشهد هذه المنشات السياحية تشهد اقبالا كبيرا وعلى كافة المستويات ‏ ‏حيث يتوافد العديد من المواطنين والمقيمين والسياح لقضاء فترات ممتعة ولا تقتصر ‏ ‏الخدمة على تقديم الوجبات الدمشقية المشهورة بل تقدم ايضا البرامج ‏ ‏الترفيهية.

وتقتصر برامج هذه المطاعم على فرق فنية صغيرة ‏ ‏تقدم وصلات غنائية تراثية وفلكلورية والقدود الحلبية وهي ترتدي اللباس الدمشقي ‏ ‏وبمصاحبة العود والقانون ودون ضوضاء احتراما للجيران ورقصة المولوية.‏ ‏ وببساطة عروضها استطاعت هذه المطاعم جذب الكثير من رواد المطاعم والفنادق في دمشق الجديدة ‏ ‏كما تحرص المجموعات السياحية على ارتيادها لقربها من اماكن سياحتهم حيث قلعة دمشق ‏ ‏والجامع الاموي والاسواق التاريخية القديمة مثل مدحت باشا والحميدية والحريقة ‏ ‏والتكايا ومحال الصناعات اليدوية والتقليدية وبيع التحف الشرقية.

وتأكيدا لأهمية التوجه الجديد بدأت الوزارات وادارات الدولة والسفارات بإقامة الولائم ‏ ‏لكبار الضيوف الزوار من عرب واجانب.
وفي قلب دمشق القديمة واسواقها والى جانب حمام البكري يقع (مطعم اليسار) ويمثل خصائص البيت الدمشقي حيث يتميز ببساطة المظهر الخارجي ‏واتساع الداخل وحيث تتعانق فخامة الرخام والحجر المملوكي مع اناقة النباتات ‏ ‏ونوافير المياه.

وقد شيد المنزل (مطعم ‏ ‏اليسار) الواقع بالقرب من (باب توما) عام 1840 واعيد ترميمه بين عامي 1994 و1996 ‏ ‏مع المحافظة على رونق واصالة زخارفه القديمة وفيما بعد تم استثماره كمطعم من قبل ‏ ‏المالكين.‏ ‏ ‏ ويشاهد الزائر المحلي والسائح لدى دخوله المطعم لوحات كتبت عليها مسميات اقسام ‏ ‏البيت مثل (السطحية) و(القاعة) والغدير والعجمي ولدى سؤال رستم معاني هذه ‏ ‏التسميات قال ان السطحية تعني التراس او الشرفة او كما يطلق عليها اهل الشام في ‏ ‏لهجتهم المحكية (برندا) والعجمي هي صالة صغيرة تحتوي على ارائك وكراسي دمشقية ‏ ‏مصنوعة من الخشب المصدف بالخزف الابيض اما جدران الصالة فهي مكسوة بديكور خشبي ‏ ‏فلكوري بني اللون والقاعة وهي الصالة الكبيرة.

ولم يقتصر تحويل البيوت الدمشقية التاريخية والعريقة الى مطاعم او مقاه فقط بل ‏ ‏ان وزارة الثقافة حولت العديد من هذه البيوت الى متاحف حرصا منها على المحافظة ‏ ‏على هذه البيوت اضافة الى اصدار العديد من القوانين الصادرة عن محافظة دمشق ‏ ‏القاضية بعدم جواز بيع هذه البيوت خوفا من هدمها من قبل مستثمري العقارات وانشاء ‏ ‏مبان حديثة مكانها للمتاجرة بها ويفضل الزوار الفنادق العربية عن الفنادق الحديثة.


حيث ان أغلب السياح الأجانب يفضلونها عن الفنادق الحديثة كونها تعطيهم فكرة عن جمال وسحر دمشق وتربط بين الواقع وقصص أساطير مدينة دمشق وخفايا بيوتها وروح الجمال الكائنة فيها ولعدم وجود مثيل لها في أي مكان.
وأيضاً الموقع المميز لهذه المنازل كونها في وسط المدينة القديمة وما تؤمنه هذه الحارات من أجواء أمان وحيوية لقربها من الأسواق والمطاعم وأماكن السهر وللتمتع بتراث الماضي وتطور الحاضر، حيث اجتمعت تكنولوجيا وأساليب راحة الحاضر بتراث وجمال حضارة الماضي، أما بالنسبة للزوار العرب فالكثير منهم يفضلها كونها تذكره بأجداده وتمده بالراحة النفسية لوسع البيوت والغرف والبحرة والمساحات المشمسة وحتى لوجود النباتات الخضراء داخلها فكلها تعطي جواً من الحميمة والراحة النفسية والإحساس بالأمان.

وبالعودة الى تاريخ هذه المنازل الفندقية نجد انها بنيت في القرن الثامن عشر، وكان يقيم فيه رجل يشتهر بكرمه وثراءه وعطائه وكان يساعد كل محتاج وفقير وكان مرجعاً لكل نزاعات الناس وتقديم المشورة لهم وهذا ما أعطاه صفة الوالي ولهذا سمي “بيت الوالي ” مثلا على ذلك

اما فندق تالميسان في أجمـل البيـوت الدمشـقيـة على الإطـلاق !

يرمز اسم تاليسمان، الذي مثل بكف اليد المفتوحة والمرسومة وسط بركة الماء بالفندق، إلى جلب الحظ وإبعاد الشر والشعوذة وفقاً لما يذكره مدير الفندق فايز الميداني..

إن تاليسمان، هو فندق يقع في البلدة القديمة، في دمشق، يبعد مئات من الأمتار عن الطريق الروماني القديم، وعن “مدحت باشا”، وعن باب شرقي التاريخي، الذي يشتهر الآن بأسواقه، وخاصة شارع السوق، وقد بني هذا القصر اليهودي القديم، في شارع جانبي هادىء،وقد أعيد ترميمه، وفقا لأكثر التقاليد أصالة للبيوت العربية القديمة.إن تاليسمان الأمين، يعتبر النجمة الأولى، في سلسلة فنادق تاليسمان، وهو مكان فخم، يتميز بإطلالة جميلة، على المسبح الوحيد في دمشق القديمة، وهو يضم باحتين، وليوان، وقاعة، كما ويضم سبعة عشر غرفة، وجناح، ستجعلك “لاتنسى دمشق أبدا”.

وقد أعيد تجديده وفقا لتقاليد البيوت الدمشقية القديمة، الأصيلة، وهو بناء يعود لأكثر من 300 عاما، وهو منزل دمشقي قديم، يحتوي على ثلاث باحات، وليوان، وقاعة صغيرة، وواثناعشرة غرفة، وجناح، وشقة خاصة مذهلة. ويقع في قلب دمشق القديمة، بجانب أقدم بوابات دمشق السبعة، بوابة باب السلام، ويبعد عشرين دقيقة عن المطار، وخمس دقائق سير عن باب توما الأثري، ، و”بوابة سانت توماس”، و دقيقتين سيرا عن مسجد أمية الشهير.

تعتبر شركة تليسمان الأولى التي أنشأت فنادق في دمشق القديمة، وكان تسبّاقة في هذا النوع من الاستثمار وهي بصدد افتتاح تليسمان 2 في حي القيمرية، يشير مسؤول التسويق في تليسمان فراس حميدي إلى أن التوجّه نحو خلق أنواع جديدة من السياحة، تستلزم تحويل بيوت دمشقية إلى فنادق ذات طابع دمشقي كون تلك السياحة تنتشر في مدن العالم كافة، وهي ليست مغامرة لأنها اعتمدت على خطة مدروسة.

موضّحاً: درسنا السوق من خلال إحصائيات وبيانات عن الشركات السياحية، وأعداد الوفود، ورأينا أن ما ينقصنا هو”بوتيكأوتيل” الذي يتميز بعدد الغرف القليلة، ويبرز طابعا دمشقياً قديماً. مع العلم أن المصاريف التي كلّفت ترميم البيت وإعادة تأهيله كانت كبيرة، إلا أن تليسمان أحيت بعض المهن التي كانت مهدّدة بالزوال مثل “الشغل على الخشب”، وحافظت على أشياء قديمة” أنتيكة”، فهنا كخزانة كلّفت نصف مليون ليرة، وبالمناسبة فإن تليسمان تعني “تعويذة الحظ السعيد”، فعندما يرى السائح العفش والتحف والقطع الأثرية يلفت نظرها لأثاث الشرقي، ويريد أن يفرش بيته بهذه الطريقة الشرقية . اما “الإيرادات ” :يؤكّد مسؤول التسويق في تليسمان: أن الليلة الواحدة في الفندق تكلف ما بين 250 ، 300 دولار، لأنها لشريحة معيّنة من السيّاح تتلقّى خدمات ذات مستوى عال، حيث يعتبر الزبون نفسه أحد أفراد عائلة تليسمان، ومنذ افتتاحه ” 30 منزل بائنه يقصدونه ثانية”. يصنّف حميدي تليسمان منبين أشهر الأوتيلات في أميركا وحتى أوروبا، علما أنها اكتسبت شهرتها تلك عبر الإيام يلو ليس عن طريق شركات السياحة،وفي إحدى المرات زارتهم ” نانسيبيلوسي” عندما كانت في سورية، إضافة إلى فنانين وممثلين مشهورين عالمياً.
أنّ ما يميز الفندق ليس القِدم في العمارة إنما القِدم بما تحتويه من تراث دمشقي كالأسرة التي يعود بعضها إلى أكثر من مثتي عام والمرايا المصدفة إلى مئة وخمسون عاما، إضافة إلى بعض الإضافات العصرية كالحمامات الحديثة والتلفزيون والإنترنت. فبمجرد أن تدخل هذا البيت ستجد نفسك أمام متحف للتراث الدمشقي العريق في تكوينه المعماري الخارجي المترف بأنواع الفنون الهندسية المعمارية بممراته وأروقته وحناياه المحافظة على أصالة التراث الحضاري السوري القديم الممزوجة بقالب عصري متكامل.
وقبل أن تغادر الفندق لا بد لك من أن تلقي نظرة على صور زوار الفندق من المشاهير الذين علقت صورهم في بهو الفندق مثل الملكة الإسبانية صوفيا والملكة الأردنية نور والمخرج العالمي فرانسيس فوردكوبولا والفنانين العالميين انجلينا جولي وبراد بيت إضافة إلى شخصيات سياسية واقتصادية معروفة.
ولأجل فكرة تنشيط السياحة بدأت الاوابد المعمارية التاريخية التي تعود الى قرون سابقة في سوريا تشكل حافزا للعديد من المؤسسات الاستثمارية لتحويل عدد منها الى فنادق تراثية تكون مغايرة عن الفنادق ذات الطابع المعماري الحديث.
وقد رخصت واهلت وزارة السياحة هذه الفنادق وفقا لمواصفات تراعي خصوصية الارث التاريخي للبيوت المخصصة لإقامة هذه الفنادق التي سيتم استثمارها في وقت قريب في كل من دمشق القديمة وحلب شمال سوريا. حسب مديرية المنشات السياحية في وزارة السياحة.

وتعتبر مؤسسة الاغا خان من اول المستثمرين الذين تقدموا بطلبات لاستثمار ثلاثة بيوت في دمشق القديمة يعود تاريخها الى القرن السابع عشر الميلادي.

وقال غزوان ياغي المسؤول في دائرة الاثار السورية ان مؤسسة الاغا خان كانت قد تقدمت بطلب لاستثمار ثلاثة بيوت دمشقية قديمة وقتهافي اول توجه للمؤسسة لتوظيف هذه البيوت التاريخية 2011.

وتابع ان مؤسسة (سورستا) التابعة للاغا خان للتطوير والترويج السياحي هي المشرفة على تشغيل هذه العقارات بعد تحويلها الى فنادق خمس نجوم تتوافر فيها الشروط والمواصفات الفنية الموضوعة من قبل وزارة السياحة السورية ودائرة الاثار والمتاحف التي تراعي خصوصية الموقع الاثري والبيئة المحيطة بها.

وياتي هذا المشروع الذي يعتبر الاول من نوعه في سوريا في اطار استراتيجية الجهات المعنية الهادفة الى تشغيل وتوظيف المباني التاريخية سياحيا من جهة والحفاظ على نسيجها المعماري حيث تم في السنوات القليلة الماضية تحويل الكثير من هذه المباني الى مطاعم ومقاهي تشهد ارتيادا كبيرا من قبل زوار دمشق من عرب واجانب ومن اهالي دمشق الحديثة.
وذكر غزوان ياغي المسؤول في دائرة الاثار السورية ان مؤسسة الاغا خان تقدمت بطلب اخر لتحويل دار بلدية حلب القديمة الذي يعود الى فترة الانتداب الفرنسي الى فندق دولي.

وعبر عن الامل بان تتعدد مشاريع المؤسسة فى المستقبل والاستفادة من خلال المشاريع التي ستقوم لتطوير الكوادر السورية واستخدام تقنيات عالية في الترميم الاثري والترويج للأثار ووضع الخطط لتسجيل اكبر عدد ممكن من المواقع السورية على قائمة التراث العالمي.
وتحدث ياغي عن مشاريع المؤسسة الترميمية قائلا ان برنامج دعم المدن التاريخية التابع لمؤسسة الاغا خان تاسس عام 1992 بهدف تشجيع الحفاظ على المباني والساحات العامة واعادة استخدامها في مواقع تاريخية منتقاة من العالم الاسلامي حيث يقوم البرنامج بتنفيذ عشرين مشروعا في سوريا وباكستان وزنجبار وسمرقند والبوسنة ومصر.

ولعل الازمة التي عصفت في البلاد قد بينت مدى ارتباط المواطن السوري بهذه المنشات السياحية فهي اول من قصدها في موجات النزوح الداخلية هربا من بطش الإرهاب التكفيري وتمسكا منه بالهوية السورية في طابع البيت والحرص على الانتماء في إصراره على البقاء في بيت العيلة الكبير الحنون الذي يحضن في جنباته أصوات من راحوا ومع حفيف أوراق شجيرات النارنج والكباد أصوات الضحكات التي طالما علت في فناء هذا البيت الواسع الشاهد على عهد من السلام والاستقرار وخوفا من ان تجره الظروف الى النزوح الخارجي تحت رحمة أمواج البحر حيث بلدان غريبة يفتقد فيها الانسان الى الأمان والطمأنينةفالأزمة زائلة والبيت باق باهلهشواهد على العصر ففي أواخر النصف الأول من القرن الماضي مثلا نشط في منطقة السنجقدار المتفرعة من ساحة المرجة وسط العاصمة السورية دمشق، وفي شارع النصر المجاور، بناء الفنادق على الطراز المعماري الأوروبي، كطوابق متعددة بدلاً من النُزُلْ والخانات التي كانت منتشرة بشكل كبير في دمشق وهي عبارة عن فنادق ما قبل القرن العشرين، حيث تتركز في المدينة القديمة، وكان سبقها بناء فندق «الشرق»، (أوريان بالاس)، في منطقة الحجاز في بداية ثلاثينات القرن الماضي، الذي ما زال قائمًا كحال فنادق السنجقدار، وفي السنوات الأخيرة (ما قبل الأزمة) تم تحويل عشرات البيوت الشامية القديمة إلى فنادق لجذب السياح، خصوصا الغربيين منهم والذين تستهويهم دمشق القديمة والإقامة في بيوتها القديمة.

ولكن مع بدء الأزمة السورية قبل خمس سنوات، اضطر كثير من فنادق دمشق القديمة لتوقيف نشاطه لانعدام الزبائن، ومنها ما أعلن عن بيعه عبر المكاتب العقارية وحتى على صفحات التواصل الاجتماعي، وبأسعار أقل مما تستحق، وحسب إحصائية نشرت أخيرًا، فإن هناك مئة وعشرون فندقًا قديمًا في دمشق، توقف عشرون منها عن العمل بسبب الأحداث والأزمة، فيما حاولت فنادق أخرى داخل المدينة القديمة التغلب على مشكلة انعدام الزبائن بجذب السكان المحليين، من خلال إقامة أنشطة فنية وثقافية واحتضان فعاليات اجتماعية، حتى تبقى مفتوحة.. أحدها فندق «بيت روز». يقول صاحب الفندق سومر هزيم «اضطررنا لإغلاقه في بدايات الأزمة مع غياب السياح، ولكن عدنا قبل فترة وافتتحناه من جديد على أمل انتهاء الأزمة وعودة الزبائن للفندق». كما عمل معظمها على الإعلان عن تحويل باحات هذه الفنادق وصالوناتها إلى كافيتريات ومقاه، وحتى الاستفادة من الرصيف المجاور لها كمقاهي هواء طلق بعلم محافظة المدينة، مثل فنادق منطقة البحصة ودمشق القديمة، في حين أن فنادق السنجقداروساروجة وشارع النصر وفنادق أزقة ساحة المرجة، استطاعت التغلب على غياب زبائن السياحة من خلال استقبال العائلات المهجرة من أماكن الاشتباكات في الريف الدمشقي وبعض المحافظات السورية، حيث قدّمت لهم عروضًا مغرية بتخفيضات على الإقامة التي تحولت لشبه دائمة، كما استطاعت هذه الفنادق جذب زوار دمشق من المحافظات الأخرى، بسبب أجور الإقامة الرخيصة نسبيًا فيها، ولوجودها في وسط المدينة، وقربها من مختلف الأسواق الدمشقية والمؤسسات العامة والخاصة والمشافي وعيادات الأطباء.

فنادق تراثية أخرى تغلبت على الأزمة، من خلال استقبال طلاب الجامعات الخاصة التي اضطرت إداراتها لترك مقراتها بسبب وجودها في أماكن اشتباكات أو مناطق غير آمنة، فعملت على الاستفادة من هذه الفنادق بتحويل قاعاتها الكبيرة إلى غرف صفية مؤقتة، وغرف المنامة لإيواء الطلاب وتأمين منامتهم فيها، خصوصا أولئك القادمين من المحافظات البعيدة عن دمشق، ومن هذه الفنادق التي استثمرت بشكل مؤقت من قبل الجامعات الخاصة مقابل مبالغ مادية جيدة تُغْنِي عن استقبال السياح.

كان فندق «الفراديس» في ساحة المرجة، وفندق «الشرق»، (أوريان بالاس) مقابل محطة الحجاز في شارع النصر. وفي هذا المجال يوضح صاحب الفندق سعيد عماد «مع بداية الأزمة قبل خمس سنوات توقف مجيء السياح، فكان هناك طلب من إحدى الجامعات الخاصة، وهي الجامعة السورية – الأوروبية التي كان مقرّها على طريق درعا جنوب دمشق، وهي منطقة ساخنة أمنيًا، ولم يستطع الطلاب الوصول للجامعة بسهولة وأمان، فاضطرت حفاظًا على استمرار العملية التعليمية لطلابها ولاستثمار الوقت، إلى أن تستثمر فندقنا لصالحها، فاتفقنا مع إدارة الجامعة، وجهزنا بعض القاعات لتكون أماكن للمحاضرات والتدريس، كذلك تعاملنا معهم بالنسبة للطلاب القادمين من المحافظات بتأمين أماكن سكن لهم آمنة ومريحة وقريبة من أماكن التدريس، فالفندق محجوز حاليًا بالكامل للجامعة؛ إدارة وكادرا تدريسيا وطلابا، حتى تتحسن الأمور وتعود الجامعة لمنشآتها الرئيسية، وسنعمل بعد انتهاء الأزمة على تجديد الفندق وتزويده بأحسن وسائل الرفاهية ليواكب التطور السياحي ومستلزمات السياح. ولكن «الشرق بالاس» هو أقدم فندق بني على الطراز الأوروبي في دمشق.

الحديث لعماد: «نعم الفندق شيّده المهندس اللبناني أنطوان ثابت بين عامي 1928 و1932 لصالح ابن مدينة زحلة اللبنانية يوسف خوّام، وظلّ يملكه ويديره خوّام، ومن ثمّ ورثته من أفراد عائلته، حيث لم يكن لديه أولاد حتى أواخر الستينات، واضطر الورثة لبيعه بسبب ضعف مردوده الاقتصادي، حيث كانت سوريا تمّر بأزمة اقتصادية بعد حرب 1967، فاشترته منهم عائلة عماد السورية التي ما زالت تديره حتى الآن، حيث كان الفندق في خمسينات القرن الماضي أهم فندق دمشقي، فقد استقبل كثيرا من الملوك والرؤساء والشخصيات الأدبية والفنية، ومنهم: أسمهان وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وفيروز والأخوان رحباني وصباح وأغاثا كريستي مع زوجها عالم الآثار ماكس مالوان؛ حيث كتبت بعض قصصها في الفندق، وتحدثت عنه في رواياتها ومقالاتها الصحافية. كذلك أقام فيه الملك سعود بن عبد العزيز أثناء زيارته لسوريا، وكان ذلك قبل بناء قصور الضيافة الرئاسية، كذلك احتضن الفندق كثيرا من المؤتمرات المفصلية في تاريخ سوريا».

ويتميز الفندق من الناحية المعمارية بطراز أوروبي مع صبغة شرقية؛ إذ إن كتلة البناء كبيرة جدًا وذات شكل هرمي متراجع، وهذا يحقق رؤية لكل الغرف والأماكن بشكل واسع جدًا، كذلك ارتفاع الأسقف، وكبر مساحات الغرف، فهي مزايا كثيرة لا تتمتع بها الأبنية الحديثة. ويضم الفندق 80 غرفة في 4 طبقات، مع لوبي واسع جدًا، وقاعات كبيرة للمؤتمرات والاحتفالات. ويضيف عماد: «لذلك، رأينا أنه من الأفضل قبول عرض الجامعة الخاصة، فهي غاية نبيلة أن يُوَظَّفْ الفندق مؤقتًا للتعليم الأكاديمي الجامعي، بدلاً من تركه هكذا دون توظيف مع غياب السياح والزبائن.

ومن اللافت أيضًا توقف مشروع فنادق «سيرينا» في المدينة القديمة، وهو المشروع الذي أطلقه في عام 2008 الآغا خان الرابع، عندما زار دمشق؛ حيث قامت «شبكة الآغا خان العالمية للتنمية» بالتعاقد مع محافظة دمشق لتحويل أشهر وأكبر ثلاثة بيوت شامية تقليدية في حي مادنة الشحم بدمشق القديمة، وهي: بيوت نظام والقوتلي والسباعي، والتي تعود للقرنين الثامن عشر والتاسع عشر، إلى فنادق تراثية بنمط ثقافي سياحي عالمي، وكان مقررًا أن تكون واحدة من سلسة فنادق «سيرينا» العالمية المصنفة عالميًا واحدة من أفضل خمسة فنادق في العالم صديقة للبيئة، وكانت بالفعل قد انطلقت ورشات الترميم في البيوت الثلاثة لتتوقف مع بداية الأزمة السورية قبل خمس سنوات.

حيث تصارع فنادق دمشق التراثية من أجل البقاء إنتاج هندسي ضخم مملوء بالجلال والجمال والسحر فبعض بيوت دمشق القديمة تحولت الىاستوديوهات حية للدراما مثلا وقدمت فيها مسلسلات مثل بيت جدي وباب الحارة وايام الصالحية وغيرها..
واعتبروها افضل طريقة للاستثمار الفني فيها، فتحويلها الى نُزل تراثية، أو كما يطلق عليها “أوتيل بوتيك”، يقصدها السيّاح وزوّار المدينة القديمة، التي ارتفعت أسعار العقارات فيها عشرة أضعاف، بعد ذلك
اذ كان البعض منها مهجوراً أو تحوّل إلى مستودعات، فعدد المطاعم تجاوز المئة، أما الفنادق المرخّصة فوصلت إلى واحد وثلاثون ، سبعة منها تعمل والباقي قيد التجهيز. يبرّر بعض المستثمرين أن هدفهم هو إعادة الروح لأقدم مدينة مأهولة فيالتاريخ، والآخرون يرون أنه مشروع يخلق فرصاً استثمارية جديدة.

فبيت بيت زمان مثلا يحكي كيف بدأت قصة الفنادق ومن أين؟ يقول صاحب الفندق “بيت زمان” مروان عركوش: بدأت عملية الاستثمار سنة 1994في دمشق القديمة، وسبقتنا إليها حلب في تسعينيات القرن الماضي في إنشاء الفنادق، مضيفاً: “البيوتالحالية وضعها سيئ جداً وتحتاج إما أن يرمّم القاطنون منازلهم، وهذا مكلف جداً، وإما أن يبيعوها وتتحول إلىمشاريع استثمارية لتغطي تكاليف إعادة الترميم”.

عركوش يرى أن الفنادق هي استثمار سياحي، تجاري، غير أناستعادة رأس المال عملية طويلة بسبب قلّة عدد الغرف، إذ لا تتجاوز 28 غرفة والإيرادات محدودة، لكنه “حرّكالمدينة وجذب السياح ورؤوس الأموال”.

ويتابع عركوش: أغلب زوّار هذه الفنادق من رجال الأعمال والسيّاح من أوروبا الغربية، يأتون في مجموعات
منتظمة بقصد السياحة الثقافية والدينية، لأنهم يحبون زيارة الأماكن السياحية القديمة، وعندما يجلس السائح فيبيت دمشقي يفرح ويندهش بمعالمه التراثية والأثرية.يتمّ تأهيل البيوت القديمة كفنادق بطرق تقليدية بإشراف محافظة دمشق، من أجل تحقيق مواصفات الدور العربية وفقالطراز القديم الذي كان عليه قبل ” 200 ” سنة لخدمة السيّاح والسيّاحة.

وحسب دفاتر شروط أعدتها وزارة السياحة بالتعاون مع الاثار والمتاحف ويتابعصاحب بيت رمان و ينفي أن يكون سبب توجّههم إلى دمشق القديمة هو اقتصادي بحت، لأن البيوت القديمة آيلةللسقوط، وتحتاج إلى أموال كثير لإعادة ترميمها وإعادة الحياة إليها نتيجة إهمالها، ويقول: “عندما اشتريت البيتسنة 2004 فكّرت أن نفتح منتدى ثقافياً وفنياً، ولكن اكتشفت أن المكان لا يلبّي رغبتي”.
“اما عن الفندق هو بيت دمشقي، يتوسّط باب توما، تحّول إلى “دار تراثية”، كل غرفة لها شخصية مستقلة وديكورهامختلف، تعود إلى العصور المختلفة الإسلامية المملوكية والعثمانية، ومزخرفة بآيات قرآنية والإنجيل والفن المعاصر.فدمشق “متحف مفتوح” يأتي السائح ليعيش عاداتهاوتقاليدها آخذين صورة إيجابية عنها. يوضّح صاحب بيت رمان “زبوننا من طبقة اجتماعية، يدفع مبالغ ليست قليلةلأنه يتعرف إلى دمشق فينزل إلى الشارع ويشتري خبز التنور، ويرى بائع اللوحات القديمة، عندها لا يهمه أوتيل خمس نجوم، ويضيف: “نعطي إحساساً للزبون كأنه يعيش في بيته، فعندما يتّجه السائح إلى فندق خمس نجوم، تكونحاجته النوم فقط، أما الشخص الذي يأتي إلى هنا فيتعرف إلى كل زاوية في بلدنا من خلال استرجاع الشخصيةالاعتبارية الروحانية التاريخية والثقافية للمدينة.

ويرى حميدي أن الفنادق خلقتوعياً اجتماعياً وسياحياً، فهدفنا مشاركة الأهالي في العملية السياحية من خلال المحافظة على نظافة الشارعوالحارة، وإضفاء جو جميل عليها عبر الإنارة الجيدة والإضاءة والديكور القديم بلمسات عصرية.

في حارة “بولاد” في باب توما، ما زالت عمليات الترميم والتعمير جارية لفندق مجهول الاسم على مساحة 800 مترمربع منذ ثلاث سنوات، صاحب الفندق “عدنان حباب” لم يُطلق عليه الاسم بعد ولكنه أشار إلى أن الفندق سيسمّىحال الانتهاء من إنجازه. البيت الذي اشتراه حباب يعود تاريخه إلى 1836 ، ويتألف الأوتيل من 12 غرفة مع حمّامقيشاني كلفة الغرفة الواحدة 7 ملايين ليرة سورية. واجه حباب صعوبات معنوية، لأن إجراءات الترخيص تحتاجإلى موافقات من جهات عديدة، والأنكى من ذلك أن المشروع يقام ضمن تجمّعات سكنية، ما يستدعي ترميم البيوتالمحيطة المعرّضة للسقوط لكي لا تؤثّر على البنية التحتية للفندق. يقول حباب: أتينا بالمال وفتحنا مشروعا استثماريا كبيراً، لذلك نحتاج إلى دعم من المحافظة فقد أنفقنا نحو مليوني دولار، وهناك إضافات أخرى بقيمة 20مليون ليرة سورية.

ويضيف: هناك تجارب جميلة لهذه الأوتيلات في دول عديدة مثل تونس والمغرب، فالسائح عندمايذهب إلى “مراكش” يقصدها للنوم وليس لمعرفة تاريخها وعاداتها، يحاول حباب من خلال فندقه أن يعيد إحياءالبيت الدمشقي العريق، “نعمل جيداً لنخرج بشيء راق وحضاري” رغم ارتفاع تكاليف الترميم والتأهيل، إلا أن حبابأحبّ هذا النوع من الاستثمار، ويعتقد أنه مشروع مربح ويخلق فرصاً استثمارية جديدة ويجذب السيّاح.

أجرت مديرية دمشق القديمة دراسة في 2007 حول تأثير الفنادق والمطاعم على البنية التحتية لدمشق القديمة،فتوصلت إلى أن المطاعم تؤثّر على البنية التحتية أكثر من الفنادق التي لديها شبكة للصرف الصحي، وتقتصد فياستهلاك المياه، المديرية أعطت التراخيص ل 31 فندقاً يعمل منها حتى الآن سبعة فنادق فقط.وبرأي مدير مدينة دمشق القديمة أمجد الرز، هناك حاجة لاستثمار فنادق جديدة في المدينة القديمة، فهيتستوعب أكثر بشرط “أن نكسب دمشق تراثياً ونحافظ على نسيجها العمراني”.
ويبيّن الرز أن هناك شروطاً لمنح ترخيص “نزل دار تراثية”، كإعادة العقار إلى وضعه الأصلي بما فيه من “البحرة،السقف، الفسحة السماوية “، وأن يستخدم في بنائها المواد التقليدية، ويكون عدد الغرف قليلاً، ويحتوي على غرفةاستقبال وقاعة للفطور وحمام، وتصنّفه وزارة السياحة خمس نجوم، إضافة إلى أنه لا يجوز وجود مطعم في الدارالتراثية.

تضاعف عدد السياح في دمشق القديمة بقصد السياحة أو الدراسة في السنوات الأخيرة، الرز يوضّح هذا التوجّهبأن لدى السيّاح هواية السكن في بيوت دمشقية أصيلة، فعندما يرى السائح الأجنبي “الأسرّة القديمة والفُرشالدمشقية والبحرة “، ينبهر بهذه الأشياء الرائعة.فلماذا لا نستغل موقع دمشق القديمة سياحياً وثقافياً، فمعظم مدن العالم القديمة شهدت هذا النوع منالفنادق التي لعبت دوراً مهماً في الترويج السياحي، وستلعب في المستقبل، يساعدها على هذا وجود مساجد وكنائسوثقافات متعددة في المدينة.
وعلى قول الشاعر نزار قباني
كل حروف أبجديتي مقتلعة حجراً حجراً من بيوت دمشق..وأسوار بساتينها، وفسيفساء جوامعها..
قصائدي كلها معمرة على الطراز الشامي..
كلأَ لِفٍ رسمتها على الورقه يمئذنة دمشقية..
كلضَمّةٍ مستديرة هي قبة من قباب الشام..
كل حاءٍهي حمامة بيضاء في صحن الجامع الأموي..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى