السيد الدمرداش يكتب: المقريزي وزيراً للسياحة
ابو العباس تقي الدين احمد بن علي بن عبد القادر بن محمد المقريزي المولود سنة 766هجرية / 1365ميلادية في حارة برجوان الراقية ايامها بالقاهرة المملوكية في القاهرة، مؤرخ الديار المصرية، نسبه وأصله من بعلبك.
عاش في زمن المماليك، في كتابة ‘السلوك لمعرفة دول الملوك” وهو الجزء الرابع من كتب المقريزي ويؤرخ لفترة حكم الدولة الإيوبية والدولة المملوكية لمصر، بل ويجعل القارئ يتعايش مع مفردات ومعاني الحياة بكافة أشكالها وصورها.
المقريزي كان مولعاً بالتاريخ عن حقب زمنية عاشها وٱخري لم يعيشها واستند في كتاباته الي مصادر موثوقة تلك قبولاً لدى العامة، المقريزي في فصول الكتاب يشرح القيم المجتمعية التي سادت في تلك الفترة التاريخية ورغم الإنتقادات الحادة لسلوك حكام وسلاطين إلا أنه يهتم بتعديل السلوك البشري لمواجهة بعض التصرفات التي لا تليق بالثقافة المصرية.
أنصح وزير السياحة والأثار في مصر بقراءة بعض الكتب القديمة للمؤرخ العظيم “المقريزي” حتي يستطيع تحسين التجربة السياحية بعيداً عن ” الشو الإعلامي ” الذي يغطي علي المشهد السياحي في مصر، نحن نتحدث عن مواجهة التحديات التي تحد من التجربة السياحية ولا نقدم “محتوي ” يساهم في كشف الغمة ولا رفع البلاء.
كان الوزير المحترم” فؤاد سلطان ” أحد وزراء السياحة في القرن الماضي يملك رؤي حول قضايا السياحة ومنها قضايا الوعي المجتمعي في المناطق السياحية ، الرجل لم يسعفه الوقت لإنجاز ما كان يحلم به، وترك لنا اعمال جليلة وبصمات واضحة وما زال بعضنا يتذكره بكل خير .
أطالب الوزير شريف فتحي شخصياً بتبني ملف “الوعي السياحي” من خلال برامج توعوية حتي يكتب في التاريخ سطراً تذكره أجيال المستقبل وتحذو حذوه، وتفرح بسيرته، فالجميع يعلم أن نمو حركة السياحة الوافدة الي مصر مشروعاً وطنياً تعمل علية الحكومة المصرية واصحاب الأعمال، فلماذا لا يلتف كل زعماء النشاط السياحي علي مواجهة هذا الملف وتقديم الدعم اللازم له.