المؤرخ أحمد كمالي يكتب: التعداد السكاني للمصريين في عصر الباشا
في خطوة مهمة حاول محمد علي باشا أن يحصر عدد سكان القاهرة، ولكنه فشل في بداية الأمر في إجراء هذا التعداد رغم قوته كوالٍ، حيث عجز عن الوصول إلى أي نتيجة يصح الاطمئنان لها، والسبب في ذلك هو مقاومة الأهالي لهذا الإحصاء، إما بالتهرب منه، أو بالإدلاء ببيانات غير صحيحة، لأن التعداد السكاني وحصر النفوس ارتبط في أذهانهم بمحاولة حكومة الباشا فرض ضرائب جديدة عليهم أو حصرهم للتجنيد الإجباري.
وربما كان اللافت للنظر أن مقاومة هذا التعداد من المصريين ومحاولة الالتفاف عليه شملت كل الطبقات حتى الأغنياء والرجال المقربين من الباشا.
ويبدو أن محمد علي استطاع هو الآخر الوصول لطرق جديدة لحصر تعداد المصريين ولكن بطريقة غير مباشرة، ففي عام 1821 تم عد سكان القطر المصري حسب كشوف الممولين وكانت النتيجة هي حوالي 2.5 مليون نسمة.
وبطريقة أخرى استطاع محمد علي باشا بين عامي 1846- 1848 أن يقوم بعمل تعداد آخر أكثر شمولاً بعد سكان المحروسة معتمداً على عد المساكن وقد بلغ التعداد السكاني للقطر المصري آنذاك حوالي 4.5 مليون نسمة.