علي زرزور يكتب: ديمقراطية الكلاشينكوف
جرت تغيرات منذ العام 2011 فيما سمي بثورات الربيع العربي في أنظمة ست دول عربية هي تونس ومصر وليبيا واليمن والسودان وسوريا سبقتها العراق لم ينجو من التقسيم والاقتتال سوى تونس ومصر بالرغم من صعوبة الأوضاع الأقتصاديه الإ ان السلطة انتقلت فيهما سلمياً الي حد ما لأن الخروج الشعبي في الدولتين كان حقيقياً وشعبياً وسلمياً بإمتياز، ورغم عدم الوصول الي الديمقراطية المنشودة في كلا الجمهوريتين التونسية والمصرية فيما عدا ذلك الثورة أو مايسمي ثورة بقوة السلاح والاقتتال لم ينتج عنها أي ديمقراطيه أو إنتقال سلمي للسلطة أو حتي الحفاظ علي مؤسسات الدولة ووحدة اراضيها.
فها هو اليمن منقسم والسودان يتقاتل وليبيا بعد اكثر من عشر سنوات قسمين أو أكثر والعراق هناك مليشيا أقوى من الدولة والجيش وانضمت اليهم سوريا، والتي أرى انها ستقسم الي ثلاث أو أربع دول أولها دولة الأكراد بقواتها التي تحميها أمريكا وقطعاً ستدفع تركيا ثمن تواطئها وأطماعها باقتطاع جزء من أراضيها أو علي الأقل وجود دولة في جنوبها كردبة معادية لها.
وستدفع ايران ثمناً غالياً وكذلك العدو الصهيوني سيقضم جزء من التورتة وقد تبقي روسيا مع دولة شيعية او علوية في الساحل السوري ودولة ثالثة سنية في الوسط تلتحم مع السنة العراقيين برعاية ودعم امريكي صهيوني وبات حزب الله في موقف صعب لايحسد عليه بعد قطع خطوط إمداده ودعمه وأظن ان العدو سوف يستأنف قتاله وضربه للحزب لانهاء وجوده بعد حصاره من ثلاث جهات مما قد يدفع الحزب للقتال بكل قوته في حرب النهاية مما يضطر الحزب لاستخدام كل مايملك في حرب وجودية نهايتها إما نصر مؤزر أو استشهاد كل عناصره بعد تكبيد العدو أكبر خسارة ممكنة.
في حالة انهاء وجود الحزب ومقاومته ستنتهي فكرة فلسطين وستحتل دولة الكيان المنطقة بالكامل وستكون هي من سيرسم مستقبل المنطقة التي باتت هي وحكامها وحكوماتها رهن اشارة القوى الخارجية والاستعماريه باتت مفعول فيها الديمقراطية الحقيقية تأتي عبر صناديق الأقتراع في وجود شعوب مثقفة وواعية وتفهم معني الدولة المدنية وتعي كل مقوماتها في خضم ما يحدث من سنوات في منطقتنا.
شاهدنا نموذجين للممارسة الديمقراطية والحفاظ علي ما وصلت له تلك الشعوب النموذج الأول ما حدث من محاولة انقلاب في تركيا ووقوف الشعب وافشاله للمحاولة وحفظ مكتسبات الممارسة الديمقراطية والنموذج الثاني نموذج كوريا الجنوبية وما حدث فيها من أيام، ووقوف نواب البرلمان أمام قرار الرئيس بفرض الأحكام العرفية أو حالة الطوارئ.
وجدير بالذكر أن مبارك حكم مايقرب من ثلاثين سنة بقانون الطوارئ في ظل وجود برلمانات متعددة إن ما حدث لهو ناقوس خطر وفي نفس الوقت يبين بوضوح ان الاحتماء بالشعوب هي الضمانة الوحيدة إما القوي الخارجية أو القوى الأمنية يمكن أن تتلاشي في لحظات ويجد الحاكم نفسه وحيداً لاجئاً إلي إحدى الدول الصديقة فهل يعي حكام المنطقة الذين مازالوا يملكون فرصاً تجنبهم مصير نظرائهم نسوا شعوبهم وقهروهم فتخلت عنهم تلك الشعوب في لحظات كانوا أحوج فيها للألتفاف حولهم والدفاع عنهم قطعاً لا أتمني ان تتقسم الدولة السورية وأن تنعم بالاستقرار والهدوء.