السيد الدمرداش يكتب: سائح من الزمالك

بقايا جيل في مصر المحروسة، نشأ علي صوت سيد درويش وعبد الوهاب وتشبع بأغاني الست أم كلثوم ، في حواري القاهرة الخديوية، وشوارع القلعة، وأزقة مصر القديمة، باب زويلة والمغربلين، وسيدنا الحسين، وستنا نفيسة، التواشيح الدينية في مساجد قاهرة المعز، أجراس الكنائس، وترانيم الرهبان والقديسين، علي مقاه الفتوة عماد الدين.
وفي درب “لبانة” أحد أشهر مكان تجمع فيه راقصات وأعضاء فرق شارع كلوب بك ومسرح الريحاني، كانت أنفاس الشعراء والفنانين تطرب هذا الجيل وتوابعه، أعشق السير في حواري التوفيقية والأزبكية، علي أحد مقاه التوفيقية سمعت صوت يشبة ” النداهة ” ينادي باسمي.
التفت لأجد رجل من زمن فات بمشاعره وأحاسيسه وقيمة الإجتماعية يجلس مع أصدقائه، الخال محمد عثمان الذي لا تعرف له وطناً، فهو أحد شيوخ العرب في الأقصر، وأحد ساكني حي الزمالك ، والمتيم بآل البيت، خليط من المتناقضات تسكن صديقي محمد عثمان، طارق موسي، أحد شباب رجل الاعمال السياحيين رفيق للشاب علاء زكي، يستمعون علي مقهي وسط البلد لحكايات سائح من الزمالك.
الشاب محمد عثمان رئيس جمهورية نفسه، الذي يخشي زحام القاهرة ويسكن الجبال، ويعزل عقله عن واقع يعيشه، جلست في حضرة ثلاث من خبراء السياحة المصرية علي المقهي نتجاذب أطراف الحديث الذي قادنا الي زمن فات، نتحسر فيه علي واقعنا المعاصر، زمنا كانت فيه للرجال قيمة، وللفن جمهور وللحياة دفء وللمشاعر حرارة ، وللرجال كلمات ، كان زمناً فيه شرفاً وعز ، وبه أحرار.
صديقي الكاتب الصحفي سعيد محمد أحمد مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط شاركنا بحكاياته وذكرياته مع الأخ الأكبر الكاتب الصحفي الراحل مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق.