[ الصفحة الأولى ]كتّاب وآراء

السيد الدمرداش يكتب: إغاثة الأمة بكشف الغمة

إعتدنا علي أبواق تصدح في وسائل الإعلام المختلفة المقروءة منها والمرأي لخدمة اهداف ” السيد” اي الشخص الذي يقوم بدور الكفيل لهؤلاء الذين يؤثرون في المشهد ويطلق عليهم ” النخبة ” وما هم سوى حشرات صغيرة أو طفيليات مصنوعة من قبل ” السيد ” الٱمر الناهي في ثقافة خدم السلالم.

الإمام المقريزي في كتابه ” إغاثة الأمة بكشف الغمة ” يعرج إلي فضح ممارسات هؤلاء، الرسالة الإتصالية وتأثيرها على المجتمع “ذنبا عظيما ” إن كانت مضللة بقصد المنافع الشخصية، وفي عالمنا هذا تعلو المصالح الشخصية علي مصالح الوطن والعباد.

في مواقع إلكترونية وفي وسائل الإعلام المختلفة اصبح “التضليل” عملاً بطولياً وصالحاً عكس ما سرده مولانا العلامة “المقريزي ” في كتابه عام ٨٨٠ هجرية، الذي أكد فيه علي شرعية فضح ممارسات هؤلاء في تضليل العباد، استرجع قراءة هذا الكتاب العظيم وأعرج علي ما جاء فيه ليس حزناً علي واقع الحال ولا لإباحة النقد لواقع إباحي.

ففي النقد تتعلثم الكلمات الدلالية علي اعتاب القيم المجتمعيه التي تعايشنا معها، و إنما لأن مولانا الشيخ المقريزي رصد ما نعيشه الأن وكأن الرجل يعيش في عالمنا المعاصر، وأتصور إن الصحفي الامريكي الجنسية صيني المنشأ عندما قام بتأليف كتابه الشهير “إغتيال الأمم ” في عام ٢٠٠٧ قد إستعان بهذا الكتاب المعنون ” إغاثة الأمة بكشف الغمة” للإمام المقريزي، كما فعلها القس ” دانتي ” من قبل عندما تناول عبث قطاع الطرق في روما القديمة في كتاب بعنوان “الكوميديا”.

في ظني أن السفر من خلال الكتب القديمة من روائع المقاصد السياحية التي تضفي صفاءاً عظيماً للنفس البشرية وعلي الأقل، التعايش معها وفيها يجنب الإنسان مذلة الإستماع إلى “عواجيز الفرح” او “نخبة السلالم” ، لا استطيع ان اسرد في مقالي هذا اسباب الولوج إلى قصص من وحي التاريخ في مصر القديمة ولكني استطيع ان أؤكد أن الهروب إلي التاريخ افضل من التعايش مع الواقع المؤلم الذي نتعايش فيه مع بعض ” الٱفاقين ” الذين يتصدرون وسائل الإعلام المختلفة، عشوائية وفوضي تساهم في بناء الجهل وعدم القدرة على التركيز.

إشكالية الرسالة الإتصالية وتأثيرها على المجتمع اصبحت خطراً كبيراً على تحقيق الاستقرار المجتمعي، لا اتصور ان العشوائية التي تعج بها السوشيال ميديا غير مقصودة ولا اتصور ان الاستثمار فيها غير مقصود، فهل هناك عقل رشيد في القوم يتصدي ..؟ هل هناك محارب من اجل نصرة السلم الاجتماعي في ظل التحديات التي تواجه مجتمعنا كما فعلها المقريزي سابقا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى