الغنوشي “حلال” فندق يثير جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي
تونس : أخبار السياحة
أثار افتتاح فندق سياحي بمدينة ياسمين الحمامات السياحية في تونس، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب حضور راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الافتتاح الرسمي للفندق وبسبب تقديم صبغة الفندق على أنه “حلال”.
وحضرت حفل الافتتاح القيادية بالحركة محرزية العبيدى، وأعداد من أنصار النهضة، ويعمل الفندق وفقا لتنظيم معين فهو يقوم باستقبال المحجبات والمنتقبات والعائلات المتدينة فقط ولا يقدم الخمور،
كما يمنع الاختلاط بين الجنسين، حيث يخصص حمام سباحة خاصا للنساء وآخر للرجال، فيما ينظم مساء سهرات دينية ويخصص أماكن لأداء الصلاة.
واستغرب الناشطون حضور الغنوشي هذا الاحتفال، واعتبر البعض أنها خطوة سياسية تهدف إلى الترويج للنهضة،
فقال مدون على فيسبوك “الغنوشي يفتتح فندقا من سلسلة فنادق حزب جماعة الإخوان، فندق حلال، هل يجد الشعب ما يأكل حتى يذهب إلى الفنادق؟
هي فقط سياسة التدرج لأخونة الدولة وبث الفرقة والبغضاء بين أفراد الشعب، هي فقط سياسة المراحل للانقضاض على الدولة”.
وقال آخر “المشكلة ليست في الحلال والحرام وإنما كان على صاحب الفندق دعوة وزيرة السياحة أو والي (محافظ) نابل لكنه اختار دعوة الغنوشي وإحياء ذكرى انبعاث الاتجاه الإسلامي معناه أنه إخواني لا يعترف بالدولة المدنية”.
وعلق ناشط “يحللون ويحرمون ما يشاؤون وحسب مصالحهم. وتجويع وتفقير المواطنين هل هو حلال؟
وكتب معلق “أيضا قم بافتتاح مجلس حلال وأحزاب حلال وقصر حلال، لكن ضع فيها أناسا حلالا”.
واعتبر البعض الآخر من الناشطين أنها متاجرة بالدين، معترضين على إطلاق تسمية “حلال” التي توحي بأن الفنادق الأخرى التي يرتادها التونسيون عادة هي “حرام”.
فقال مغرد على تويتر “رمز حلال استغلال للدين في التجارة والربح. ألم يستح من قول كلمة حلال، معناها يا توانسة جميعكم كنتم تذهبون سابقا إلى فنادق حرام”.
وهاجم أحدهم حركة النهضة بالقول “يا توانسة استيقظوا الأخطبوط (النهضة) بدأ يمدّ أصابعه المسمومة حتى يستولي على حرياتكم باسم الدين والإسلام، فاحذروا النهضة فهي تستغل ضعف النداء لتتمكن من الحكم في تونس وقتها تكونون قد استيقظتم متأخرين وأكلكم الأخطبوط وانتهى أمركم”.
ولم تخل التعليقات من السخرية والتندر على هذه الخطوة، فكتب أحدهم “مبروك لتونس ياسمين الحمامات فندق حلال ليست فيه كحول، والإقامة فيه غير ممكنة دون وثيقة شرعية”.
وقال مدون “فندق حلال، تمر حلال، نكاح جهاد حلال، لعنة الله على المنافقين الدجالين الذين خربوا البلاد”.
وتطرق ناشطون إلى موافقة نواب حركة النهضة في البرلمان التونسي على تمرير فصل يقضي بتخفيض الضرائب على المشروبات الكحولية،
وجددوا انتقاداتهم وتعالت أصوات كثيرة تتهم النهضة باعتماد سياسة الكيل بمكيالين وتنتقد التناقضات الموجودة داخله واتباعه لمنهج متغير.
وعلق ناشط بالقول “حلال يا سيدي الشيخ، وهل تخفيض سعر الخمر في مجلس الخراب حلال، وزيارة محرزية لعبيدي لمصنع الخمر حلال،
وسرقة ونهب ثروات البلاد حلال، أكيد مفهوم الحلال عندك ليس كمفهومه عندنا.. آه يا تونس”.
وقالت مغردة “الغنوشي يدشن فندقا حلالا ونوابه في المجلس صوتوا لتخفيض أسعار الكحول، كيف وفقتم بين هذا وذاك إلى أين أنتم ذاهبون؟”.
وانتقد آخر عجز حركة النهضة عن إيجاد حلول للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها الشباب والبلاد،
وقال “بغض النظر عن هذا الموضوع هل قام الغنوشي بزيارة الفقراء هل ساعد الشباب، هل وجد حلا للبطالة، هل قال كلمة رثاء في الغرقى رحمهم الله والشهداء الذين ماتوا دفاعا عن البلاد؟
هذا الرجل لا نراه إلا في جنازات الشخصيات والاحتفالات الكبرى، نحن مسلمون ولسنا في حاجة إلى فندق لنستر أنفسنا،
والفنادق هي لمن يملكون المال لقضاء عطل سياحية، والشعب المسكين اليوم لا يبحث عن الترفيه بل على لقمة عيش تسد رمقه”.
ناشطون اعتبروا حضور الغنوشي الاحتفال، خطوة سياسية تهدف إلى الترويج للنهضة
وعبر العديد من المعلقين عن غضبهم من توقيت افتتاح الفندق “الحلال” بالتزامن مع حادثة غرق العشرات من الأشخاص على قوارب الموت وهم يحاولون الهرب إلى أوروبا بحثا عن حياة كريمة، فقال مدون،
“فندق حلال والشباب يموتون غرقا في رمضان، الشباب يهاجرون نحو المجهول حتى يعيش هؤلاء عيشة مرفهة، هل هذا حلال؟”.
كما اعتبر آخر أنه مجرد مشروع تجاري يحاول الاستفادة من الدعوة الدينية،
وقال “أنا لست نهضاويا ولا أتشارك مع الغنوشي نفس الأيديولوجيا، لكني استغرب كل هذه الضجة. فندق حلال، ما هي المشكلة؟ هذا بيزنس.
والناس جميعها تعرف أن علامة حلال تجذب نوعية معينة من السياح. أنت سمّها متاجرة بالدين. أنا أسميها بيزنس”.
واعتبر آخر أنه “شيء يضحك أن هناك شخصا عمل مشروعا ودفع أمواله. يسميه كيفما أراد؛ حلالا حراما مكروها.
أيضا هو حرّ يستدعي من يحب. من لا يعجبه المكان لا يذهب إليه. عندما يربح لن يعطيكم شيئا وإذا خسر لن تدفعوا معه شيئا”.
وبرزت أيضا بعض الأصوات على قلتها، التي لم تمانع الفكرة وقال أحدهم “فندق لا يبيع الكحول، النخبة انزعجت واعتبرته نمطا دخيلا على السياحة التونسية.
هل يجب أن يبيع الكحول حتى لا يسمى فندقا رجعيا، والغنوشي هل هو وكيل الله في الأرض ومرسل من السماء لحراسة الإسلام، ذهب يدشن فندقا مبنيا منذ 30 سنة”.
وشمل الجدل حضور المندوبة المحلية للسياحة في المنطقة أمل قديش، حيث اتهمت بكونها تشجع نمطا دخيلا على مفهوم السياحة في تونس.
وأفادت “أن مفهوم السياحة الحلال غير موجود في تونس بتاتا”.
وأوضحت قديش أن النزل كان ملكا لمستثمر جزائري استأجره شاب ليديره مع زوجته.
وأكدت أن الفندق منذ أن كان يديره المستثمر السابق لا يقدم كحولا، وشددت أنه يوجد في ياسمين الحمامات وفي الجمهورية كاملة عدة فنادق لا تقدم هذه الخدمة،
وأوضحت أن “راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة هو شخصية وطنية ومن أبرز الوجوه السياسية وقد تمت دعوته من قبل المستثمر الشاب مالك النزل”.
وكشفت أنه خلال حفل الافتتاح الذي حضره الغنوشي تم الإعلان عن مفاجأة تبين لاحقا أنها تتمثل في الاحتفال بذكرى انبعاث حركة النهضة وهي مبادرة أقدم عليها مالك الفندق بمحض إرادته”.